غموض إسرائيل «يحبط» أمريكا.. وكلمة السر إيران
حالة من الإحباط تسيطر على المسؤولين الأمريكيين بسبب رفض إسرائيل الكشف عن خططها للرد على الهجوم الصاروخي الإيراني.
وبعدما فوجئ المسؤولون الأمريكيون أكثر من مرة بالأعمال العسكرية الإسرائيلية في غزة ولبنان، حثت واشنطن حليفتها الأقرب في الشرق الأوسط على عدم ضرب منشآت النفط الإيرانية أو المواقع النووية وسط مخاوف من اتساع نطاق الحرب الإقليمية، وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
وقالت الصحيفة إن البعض كان يأمل أن تعلم الولايات المتحدة المزيد عن خطط إسرائيل خلال الاجتماع الذي كان مقررا عقده اليوم الأربعاء بين وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ووزير الدفاع لويد أوستن في واشنطن لكن غالانت أرجأ رحلته، حسبما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون).
وقال مسؤول إسرائيلي إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو منع غالانت من المغادرة إلى الولايات المتحدة مساء أمس الثلاثاء في ظل استمرار عمليات التخطيط لعملية مرتقبة في إيران والتي قال مسؤولون أمريكيون إنهم لا يعرفون حتى الآن توقيتها أو المواقع التي قد تستهدفها.
والشهر الماضي، نفذت إسرائيل ضربة قتلت خلالها الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله دون إبلاغ الولايات المتحدة مسبقًا حيث جاءت العملية بشكل مفاجئ لواشنطن التي كانت تأمل الانتهاء من خطة وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان.
وكشف مسؤولون أمريكيون مطلعون عن رد فعل أوستن عندما أخبر ه غالانت في اتصال هاتفي عن استهداف نصرالله حيث قال له "عفوا، ماذا قلت؟".
وخلال مكالمة ثانية في نفس اليوم، سأل أوستن غالانت عما إذا كانت إسرائيل مستعدة لأن تكون "وحيدة" عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن نفسها، نظرًا لعدم إخبار الولايات المتحدة.
وقال مسؤولون دفاعيون إن أوستن كان محبطًا لأن الولايات المتحدة لم يكن لديها الوقت الكافي لوضع قواتها للدفاع عن إسرائيل أو لحماية القوات الأمريكية القريبة.
وفي ظل تأكيد إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي الإيراني، يأمل المسؤولون الأمريكيون هذه المرة أن يكون لديهم المزيد من المعلومات حول الضربة التي قد تؤدي إلى مشاركة عسكرية أمريكية أكبر.
وعلى مدار العام الماضي، استجابت إسرائيل أحيانا لنصيحة الولايات المتحدة مثل الحد من عملياتها في غزة وعدم شن هجوم على حزب الله بعد أيام قليلة من هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
والأحد الماضي، سافر الجنرال إريك كوريلا ، قائد القيادة المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط إلى إسرائيل حيث التقى غالانت وكبار القادة العسكريين الإسرائيليين، للتحذير من ضرب المواقع النووية أو المنشآت النفطية الإيرانية.
ويُنظر إلى غالانت على نطاق واسع على أنه الزعيم الإسرائيلي الأكثر استجابة لمخاوف الولايات المتحدة حول الحرب في غزة وخطة اليوم التالي وكان على اتصال وثيق بأوستن خلال العام الماضي وهما على علاقة جيدة بشكل عام.
ومع ذلك لن يقول المسؤولون الأمريكيون ما إذا كانوا قد حصلوا على تأكيدات من إسرائيل بأنه سيتم إخطار واشنطن قبل الضربة الإسرائيلية المتوقعة على إيران حيث يشيرون بدلاً من ذلك إلى محادثات متكررة بين كبار المسؤولين.
وقال مسؤولون أمريكيون إنه كان من المتوقع أن يقدم غالانت خلال زيارته لواشنطن التي جرى تأجيلها بعض التفاصيل حول خطة الرد على إيران، بما في ذلك الأهداف المحتملة وقال مصدر مطلع إن أوستن وغالانت كانا قد خططا أيضا للحديث عن الأهداف الإسرائيلية في لبنان وقال مسؤول إسرائيلي "هناك أشياء لا يمكن مناقشتها عبر الهاتف".
وعلى مدار العام الماضي، عزز البنتاغون وجوده في المنطقة للمساعدة في الدفاع عن إسرائيل والمصالح الأمريكية حيث يوجد حاليا حاملتا طائرات في الشرق الأوسط.
وفي أبريل/نيسان الماضي وفي مطلع أكتوبر/تشرين الأول الجاري، اعترضت السفن والطائرات الأمريكية بعض الصواريخ والمسيرات الإيرانية المتجهة إلى إسرائيل.
وقد يكون للرد الإسرائيلي على إيران تداعيات في واشنطن مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية وفي الوقت الذي يشكل فيه الاقتصاد قضية رئيسية في الحملات الانتخابية ارتفعت أسعار النفط الأسبوع الماضي بعد إعلان بايدن أن المسؤولين الأمريكيين يدرسون ما إذا كانوا سيدعمون ضربة إسرائيلية على منشآت النفط الإيرانية وفي اليوم التالي قال بايدن في مؤتمر صحفي إن إسرائيل يجب أن تمتنع عن مهاجمة منشآت النفط الإيرانية.
aXA6IDMuMTQ3Ljc1LjQ2IA== جزيرة ام اند امز