بلومبرج: إطلاق القس الأمريكي لن ينهي العقوبات على تركيا
قضية القس الأمريكي المعتقل في تركيا تأخذ منحى أوسع لتضم اتهامات ضد الاستخبارات الأمريكية ومؤامرة لاختراق الجيش التركي
اكتسبت قضية القس الأمريكي أندرو برونسون المعتقل في تركيا، اهتماما جيوسياسيا واسعا بعد أن أصبحت بؤرة الخلاف بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والتركي رجب طيب أردوغان، ليصبح إطلاق سراح برونسون بلا جدوى، ولن يقود إلى رفع العقوبات الأمريكية على تركيا.
وتوسع القضاء التركي في قضية القس الإنجيلي برونسون، ليحولها إلى مؤامرة كبيرة تربط الإنجيليين وبعثة تابعة للمجموعة المورمونية المسيحية في تركيا، وجماعة فتح الله كولن وحزب العمال الكردستاني وعملاء استخبارات سابقين من إيران وإسرائيل وأمريكا.
وعلى رأس القائمة، يأتي المورمونيون الأتراك الذين من المرجح أن يظلوا تحت التهديد حتى إذا تم إطلاق سراح القس الأمريكي؛ نظرا لأن القضاء التركي يرى أنهم يلعبون دورا كبيرا بشكل مفاجئ في قضية برونسون المعقدة، بناء على شهادة وأدلة قدمها رجل مجهول يطلق عليه اسم "دعاء"، لتجنب الكشف عن هويته.
وتعد قضية القس الأمريكي ليس إلا أحد أعراض التدهور الذي أصاب العلاقات الأمريكية - التركية من سنوات، بحسب وكالة بلومبرج، فمنذ محاولة الانقلاب على النظام التركي في منتصف 2016، تم اعتقال اثنين من مسؤولي القنصلية الأمريكية، إضافة إلى الحكم على أمريكي من أصل تركي بالسجن، بينما قضت محكمة في نيويورك بالسجن على مدير تنفيذي في بنك تركي، بعد أن ساعد إيران في التهرب من العقوبات الأمريكية، بل ومن المتوقع أن تفرض واشنطن عقوبات على البنك الذي تديره الحكومة التركية.
وفي هذه الأثناء، يهدد الكونجرس بعقوبات ضد تركيا، بسبب تخطيطها لشراء نظام دفاع صاروخي من روسيا، كما تمتد الخلافات بين الحليفين الأمريكي والتركي حول تسليح أو محاربة المقاتلين الأكراد في سوريا، إضافة إلى محاولات أردوغان تشتيت المسؤولية عن انهيار الاقتصاد المحلي وإلقائها على ما يدعي أنها "حرب اقتصادية" تقودها الولايات المتحدة.
وتحت هذه الظروف، يبدو الأكثر ترجيحا أن تطرح السلطات التركية نظريات المؤامرة الأجنبية بدلا من استبعادها، وهو ما أكده سيم هالافورت، محامي الدفاع عن القس الأمريكي، بقوله إنه "حتى إذا تم إطلاق سراح برونسون لن تنتهي القضية"، موضحا أن "هناك عديدا من الاتهامات.. أعتقد أنهم (الأتراك) سيبدأون عملية ضد المجموعات الدينية الأخرى".
ووجد الزوجان كينيث ومارلين آبني، اللذان كانا ضمن بعثة مورمونية في بلدة ألسنكاك بمدينة إزمير التركية، أنفسهما في خضم قضية القس الأمريكي، وفقا لادعاءات تشير إلى أنهما أجريا عدة لقاءات سرية، إلا أنهما يقطنان على بعد أمتار قليلة من برونسون، ما يجعل دليل المحكمة الوحيد مثيرا للاشتباه.
واستندت المحكمة إلى شاهد واحد بشكل رئيسي في قضية القس الأمريكي، الذي قدم الدليل الوحيد على لقاءات آبني وبرونسون، حيث يتكون من سجلات برج الإشارة الخلوية في المنطقة، التي أظهرت أن آبني وبرونسون كلاهما كان في ألسنكاك في الأيام التي حدث فيها التدبير المزعوم للمؤامرة، لكن الحقيقة أن كلاهما يقطن في هذه البلدة، ومن الطبيعي أن يتواجدا فيها معظم أيام السنة.
وأكد كينيث آبني، أن شاهد المحكمة الرئيسي، الملقب بـ"دعاء" لحماية هويته، أحد أعضاء كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة التابع لها المورمونيون، موضحا أن بعض الأدلة التي قدمها الشاهد للمحكمة تأتي مباشرة من جهاز الحاسوب الخاص بكينيث، حيث تم إصلاحه من قبل أحد المفسرين الذي طردته الكنيسة في وقت لاحق لاختلاسه 10 آلاف دولار.
وتتضمن ادعاءات الشاهد الرئيسي أيضاً، اتهامات خطيرة لأجهزة استخباراتية وشرطية أمريكية، حيث يقول إن مظلة للكنائس يقودها المورمونيون، لكنها تضم كذلك وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ومكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة الأمن القومي، الذين يتحكمون في نشر كل البعثات المسيحية الأمريكية، ويمكنهم تحديد بعضهم البعض عبر مصافحة سرية، ويسعون لتحقيق مهمة اختراق مدارس الجيش التركي كمدرسي لغات، بل ويدعي أن المورمونيين يشكلون 40% من قوات الجيش الأمريكي المنتشرة في الخارج.