"اتفاق" أمريكي إيراني وشيك.. كيف تتعامل إسرائيل؟
تقديرات متباينة لمحللين إسرائيليين بشأن كيفية تعامل الحكومة مع تقارير تتحدث عن "اتفاق" أمريكي إيراني وشيك.
وفي حين اعتبر محللون أن إسرائيل تعارض الاتفاق، وأن واشنطن لا تطلع تل أبيب على تفاصيل محادثاتها، تحدث خبراء آخرون عن تفاصيل مختلفة.
ونقل المحلل عاموس هارئيل في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الجمعة، عن مسؤول إسرائيلي كبير (لم يسمه)، قوله إن "إدارة بايدن تُطلع إسرائيل بانتظام على محادثاتها غير المباشرة مع إيران، بما في ذلك المحادثات التي جرت في سلطنة عمان الشهر الماضي".
وأضاف "المسؤول أشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية لم تقرر بعد موقفاً نهائياً بشأن هذه المحادثات، ونفى بشدة المزاعم القائلة بأنها كانت تحاول بطريقة ما تخريبها عن طريق تسريب معلومات حساسة".
ونقل عن المسؤول نفسه أيضا أن "الإدارة الأمريكية تطلعنا بانتظام على محادثاتها غير المباشرة مع إيران، هناك حوار مفتوح ومستمر بيننا، لم نتفاجأ بالتقارير الإعلامية حول التفاهمات التي تتم بلورتها".
وأشار المسؤول الإسرائيلي الرفيع إلى أن بلاده "ما زالت تدرس شروط التفاهمات المحتملة، ولم تقرر بعد موقفاً سياسياً رداً على ذلك".
وتابع: "في الوقت الحالي، نحن لا نتحدث علناً ضد المحادثات، ولكن يمكننا التعبير عن تحفظاتنا. ونواصل التأكيد على أنه على أي حال، لسنا طرفاً في هذه التفاهمات، وسنحافظ على حريتنا في العمل حماية مصالحنا".
ضد المباحثات؟
نفى المسؤول الرفيع بشدة المزاعم القائلة إن إسرائيل تعمل بطريقة ما ضد المحادثات، أو تحاول تخريب التفاهمات المحتملة.
وأوضح أن "الادعاء بوجود تسريبات إسرائيلية متعمدة لوسائل الإعلام بهدف إفشال التفاهمات بين إيران والولايات المتحدة زائف، لدينا أسئلة ومخاوف، ونطرحها في حوارنا المفتوح مع الإدارة الأمريكية".
والإثنين الماضي، ولأول مرة أكد مسؤول إيراني رفيع علنا وجود محادثات مع الولايات المتحدة بشأن الملف النووي، حيث أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية في طهران، في بيان، إلى أن المحادثات تجري بوساطة سلطنة عمان.
وقال: "تبادلنا الرسائل مع الطرف الآخر"، مشيرا إلى أن "إيران لم تغادر طاولة المفاوضات أبدا، وأبدت دائما استعدادها الجاد لإجراء مفاوضات عميقة وذات مغزى لإنهاء المحادثات".
كما أكد أن المحادثات "لم تكن سرية".
وقبل أسبوع، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من أنه "لا يوجد اتفاق مع إيران ملزم لإسرائيل، التي ستفعل كل ما في وسعها للدفاع عن نفسها".
غير أن السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة مايكل هيرتسوغ أكد أن "الدبلوماسية [مع إيران] ليست بالضرورة أمراً سيئاً".
وقال في كلمة بمؤتمر مؤيد لإسرائيل عقد الخميس بواشنطن العاصمة: "بالنسبة لنا، لكي تنجح الدبلوماسية في تحقيق نتيجة إيجابية، يجب أن تكون مدعومة بردع قوي للغاية ضد إيران وتهديد عسكري ذي مصداقية. لن يقدم الإيرانيون شيئًا مجانًا أو طواعية، ويجب أن يكون هناك ردع قوي للغاية تجاه طهران".
وأضاف هرتسوغ: "أكدت إسرائيل دائمًا أنه بغض النظر عن النتيجة الدبلوماسية [الناشئة] بين المجتمع الدولي وإيران، فإنها ستحافظ على استقلالها وحرية عملها. لاتخاذ إجراءات لحماية مصالح الأمن القومي الخاصة بها".
تفاصيل الاتفاق
ووفق ما طالعته "العين الإخبارية" في صحيفة جروزاليم بوست، الجمعة، فإن "الاتفاق المتوقع الذي تفاوض عليه الجانبان في الأسابيع الأخيرة عبر سلطنة عمان بعد فشل محادثات إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 العام الماضي، من شأنه أن يجعل واشنطن تخفف العقوبات مقابل تقييد إيران لبرنامجها النووي".
وأضافت: "ينطوي الاتفاق على قيام إيران بالحد من تخصيب اليورانيوم بنسبة 60٪، وهو ما يتجاوز بكثير ما كان مسموحا به في عام 2015 ولكن أقل من 90٪ اللازمة لصنع سلاح نووي".
وحذرت الولايات المتحدة في المحادثات من أنها ستفرض ثمنا باهظا على إيران إذا قامت بالتخصيب بنسبة 90٪".
وتابعت: "كما ستطلق إيران سراح الأمريكيين الذين تحتجزهم في السجن".
وأشارت إلى أنه "بالإضافة إلى ذلك، لم تعد إيران تبيع صواريخها الباليستية لروسيا، وتوقفت هجمات وكلائها على المتعاقدين الأمريكيين في سوريا والعراق".
وقالت: "ستتنازل الولايات المتحدة عن العقوبات، وتسمح للعراق على وجه التحديد بدفع أكثر من 10 مليارات دولار تدين بها لإيران مقابل الغاز والكهرباء، وأن تدفع كوريا الجنوبية لها 7 مليارات دولار لواردات النفط".
ولفتت إلى أن واشنطن "لن تضيف مزيداً من العقوبات أو تتخذ قرارات ضد إيران في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أو الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وتابعت: "بالإضافة إلى ذلك ستوافق الولايات المتحدة على عدم الاستيلاء على ناقلات أجنبية تحمل النفط الإيراني".
وذكرت أنه "في الأسبوع الماضي ألغت واشنطن العقوبات وسمحت للعراق بدفع 2.76 مليار دولار لإيران، وقالت الخارجية الأمريكية إن الأموال ستستخدم في الغذاء والدواء من مصادر معتمدة من الولايات المتحدة".
نووي؟
ضمن ردود الأفعال الإسرائيلية، اعتبر زعيم المعارضة يائير لابيد أن ما توشك الولايات المتحدة وإيران على توقيعه هو اتفاق نووي وإن اختلفت المسميات.
جاءت تصريحات لابيد على وقع تقديرات إسرائيلية بقرب التوصل إلى تفاهمات بين واشنطن وطهران.
وقال رئيس الوزراء السابق في تغريدة عبر تويتر، الجمعة: "رغم كل المحاولات لتسميته بأسماء أخرى، فإن ما توشك الولايات المتحدة وإيران على توقيعه هو اتفاق نووي".
وأضاف: "علاوة على ذلك، هذا هو بالضبط نفس الاتفاق النووي الذي حاولوا الترويج له خلال حكومة التغيير وتمكنا من منعه من خلال العمل بهدوء ومكثف مع الحكومة".
وحذر لابيد من أنه "إذا تم التوقيع على هذه الاتفاقية الآن، فهذا فشل ذريع للحكومة".
واعتبر أنه "بسبب الانقلاب، فقد نتنياهو الاهتمام الأمريكي والقدرة على التأثير في وقف اتفاقية سيئة وخطيرة"، داعيا رئيس الوزراء إلى "التوجه إلى واشنطن وفعل كل شيء حتى لا يتم التوقيع على الاتفاق".
aXA6IDMuMTQ1Ljc2LjE1OSA= جزيرة ام اند امز