بينما كان ينتظر الطالب سيد التخرج من الجامعة لقي حتفه على يد الشرطة فأشعل مقتله شرارة الإطاحة برئيسة وزراء البلاد الشيخة حسينة، فيما بات يعرف بـ"التحرير الثاني".
وفي مايو/أيار الماضي، كان سيد، الطالب الذي يدرس اللغة الإنجليزية والبالغ من العمر 23 عاماً، يتطلع إلى التخرج، فنشر صورًا على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» لنفسه وزملائه في آخر فصل دراسي لهم، في رسالة مزينة برموز تعبيرية ملونة على شكل قلوب، قال فيها: «الحمد لله، بعد الكثير من الصعود والهبوط وعدم اليقين».
إلا أنه بعد شهرين من تلك التدوينة، كان ذلك الشاب محور الحديث في بنغلاديش، إثر تصوير عملية قتله من قبل صحفيين محليين في مقاطع فيديو أشعلت الغضب، وحفزت الطلاب من جميع أنحاء البلاد على المشاركة في المظاهرات التي أجبرت رئيسة الوزراء السابقة الشيخة حسينة على الاستقالة في 5 أغسطس/آب الجاري، بحسب «وول ستريت جورنال».
ويظهر مقطع فيديو شابًا منعزلاً، وقد بسط ذراعيه، في مواجهة كتيبة من رجال الشرطة يرتدون ملابس مكافحة الشغب خارج بوابات جامعة بيجوم روكيا في رانجبور، المدينة الواقعة في شمال غرب بنغلاديش حيث كان يدرس. ثم تنطلق طلقات نارية فيتعثر الشاب، ثم يمد ذراعيه مرة أخرى، فيرفع رجال الشرطة بنادقهم ويطلقون النار.
ووفق خبراء سياسيين فإن وفاة سيد في 16 يوليو/تموز حولت الاحتجاجات ضد التوظيف إلى معركة من أجل بنغلاديش أكثر ديمقراطية. وقد تم تشبيهه بـ«رجل الدبابة» الذي وقف متحديًا في احتجاجات عام 1989 المؤيدة للديمقراطية في بكين.
وقال محمد يونس الحائز على جائزة نوبل للسلام، والذي تولى رئاسة الحكومة المؤقتة التي تشكلت بعد الإطاحة بحسينة، إن وفاة سيد ألهمت مواطني بنغلاديش الآخرين للفوز بـ«التحرير الثاني».