فورين بوليسي: صانعو السياسة الأمريكية يخطئون قراءة إيران
ذكر تقرير أمريكي، اليوم السبت، إن واشنطن تخطئ قراءة الإشارات الواردة من إيران، قبل استئناف مفاوضات الملف النووي.
وبعد شهور من التأخير، قالت إيران مؤخرا إنها ستعود للمفاوضات بشأن برنامجها النووي المثير للجدل في 29 نوفمبر/تشرين الثاني.
فيما يراود الحكومة الأمريكية وحلفاؤها قلق متزايد من أن إيران ليست جادة في إنجاح المحادثات.
وتتحدث الحكومات الغربية عن خطة بديلة لتكثيف الضغط على الإيرانيين، بحسب تحليل كتبه سينا طوسي المحلل بالمجلس الوطني الإيراني الأمريكي، في مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية.
وحذر التحليل من أن كثر في واشنطن يخطئون قراءة الإشارات الصادرة عن طهران، ويصدرون تنبؤات قد تقضي على الدبلوماسية.
وأشار التحليل إلى مقال كتبه دينيس روس، المحلل بمعد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، لـ"فورين بوليسي" يلقي فيه باللوم في توسيع إيران لبرنامجها النووي على غياب الخوف.
ولفت روس إلى أن الدبلوماسية يمكنها تحقيق النجاح في التوصل لاتفاق حول الملف النووي، في حال استعادت واشنطن مناخ الخوف عبر الضغط على طهران بشكل أكثر فاعلية.
وبالنسبة لروس، يمكن أن يتحقق هذا الضغط في شكل رسالة واضحة لإيران بأنها "تخاطر ببنيتها التحتية النووية بأكملها، إذا جعلت التوصل لنتيجة دبلوماسية مستحيلا"، وفق ما نقله طوسي في تحليله المنشور اليوم.
لكن طوسي كان له رأيا مخالفا لما ذهب إليه روس، وقال إن الأخير يدق ناقوس الخطر بشأن التوسع النووي الإيراني لكنه يتجاهل أي ذكر للسياسة الأمريكية التي أدت إلى هذا الوضع، لافتا إلى انسحاب إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي، ومواصلته حملة الضغط الأقصى من العقوبات الاقتصادية.
وعلى عكس روس، حذر طوسي الرئيس الأمريكي جو بايدن من أن العودة إلى التهديد والضغط المتزايد في هذه المرحلة سيكون قاتلًا للدبلوماسية، مشيرًا إلى أن الإدارة حريصة على ألا تبدو ضعيفة أو لينة مع إيران، لكن بفعلها ذلك ترسل إشارات خاطئة.
وأكد التحليل أنه قبل الجولة الجديدة من المحادثات، يجب على الولايات المتحدة ألا تخطئ قراءة الموقف الإيراني.
ورأى تحليل طوسي أن الرئيس الإيراني المتشدد إبراهيم رئيسي لم يستبعد خطة العمل الشاملة المشتركة، ولكنه يسعى للظهور بمظهر الأكثر دهاء والأقل حماسا من سلفه المعتدل، حسن روحاني.
ومن المقرر أن تستأنف المحادثات النووية بفيينا في 29 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، في مفاوضات لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 في حكومة الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني، لكنها توقفت بوصول إبراهيم رئيسي إلى السلطة.
وخلال الفترة الماضية، لم تمتثل إيران لالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي الدولي منذ تعليق المفاوضات وخفضت مستوى تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأعلنت طهران مؤخرا أن 60 في المائة من احتياطيات اليورانيوم المخصب وصلت إلى 25 كيلوجراماً، فيما تقول القوى الغربية إن تسريع تخصيب اليورانيوم وانتهاك قيود الاتفاق النووي يقلص فرص إحياء الاتفاق.