كاتب أمريكي لترامب: قطر حليف مسموم علينا وقف التعاون معه
الكاتب يسلط الضوء على تخريب وتقويض قطر للسياسات الأمريكية في المنطقة، ويحذر من عواقب تجاهل واشنطن لـ"سموم" الدوحة.
حث الكاتب والصحفي الأمريكي ريتشارد مينيتر إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إعادة النظر في علاقاتها مع حلفائها "المسمومين"، قطر وتركيا، خاصة وأنهم يجلبون مشاكل وأزمات أكثر من أعدائها حاليا.
وأشار مينيتر إلى الأزمة الأمريكية-التركية بشأن اعتقال واحتجاز القس أندرو برانسون في أنقرة، والتي انتهت بفرض الولايات المتحدة عقوبات هزت الاقتصاد التركي، منوهاً بأن ما يلفت الانتباه قيام قطر بمساعدة تركيا باستثمارات 15 مليار دولار أمريكي تعهد بها تميم بن حمد آل ثاني، خلال زيارته مؤخرا إلى أنقرة، معلنا بصراحة أن هدفه هو إضعاف قوة العقوبات الأمريكية.
واتخذ مينيتر من موقف الدوحة تجاه الأزمة الأمريكية-التركية الحالية مثالا جليا وحديثا، بين عديد من المواقف التي ذكرها، على النمط القطري الذي يستخدم كل الوسائل المتاحة "لتخريب أو قلب السياسة الأمريكية".
وأشار إلى أن ذلك أبسط وأحدث مثال على سلوك قطر التي من المفترض أنها حليفة للولايات المتحدة.
ورأى الكاتب الأمريكي، الذي نشر عدة كتب حلّت ضمن الأكثر مبيعا ومقالات في صحف بارزة مثل "واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز" وغيرها، أنه على واشنطن النظر عن قرب في علاقتها بحليفها الوهمي قطر، التي تستضيف قاعدة "العُديد" الجوية الأمريكية والتي تنطلق منها غارات ضد طالبان وداعش والقاعدة.
ورغم ذلك فإن قطر تمول التنظيمات الإرهابية نفسها التي تقصفها الولايات المتحدة، حسب الكاتب الأمريكي، حيث تتدفق أموال الدوحة إلى جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في سوريا، كما مولت قادة حركة طالبان الأفغانية في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/أيلول، بل ومنذ سنوات قليلة دفعت قطر مليار دولار أمريكي لإرهابيين مدعومين من إيران كفدية لإطلاق سراح محتجزين قطريين في سوريا والعراق.
وأكد مينيتر أن إدارة ترامب في النهاية يتعين عليها اتخاذ قرار حيال دعم أي مجموعة من حلفائها، السعودية والإمارات ودول الخليج ومصر، أم قطر وتركيا المقربتين من إيران، لافتا إلى أن السؤال الأهم بسيط وهو "أي الحلفاء بالفعل يدعمون الولايات المتحدة في الشرق الأوسط؟".
وأكد مينيتر أن إعادة النظر في التحالف مع قطر لن يكون سهلا أو بلا عواقب، موضحا أن الولايات المتحدة لديها وجود واسع في قاعدة "العُديد" بجانب الاستثمارات القطرية في الاقتصاد الأمريكي، لكنه حذر من أن عدم اتخاذ قرار حيال الدوحة سيحمل خطرا أكبر من تحديد العلاقات الأمريكية مع قطر.
ونوه مينيتر، رئيس المعهد الإعلامي الأمريكي وهو منظمة صحفية غير هادفة للربح، بأنه إذا تمكنت دولة واحدة من تحدي أو تقويض السياسة الأمريكية بينما لا تزال تستفيد من منافع الصداقة الأمريكية، فإن العديد من الدول الأخرى قد تتبع المثال القطري.
وطرح مينيتر تساؤلا حادا، قائلا: "لماذا ينبغي على الدول العربية الأخرى تحمل الانتقاد لدعمها الحرب الأمريكية ضد الإرهاب في المنطقة إذا كان بإمكانهم تقويض أمريكا والتمتع بحمايتها العسكرية وسوقها الاقتصادي في آن واحد؟".
وقال مينيتر، في مقال يسلط الضوء على تقويض قطر للسياسات الأمريكية نشره معهد "جيتستون" للسياسة الدولية، إن أموال قطر تذهب إلى جماعات أخرى تقتل الأمريكيين، لافتا إلى تعهد الأمير القطري علنا بدعمه المالي لحركة حماس المصنفة رسميا كتنظيم إرهابي من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وشدد مينيتر على عدم نسيان مئات الملايين من الدولارات التي تقدمها قطر إلى تنظيم الإخوان الإرهابي، والذي يعد بوابة كل جماعة إرهابية في الشرق الأوسط، لافتا إلى أن أيمن الظواهري الزعيم الحالي لتنظيم القاعدة بدأ رحلة التطرف في صفوف جماعة الإخوان الإرهابية في مصر، كما بدأ العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر/أيلول خالد شيخ محمد رحلته في فرع الإخوان بالكويت، بينما تلقى أبو مصعب الزرقاوي الزعيم السابق للقاعدة تلقينه المتطرف في فرع الإخوان بالأردن.
وأشار مينيتر أيضا إلى ترحيب واستضافة الدوحة ليوسف القرضاوي، الزعيم الروحي لجماعة الإخوان الإرهابية، والذي يعيش في قطر حاليا بجانب عدد من مسؤولي حركة حماس.
ولفت الصحفي الأمريكي إلى أن شبكة "الجزيرة" القطرية تحتفي بشكل دوري بتلك الجماعات الإرهابية، وتخصص لهم برامج مباشرة وحوارات لتعطيهم فرصة شرعنة أفكارهم المتطرفة تجاه الولايات المتحدة وجيرانهم العرب.
إضافة إلى ذلك، تقف قطر متهمة باختراق مواطنين أمريكيين بينهم الرئيس السابق للجنة المالية في الحزب الجمهوري إيليوت بارودي، وتوزيع بياناتهم ورسائلهم الشخصية على الصحفيين، حسب ما جاء في دعاوى قضائية ضد الدوحة أمام القضاء الأمريكي.
واستطرد مينيتر في تسليط الضوء على أفعال قطر "المسمومة" ضد الولايات المتحدة، قائلا إن قطر قامت بتمويل جماعات ضغط -بنحو 100 ألف دولار أمريكي شهريا- قريبة من لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ ومن الأعضاء الديمقراطيين البارزين في هذه اللجنة؛ حيث تلقى نيك موزين، كبير موظفي السناتور الديمقراطي تيد كروز، 300 ألف دولار شهريا من قطر، حسب رويترز.
وشدد الصحفي الأمريكي على أن قطر لم تتوقف عند ذلك، بل تقربت من إيران أكبر خصوم أمريكا في الشرق الأوسط؛ حيث تتشارك حقل غاز طبيعي واسع مع طهران، ما يوفر سيلا من الأموال للدولة التي تحاول واشنطن مقاومة بنائها لأسلحة نووية وصواريخ باليستية طويلة المدى بهدف ضرب القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط وأوروبا.
aXA6IDE4LjExOC4wLjQ4IA== جزيرة ام اند امز