«النازية الجديدة» تتسلل إلى الجيش الأمريكي عبر «تيك توك»

تثور المخاوف من انتشار التطرف في الجيش الأمريكي بعدما كشف جندي أنه يتابع جماعة للنازيين الجدد على "تيك توك".
ويحقق الجيش الأمريكي حاليا في قضية جندي شاب في الجيش الأمريكي يتابع علنا على مواقع التواصل الاجتماعي جماعة إرهابية محظورة تؤمن بالنازية الجديدة تطلق على نفسها اسم "القاعدة" وتتعهد بتجنيد جنود استعدادا لما يسمى "حرب الأعراق".
وللوهلة الأولى، قد تبدو متابعة حساب "تيك توك" مخالفة بسيطة لجندي شاب في فرقة المشاة الأولى بالجيش الأمريكي لكن الخبراء يقولون إن هذه القضية تظهر كيف تسمح وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بقيادة الوزير بيت هيغسيث بانتشار التطرف، وفقا لما ذكرته صحيفة "الغارديان" البريطانية.
وخلال عهد الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن كان هناك العديد من التوجيهات لتثبيط نشاط الجنود الأمريكيين في متابعة مثل هذه الجماعات على مواقع التواصل الاجتماعي.
لكن في فبراير/شباط الماضي، أصدرت وزارة الدفاع الأمريكية مذكرةً أوقفت فيها مبادرة كبرى لمكافحة التطرف تهدف إلى استئصال القوميين البيض وتأثيرات أقصى اليمين بين الجنود حيث أشارت الوزارة إن المبادرة لا تتماشى مع الأوامر التنفيذية للرئيس دونالد ترامب.
وكانت منظمة "القاعدة" الإرهابية التي يتابعها الجندي الأمريكي هدفا لتحقيقات مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) ويضم حسابها الغامض على تطبيق تيك توك" 30 متابعا فقط وتروج لرموز النازيين الجدد ولخطط إنشاء وحدات عسكرية من جنود تلقوا تدريبا عاليا وهي مصنفة كجماعة إرهابية من قبل الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا.
وفي رسالة بريد إلكتروني لـ"الغارديان"، قال متحدث باسم الجيش الأمريكي "لن يتسامح الجيش مع السلوكيات والأنشطة الضارة بما في ذلك المشاركة النشطة في الأنشطة المتطرفة".
وأكد التزام الجيش بتتبع الأنشطة المتطرفة وتقديم البيانات إلى المفتش العام للبنتاغون وأضاف "كبار قادة الجيش ملتزمون بمواجهة التطرف في الجيش، وتحديد جذور المشكلة، وفهم عمقها".
وقال جوشوا فيشر-بيرش، المحلل والخبير المخضرم في شؤون أقصى اليمين "يتضمن حساب تيك توك التابع للجماعة بيانًا واضحًا يدعم سرعة التحرك وينصح بالانضمام إليها للتواصل مع أفراد آخرين لاستغلال (الانهيار)".
وأشار إلى أن هذه الجماعة وغيرها من الجماعات المماثلة، لا تزال مهتمة بالعنف السياسي، وتستمر في إعطاء الأولوية لتجنيد الجنود لأن "الخبرة القتالية والتدريب العسكري يُقدّران".
ومع ذلك يبدو أن البنتاغون حاليا يهتم بمراقبة أيديولوجيات "اليقظة" وسياسات "التنوع والشمول" أكثر من اهتمامه بالتطرف.
وقالت هايدي بيريتش، المؤسسة المشاركة للمشروع العالمي لمكافحة الكراهية والتطرف "من الواضح أن الجنود المهتمين باليمين المتطرف لديهم ما يخشونه أقل.. لقد أوضح هيغسيث أنه لا يهتم بهذه القضية".
وأوضحت أنه في حال ارتباط أي جندي بالقاعدة، يجب على الجيش أن يشرع فورًا في جلسات استماع لفصله، أو على الأقل إصدار عقوبة، وقالت إنه من "المرعب" أن يكون جندي أمريكي "مرتبطًا بمثل هذه الجماعة النازية الجديدة العنيفة".
وأشارت بيريتش إلى عدد من الأمثلة لرجال ذوي خلفيات عسكرية أعضاء في جماعات نازية جديدة متشددة، كانت عازمة على شن هجمات في الولايات المتحدة وقالت "لا ينبغي لأحد أن ينسى أنه قبل شهرين فقط، أُدين براندون راسل، وهو جندي سابق في الحرس الوطني وزعيم جماعة عنصرية بيضاء، بالتخطيط لتخريب شبكة الكهرباء في بالتيمور".
aXA6IDMuMTQ4LjE3OC4xMjUg
جزيرة ام اند امز