"سقوط باخموت".. وزير الدفاع الأمريكي يزن الخطوة الروسية المحتملة
في وقت تقر فيه دول غربية بقرب سقوط مدينة باخموت الأوكرانية في قبضة القوات الروسية، أعرب وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن عن وجهة نظره في هذا التطور الميداني إن حدث.
وخلال الأسابيع الماضية احتدمت المعارك في محيط باخموت، فيما أعلن قائد قوات فاغنر الروسية الخاصة الجمعة أن المدينة باتت محاصرة تماما.
ورغم تحذيرات يفغيني بريغوغين، مؤسس مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة من أنه إذا انسحبت قواته من باخموت الآن ستنهار الجبهة بأكملها وأن الوضع لن يكون طيبا لجميع التشكيلات العسكرية التي تحمي المصالح الروسية، يتوقع خبراء ومؤسسات أمنية غربية قرب سقوط المدينة.
وعن هذا التطور الميداني قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن اليوم الإثنين إن مدينة باخموت بشرق أوكرانيا لها أهمية رمزية أكثر منها عملياتية، وإن أي تقدم بشأنها لا يعني بالضرورة أن موسكو استعادت قوة الدفع في جهودها العسكرية المستمرة منذ عام.
وقال أوستن للصحفيين خلال زيارته للأردن "أعتقد أن لها قيمة رمزية أكثر من القيمة الاستراتيجية والعملياتية"، مضيفا أنه لن يتوقع ما إذا كانت القوات الروسية ستحتل باخموت أو متى ستقوم بذلك.
وأضاف أوستن "سقوط باخموت لن يعني بالضرورة أن الروس غيروا مسار هذه المعركة".
والسبت الماضي، قالت المخابرات العسكرية البريطانية، إن القوات الأوكرانية التي تدافع عن مدينة باخموت تواجه ضغطا كبيرا متزايدا من القوات الروسية.
وفي هذا الإطار، قال ألكسندر رودنيانسكي، المستشار الاقتصادي للرئيس فولوديمير زيلينسكي، في وقت سابق: "لقد سيطروا على المدينة حتى الآن، ولكن إذا لزم الأمر، فسوف تنسحب قواتنا استراتيجيا"، مضيفا: "قواتنا تزن كل الخيارات ولن نضحي بكل أفراد شعبنا من أجل لا شيء".
ومن شأن النصر في باخموت، التي بلغ تعدادها السكاني قبل الحرب نحو 70 ألف نسمة، أن يمنح روسيا أول تقدم كبير في هجوم شتوي مكلف، بعد أن استدعت مئات الآلاف من قوات الاحتياط العام الماضي.
وتقول روسيا إن باخموت ستكون نقطة انطلاق نحو الاستيلاء على منطقة دونباس المحيطة، وهو من أهم أهداف الحرب.
وتقع المدينة في شمال شرق منطقة دونيتسك، على بعد حوالي 13 ميلا من منطقة لوهانسك، وكانت هدفا للقوات الروسية على مدار شهور.
ومنذ الصيف الماضي كانت المدينة على مرمى حجر من الخطوط الأمامية، لذا ستمثل السيطرة عليها نجاحا طال انتظاره للقوات الروسية.
ويوجد بالمدينة وصلات طرق مهمة مؤدية إلى أجزاء أخرى من منطقة دونيتسك، شرقا إلى الحدود مع لوهانسك، والشمال الغربي إلى سلافيانسك، والجنوب الغربي إلى كوستيانتينيفكا.
وعلى مدار أسابيع أصبحت الطرق المؤدية إلى باخموت تخضع تدريجيا لسيطرة القوات الروسية.
وإذا تمكن الروس من السيطرة على الأراضي باتجاه غرب المدينة ستكون البلدتان الصناعيتان كوستيانتينيفكا وكراماتورسك المجاورتان تحت رحمة مدفعيتهم وقذائف الهاون طويلة المدى، ومن غير الواضح إلى أين ستتراجع القوات الأوكرانية حال انسحبت من المدينة.
وفي حين لا ينبغي المبالغة في الأهمية الاستراتيجية لباخموت، لا تزال السيطرة عليها تحمل تأثيرا رمزيا مرحبا به للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وعندما سيطرت القوات الروسية على بلدة سوليدار منتصف يناير/كانون الثاني، مثل ذلك أولى المكاسب في منطقة دونباس خلال شهور، وبمرور 6 أسابيع ستمثل السيطرة على باخموت اكتمالا للخطوة التالية.
aXA6IDMuMTQ5LjI1LjExNyA= جزيرة ام اند امز