للمرة الأولى.. روسيا تعثر على قارب غير مأهول يحمل مسيرات ألياف ضوئية

تفرض ساحة المعركة في أوكرانيا سلسلة من التحديات التي تدفع الجانبين لمواصلة الابتكار.
وكشفت تقارير روسية عما قالت إنه "عثور السلطات على قارب مسير أوكراني يعمل كحاملة لطائرات مسيرة تعمل بالألياف الضوئية"، في واقعة هي الأولى من نوعها.
ونشرت قنوات إخبارية روسية ومدونون صور ومقاطع فيديو لمسيرات الألياف الضوئية غير القابلة للتشويش التي استولت عليها موسكو بعد هجوم على منطقة كراسنودار وذلك وفقا لما ذكره موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي.
وأشار الموقع إلى تصريحات مسؤولو كراسنودار التي قالوا فيها إن مسيرات تابعة للبحرية الأوكرانية شاركت في الغارة، التي أوضحت كييف أنها استهدفت البنية التحتية النفطية على ساحل البحر الأسود.
وأظهر مقطع فيديو لما بعد الهجوم، مركبة سطحية غير مأهولة معطلة راسية بالقرب من الشاطئ دون أن يتضح ما حدث لها لكن يمكن رؤية عدة صناديق ذات أغطية مفصلية مثبتة على هيكلها.
كما أظهرت صورة منفصلة للجزء الداخلي لأحد الصناديق مسيرة رباعية المراوح في حين أظهرت صور أخرى طائرات رباعية المراوح مزودة بحاويات مُصممة لحمل بكرات ألياف ضوئية.
وتمثل هذه اللقطات أول حالة معلنة تنشر فيها أوكرانيا مسيرات مزودة بالألياف الضوئية في البحر، وهو ما يشير إلى استمرار تطور حرب المسيرات من خلال تكتيكات منخفضة التكلفة للقتال البري والبحري.
ومع ذلك، لا يعد نشر المسيرات رباعية المراوح في البحر مفهوما جديدًا فقد ذكرت تقارير سابقة أن القوات الأوكرانية استخدمت مسيرات بحرية كحاملات للمسيرات منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي.
لكن مسيرات الألياف الضوئية تعد نوعًا خاصًا من المنصات غير المأهولة حيث يتم تزويدها ببكرة من الكابلات الدقيقة للغاية التي يمكن أن تمتدّ لأميال بما يُتيح للطائرة البقاء على اتصال مع مشغلها على الرغم من التشويش الإلكتروني على ترددات الراديو التي تعتمد عليها المسيرات عادةً.
وعلى الرغم من صعوبة تصنيع ونشر مسيرات الألياف الضوئية فإن شعبيتها ازدادت منذ أواخر عام 2024، حيث سعت كل من أوكرانيا وروسيا إلى إيجاد طرق لتجاوز أجهزة التشويش التي غمرت ساحة المعركة.
وحاليا، يُجري الجانبان تجارب على حاملات متنقلة أو "سفن أم" للمسيرات العاملة بالألياف الضوئية، لأن الكابلات قد تُعيق مدى المنصة أو قدراتها فكلما صُممت المسيرة للطيران لمسافات أبعد، كان كابلها أطول، مما يزيد من وزنها وبالتالي يؤدي هذا الحمل الإضافي إلى إبطاء تحليق المنصة، أو الحاجة إلى هيكل أكبر، أو حمل حمولة متفجرة أصغر.
ولذلك، حاول المهندسون الأوكرانيون والروس التخفيف من هذه المشاكل من خلال اختراع مركبات أرضية غير مأهولة يمكن التحكم فيها عبر إشارات الراديو للاقتراب من منطقة مزدحمة ثم إطلاق مسيرات الألياف الضوئية.
وتتزامن التقارير الروسية الأخيرة مع استمرار أوكرانيا في تطوير مسيرات بحرية جديدة بدلًا من الأسطول التقليدي.
ويكتسب هذا التكتيك زخمًا عالميًا، حيث يُطوّر حلف شمال الأطلسي (الناتو) والولايات المتحدة وتايوان، مسيرات بحرية صغيرة ورخيصة الثمن.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjE3IA== جزيرة ام اند امز