ترامب يتصرف "بطفولية" في أروقة البيت الأبيض
كيف يتعامل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه القضايا الحساسة للأمن القومي الأمريكي داخل البيت الأبيض؟
تداول الإعلام الأمريكي عددا من مواجهات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب داخل أروقة البيت الأبيض في الفترة الأخيرة، أبرزها مشاداته المستمرة مع وزير خارجيته ريكس تيلرسون التي تتناقلها وسائل الإعلام الأمريكية بشكل مستمر، إلا أن نظرة المستشارين العسكريين للرئيس الأمريكي أصبحت مزيجا من الدهشة والاستغراب بسبب تصرفات ترامب "الطفولية" بشأن عدد من القضايا الحساسة.
معاونو ترامب العسكريون قاموا بالتحدث مع عدد من الصحف الأمريكية، وذلك دون الكشف عن شخصياتهم، عن تقلبات ترامب المزاجية ونظرته التي وصفوها "بالطفولية" تجاه قضايا ذات حساسيات أمنية ودولية، خصوصا الملف النووي الأمريكي.
وفي مقابلة مع إحدى تلك الصحف، "نيويورك تايمز" الأمريكية تحديدا، قال السيناتور بوب كروكر إن ترامب "لا يعي أنه قد يدفع العالم إلى الحرب العالمية الثالثة بسبب التصريحات والتعليقات التي يلقيها هنا وهناك"، وأضاف أنه لا يفهم لماذا يقوم رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الحالي بالتغريد بشأن أمور غير حقيقية، حيث إن الجميع يعلم أنه يقوم بذلك، حتى أعداء الولايات المتحدة، وعلى الرغم من ذلك يستمر في فعله هذا.
ورصدت مجلة "ذا أتلانتيك" قول أحد معاوني ترامب، الذي رفض الكشف عن اسمه، إن ترامب يتعامل مع ملف حساس مثل ترسانة الولايات المتحدة الأمريكية النووية باستهتار تام؛ فقد طالب بزيادة كمية الترسانة الحالية 3 أضعاف، وهذا أمر ستكون له عواقب سياسية ودولية وخيمة، بالإضافة إلى وضع دول النادي النووي في حالة استنفار، بالإضافة إلى فتح بوابة التوترات الدولية على مصراعيها للولايات المتحدة.
وعلى الرغم من ذلك، يحاول مستشارو الرئيس الأمريكي ومعاونوه التحايل على طريقة ترامب في التعامل مع القضايا الحساسية ومعاملته "كطفل" لأجل الصالح العام الأمريكي، كما أفادت صحيفة نيويورك تايمز.
إلا أن طريقة ترامب الطفولية في التعامل مع الأمور لا تزال مثيرة للقلق، بالإضافة إلى أنها تفتح باب النزاعات داخل أروقة البيت الأبيض، خصوصا مع وجود مناطق تماس ساخنة مع عدد من أعداء الولايات المتحدة من إيران وحتى كوريا الشمالية، وتطرح مجلة ذا أتلانتيك سؤالا عن كيفية إدارة البيت الأبيض بوجود رئيس "مُتَصابٍ"، وكانت الإجابة هي أن طريقة إدارة الأمور داخل المكتب البيضاوي تواجه أزمة حقيقية، وأن النظرة المستقبلية تجاه الإدارة مليئة بالقلق والغموض.