القمة الأمريكية الروسية 2021.. أجواء ومكاسب لقاء بايدن وبوتين
غادر الرئيس الأمريكي جو بايدن، مساء الأربعاء، جنيف بعد انتهاء قمته مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين التي عقدت في فيلا "لا جرانج".
واتفق الرئيس الأمريكي ونظيره الروسي، في أول قمة بينهما على استئناف محادثات الحد من التسلح وعودة سفيري البلدين إلى واشنطن وموسكو، لكن الخلافات ظلت قائمة في قضايا أخرى.
كما اتفقا على العمل معا من أجل منع إيران من امتلاح سلاح نووي.
واستمرت القمة أقل من أربع ساعات، وهو وقت أقل بكثير مما قال مستشارو بايدن إنه كان متوقعا.
ووصف بوتين (68 عاما) بايدن (78 عاما) بأنه شريك بناء ومحنك وقال إنهما تحدثا "باللغة ذاتها"، لكنه أضاف أن القمة خلت من أجواء الصداقة وكانت أقرب إلى حوار براجماتي عن مصالح البلدين.
وقال بايدن إنه أبلغ الرئيس بوتين "بالحاجة لبعض القواعد الأساسية التي يمكن أن نلتزم بها جميعا". وأضاف "فعلت ما جئت هنا لفعله".
وبسبب تحديد مواعيد منفصلة للمؤتمرات الصحفية، فقد خلت الأجواء من المرح الذي صاحب اجتماع بوتين بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في 2018.
بوتين يبدأ بالتصريحات
وقال بوتين، الذي كان أول من تحدث إلى الصحفيين، إن الاجتماع كان بناء وخلا من المشاعر العدائية وأثبت رغبة الزعيمين في فهم بعضهما البعض.
وذكر أنه من الصعب القول إن كانت العلاقات مع الولايات المتحدة ستشهد تحسنا، لكن هناك "بصيص أمل" فيما يتعلق بالثقة المتبادلة. ولم تُوجه دعوات لزيارة واشنطن أو موسكو.
وقال بايدن، الذي تحدث بعد ذلك بفترة قصيرة، إنه "لا بديل عن الحوار وجها لوجه" وإنه أبلغ بوتين بأن أجندته "ليست ضد روسيا" لكنها "لصالح الشعب الأمريكي".
وأضاف أن المناقشات استمرت لفترة طويلة بشأن الحد من التسلح والهجمات الإلكترونية، حيث أبلغ بوتين بأن "البنية التحتية الحيوية ينبغي أن تكون خطا أحمر".
وأوضح الرئيس الأمريكي أنه ناقش مع نظيره الروسي، الخطوات الواجب اتخاذها لمنع وقوع أي صراعات مسلحة، وأكد أنه تم الاتفاق على العمل معًا لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي.
وتابع بايدن: أكدت لنظيري الروسي أن بإمكانه المساعدة في دفع إيران إلى العودة للالتزام بالاتفاق النووي.
وقال الزعيمان إن روسيا والولايات المتحدة تتشاطران المسؤولية عن الاستقرار النووي وستجريان محادثات بشأن التغييرات المحتملة لمعاهدة ستارت الجديدة للحد من التسلح التي جرى تمديدها في الآونة الأخيرة.
لكن بوتين لم يبد رغبة تذكر في تقديم تنازلات بشأن عدد من القضايا، رافضا بواعث القلق التي أبدتها واشنطن بشأن نافالني وتنامي الوجود العسكري الروسي قرب الحدود الشرقية لأوكرانيا، وتلميح واشنطن بأن مجهولين روسا مسؤولون عن سلسلة من الهجمات الإلكترونية في الولايات المتحدة.
نافالني يشعل الأجواء
وفي أشد تصريحاته، قال بايدن إن العواقب "ستكون وخيمة على روسيا" إذا توفي المعارض المسجون أليكسي نافالني.
وتابع بايدن أن الأفعال التي أقدم عليها الرئيس الروسي "تضعف" وضع بلاده على الساحة العالمية.
وأضاف، في مؤتمر صحفي، أنه: "كيف سيكون الحال إذا انخرطنا في الأنشطة التي قام بها؟"
ومضى يقول "هذا يضعف وضع بلد يحاول باستماتة ضمان الاحتفاظ بوضعه كقوة عالمية كبرى".
من جانبه قال بوتين إن نافالني تجاهل القانون وكان يعلم ماذا سيحدث إذا عاد إلى روسيا من ألمانيا، حيث تلقى العلاج من محاولة داخل روسيا لقتله بالسم.
كما اتهم كييف بخرق شروط اتفاق وقف إطلاق النار مع المتمردين الموالين لموسكو في شرق أوكرانيا.
وأضاف أن واشنطن وموسكو ستبدآن مشاورات بشأن أمن الإنترنت وقال إن معظم الهجمات الإلكترونية على روسيا جاءت من الولايات المتحدة.
وقال بايدن إنه أثار قضايا حقوق الإنسان وكذلك مصير المواطنين الأمريكيين المسجونين في روسيا. وقال بوتين إنه يعتقد أن بالإمكان التوصل لبعض التسويات لكن لم يبد أي مؤشرات على إبرام صفقات لتبادل السجناء.
سير المحادثات
وذكر مسؤولون أن الجولة الأولى من المحادثات، التي ضمت بايدن وبوتين ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، استمرت قرابة ساعتين.
واستؤنفت المحادثات بعد فترة استراحة نحو الساعة الرابعة عصرا (1400 بتوقيت جرينتش) وانضم إليها عدة مسؤولين منهم سفير موسكو لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف، الذي استدعته موسكو في مارس/آذار.
ما بعد القمة
وفي ختام يوم القمة، أعلن الكرملين، أن لقاء الرئيسين بوتين وبايدن جرى حسب توقعات موسكو، مؤكدا أنه لم يتم تحديد من سيقود الوفد الروسي خلال عملية المفاوضات مع الولايات المتحدة حول الاستقرار الاستراتيجي.
وأضاف الكرملين، في بيان، أنه" لا توجد حتى الآن دوافع لاستبعاد الولايات المتحدة من قائمة الدول غير الصديقة".
من جانب أخر قال مسؤول أمريكي، إن مبادرة الاستقرار الاستراتيجي مع روسيا ستتضمن إجراءات عملية إضافية للحد من التسلح.
وأوضح المسؤول الأمريكي، أن واشنطن لم تتلق التزاما من الرئيس الروسي بشأن استمرار أو توسيع عمليات مساعدات الأمم المتحدة عبر الحدود إلى سوريا.
وتتدهور العلاقات بين موسكو وواشنطن منذ سنوات، لا سيما بعد أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم في عام 2014 من أوكرانيا وتدخلت في سوريا عام 2015 واتهامات الولايات المتحدة، التي نفتها موسكو، بالتدخل في انتخابات 2016 التي أتت بدونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
وزاد الوضع سوءا في مارس/آذار عندما قال بايدن إنه يعتقد أن بوتين "قاتل"، مما دفع روسيا لاستدعاء السفير أنتونوف من واشنطن للتشاور، واستدعت الولايات المتحدة سفيرها في أبريل/نيسان.