بعد تعثر أوكرانيا.. الأسلحة البيولوجية تفتح نافذة بين موسكو وأمريكا

رغم الجمود في العلاقات الأمريكية الروسية، يبدو أن هناك بعض التحركات الواعدة والملفات التي قد تجمع الجانبين، مثل الأسلحة البيولوجية.
ومن الواضح أن الولايات المتحدة وروسيا مهتمتان بفصل الأولويات الدبلوماسية، وبينها ملف الأسلحة البيولوجية، عن الحرب في أوكرانيا، وذلك وفقا لما ذكره موقع "ريسبونسيبل ستايت كرافت".
وخلال الجمعية العامة للأمم المتحدة، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن مبادرة لمعالجة إحدى أكثر مشاكل ضبط الأسلحة تعقيدًا، وهي التحقق من الامتثال لاتفاقية الأسلحة البيولوجية.
ترامب قال: "لمنع الكوارث المحتملة، أُعلن اليوم أن إدارتي ستقود جهدًا دوليًا لتطبيق اتفاقية الأسلحة البيولوجية من خلال إطلاق نظام تحقق قائم على الذكاء الاصطناعي يمكن للجميع الوثوق به".
ووصف هذا الأمر بأنه "أولوية ملحة"، لأن "العديد من الدول تُواصل أبحاثًا بالغة الخطورة في مجال الأسلحة البيولوجية ومسببات الأمراض من صنع الإنسان".
وحظي اقتراح ترامب بتأييد فوري في موسكو، إذ قدّم المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، دعمًا مباشرًا، ووصف المبادرة بأنها "رائعة بحد ذاتها".
كما اقترح خطوات عملية تالية مثل بدء التفاوض على المبادرة الأمريكية، وتدوينها رسميًا في الاتفاقيات الدولية.
ويُعد هذا الرد رفيع المستوى مهمًا لسببين، الأول أنه يُشير إلى انفتاح موسكو على الحوار مع واشنطن حول قضايا الاستقرار الاستراتيجي رغم تحول خطاب ترامب بشأن أوكرانيا ووصفه لروسيا بـ"نمر من ورق".
والثاني، أن رد موسكو يُمثل تغييرا عن اتهامات موسكو المُستمرة للولايات المتحدة بـ"إدارة تطوير الأسلحة البيولوجية في أوكرانيا تحت غطاء أبحاث صحية مشروعة"، وفق المصدر ذاته.
ويُتيح رد موسكو الفرصة لانفتاح دبلوماسي ملموس مع اقتراب اجتماعات مجموعة عمل اتفاقية الأسلحة البيولوجية واجتماعات الدول الأطراف المقررة في الفترة من 15 إلى 17 ديسمبر/كانون الأول في جنيف.
ويمكن للولايات المتحدة أن تستغل رد الفعل الإيجابي لروسيا لاختبار النهج القائم على فصل الصراع المستعصي في أوكرانيا عن إدارة المخاطر الوجودية.
ووفق الموقع ذاته، قد يؤدي إدراج الصين في المبادرة إلى توسيع قيمتها الاستراتيجية، إذ من المرجح أن يكون موقف بكين من الأسلحة البيولوجية أكثر تعاونا من موقفها بشأن الأسلحة النووية.
ويعد التركيز على اتفاقية الأسلحة البيولوجية أمرا أكثر إلحاحًا لأن اتفاقية الأسلحة البيولوجية، على عكس معاهدات الأسلحة الأخرى، لم تنص قط على آلية للتحقق كما أنها تواجه عقبات كبيرة.