وزير الدفاع الأمريكي في إسرائيل بحثا عن سيناريوهات «نهاية حرب غزة»
أصبح سؤال اليوم التالي في غزة محوريا، في ضوء غياب أفق سياسي يسمح بالضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب على قطاع غزة.
واليوم الإثنين، وصل زير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إلى إسرائيل في محاولة على ما يبدو للبحث عن إجابة عن الأسئلة الملحة عن طبيعة المشهد في غزة بعد إنهاء العمليات الإسرائيلية العسكرية.
وقال مسؤولون إن أوستن يزور إسرائيل لإجراء محادثات من المتوقع أن تركز على إنهاء إسرائيل في نهاية المطاف للحرب المكثفة في غزة والانتقال إلى صراع محدود ومركز بدرجة أكبر.
وبالنسبة لأوستن، تمثل الزيارة عملية موازنة دقيقة. وقد أيّد بثبات حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها في أعقاب الهجمات المباغتة التي شنتها حركة حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول. لكنه أصبح أيضا صريحا بشكل متزايد بشأن محنة المدنيين في غزة حيث تؤدي الضربات الإسرائيلية إلى زيادة الخسائر في الأرواح.
وقتل منذ بداية الحرب في غزة نحو 19 ألف فلسطيني غالبيتهم من النساء والأطفال، ما تسبب في انفضاض الدعم الدولي المساند لإسرائيل بحسب ما عبر عنه في وقت سابق الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وفي خطاب ألقاه في وقت سابق من هذا الشهر، ذهب أوستن إلى حد وصف المدنيين بأنهم "مركز الثقل" في حرب إسرائيل ضد حماس، وحذر من مخاطر تطرفهم.
وقال مسؤول عسكري أمريكي كبير للصحفيين المسافرين مع أوستن إنه من المتوقع أن يناقش التخطيط الإسرائيلي للانتقال إلى المرحلة التالية من الحرب في محادثاته مع كبار القادة الإسرائيليين، بما في ذلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت.
وقال المسؤول "ما ترونه فيما يتعلق بالعمليات البرية عالية الكثافة بالإضافة إلى الضربات الجوية اليوم لن يستمر إلى الأبد. إنها مرحلة واحدة من الحملة".
وأضاف "لدينا مصلحة في دعم الإسرائيليين في التخطيط لما ستبدو عليه المرحلة الانتقالية عندما يتخذون قرارا بضرورة إنهاء العمليات البرية الكبرى ويكونون مستعدين للانتقال".
وقال مايكل آيزنشتات، مدير برنامج الدراسات العسكرية والأمنية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن الولايات المتحدة وإسرائيل متفقتان فيما يبدو على الانتقال النهائي إلى المرحلة التالية من الحملة.
وأضاف أن واشنطن تريد أن يحدث ذلك عاجلا، ربما في غضون أسابيع قليلة، في حين تشعر إسرائيل أنها بحاجة لمزيد من الوقت.
وأردف "لذلك فهما على اتفاق مبدئي بشأن الطريق مستقبلا والحاجة إلى الانتقال في النهاية إلى نهج أكثر استهدافا ولكن هناك اختلافات بشأن الجدول الزمني".
وعندما زار مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إسرائيل قبل أيام، أبلغه نتنياهو أن إسرائيل ستقاتل "حتى النصر المبين". وقال وزير الدفاع غالانت إن الحرب "ستستمر أكثر من عدة أشهر".
ومع اتساع نطاق القتال البري الشرس هذا الشهر في مختلف أنحاء قطاع غزة وتحذير منظمات الإغاثة من وقوع كارثة إنسانية، قال الرئيس بايدن الأسبوع الماضي إن إسرائيل تخاطر بفقد الدعم الدولي بسبب الضربات الجوية "العشوائية" التي تقتل المدنيين الفلسطينيين.
وأضاف مسؤول الدفاع أن أوستن، وهو جنرال متقاعد أشرف على القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، بل وقاد القوات الأمريكية في العراق عندما كان يرتدي الزي العسكري، لديه منظور حول التحولات في ساحة المعركة في الحملات العسكرية التي يمكن أن تساعد في المناقشات مع المسؤولين الإسرائيليين.
وقال المسؤول إن أوستن على دراية بكيفية القيام بعمليات عسكرية "على الجانب الآخر من صراع شديد الحدة لضمان أن إعادة التشكيل العسكري لحماس في هذه الحالة غير قابلة للحياة أو ممكنة".
وفي إشارة إلى تركيز إدارة بايدن المكثف على الصراع بين إسرائيل وحماس، يرافق أوستن في إسرائيل رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي الجنرال تشارلز "سي كيو" براون.