«إم10 بوكر».. دبابة خفيفة قد تعيد التوازن لقوة «المارينز»

أعلنت قوات مشاة البحرية الأمريكية في مارس/آذار 2020 عن خطة تحوُّل استراتيجي تهدف لإعادتها لجذورها بدلاً من أداء دور "الجيش البري الثاني".
وشملت هذه الخطة تقليصًا كبيرًا في تشكيلاتها البرية، بما في ذلك تقليل كتائب المشاة من 24 إلى 21، وتخفيض بطاريات المدفعية من 21 إلى خمس فقط، وسرايا المركبات البرمائية من ست إلى أربع، بحسب مجلة ناشيونال إنترست.
لكن القرار الأكثر إثارة للجدل كان التخلي الكامل عن سلاح الدبابات، حيث بدأت بنقل أسطولها المكون من نحو 1300 دبابة قتال رئيسية من نوع "إم1 أبرامز" إلى الجيش الأمريكي أو سحبها من الخدمة.
وينهى هذا القرار مسيرة كتيبة الدبابات الأولى في مشاة البحرية، التي تأسست عام 1941 وشاركت في معارك محورية منذ غزو غوادالكانال في الحرب العالمية الثانية، لصالح نموذج قتالي أكثر خفة ومرونة مصمم لمواجهة التحديات في منطقة المحيط الهادئ.
هل حان الوقت لاعتماد دبابة إم10 بوكر؟
صُممت دبابة إم10 بوكر - التي طورتها شركة "جنرال ديناميكس لاند سيستمز" - لدعم ألوية المشاة المقاتلة، ويرى قادة الجيش أنها ليست مجرد دبابة تقليدية، بل منصة نيران مباشرة قادرة على البقاء والتفوُّق في القتال القريب.
ويؤكد قادة البحرية أن: "المارينز بحاجة إلى منصة تُحدث تحولًا في قدرتهم على جمع المعلومات ومجاراة خصوم يملكون دروعًا حقيقية.. وإنها ضرورة عملياتية تسد الفجوة بين حرية الحركة والقوة النارية".
وأشار التقرير إلى أن الصين طورت دبابة Type 15 الخفيفة التي تشابه إم10 بوكر في القدرات، والمصممة للعمل في التضاريس الوعرة من جبال الهيمالايا إلى السواحل الرملية، وهي مناسبةٌ بشكلٍ خاص لسيناريوهات محتملة حول تايوان.
مواصفات إم10 بوكر:
زودت دبابة "إم10 بوكر" بمحرك ديزل موفر للوقود ويمكن أن تصل سرعتها إلى 64 كيلومترا في الساعة، وهو ما يكفي لمواكبة وحدات المشاة الخفيفة.
كما تعمل الألواح المدرعة الإضافية وألواح حماية الهيكل السفلي على حماية المدرعة والطاقم من العبوات الناسفة المزروعة أثناء التنقل على الطرق الوعرة، ويمكنها الاشتباك مع مجموعة متنوعة من الأهداف عبر نطاقات طويلة في الهجوم والدفاع.
تتميز الدبابة بأنها مزودة بنسخة من نظام التحكم في إطلاق النار وتأتي مع عارض حراري مستقل للقائد، ما يتيح للطاقم تحديد التهديدات على مسافات أكبر.
كما تم تزويد المركبة بمدفع من عيار 105 ملم ومدفع رشاش إم240بي من عيار 7.62 ملم ومدفع رشاش ثقيل من عيار 12.7 ملم مثبت على فتحة القائد.
باستطاعة المدفع عيار 105 ملم إطلاق قذائف خارقة للدروع، وهي مقذوفات ذات طاقة حركية ثابتة الدوران بمدى أقصى يبلغ 1.8 كم، وقذائف شديدة الانفجار بمدى أقصى يبلغ 4 كم. ويمكن لهذه المركبة إطلاق قنابل دخان لإخفاء حركتها وإعاقة رصدها وعرقلة الرؤية لدى العدو.
جرى تصميم الدبابة بحيث تدخل بسهولة في طائرة النقل العسكري سي-17 غلوب ماستر دون الحاجة إلى تفكيكها، على عكس قرينتها الأكبر "إم1 أبرامز".
ويمكن لكل طائرة من طراز سي-17 أن تحمل مدرعتين من طراز إم10 يمكن نقلهما بسهولة داخل وخارج الطائرة في أي مكان حول العالم.
من بين أبرز مميزاتها أيضا أنها صيانتها أقل تعقيدًا من دبابات أبرامز الثقيلة، كما توفر توازنًا أفضل بين البقاء والحركة، بالإضافة إلى إمكانية إصلاحها في الميدان، وقابلية قطع غيارها للطباعة ثلاثية الأبعاد، وحزم لوجستية مخصصة لضمان الصيانة في البيئات المعقدة.
ويشير التقرير إلى أن بعض التعديلات البسيطة قد تجعلها الأداة المثلى لمواجهة "الدبابة Type 15" الصينية في المحيط الهادئ. كما يؤكد أن دمجها يمثل "تحولًا عقائدياً يعيد التوازن لتصميم القوة ويستعيد مصداقية مشاة البحرية القتالية".