قائد الناتو في أمريكا لـ«العين الإخبارية»: حرب غزة فرضت تحديات جديدة على الحلف
قال نائب الأدميرال دانييل دواير قائد قيادة القوات المشتركة التابعة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) للشرق الأوسط، إن الصراع في المنطقة فرض تحديات جديدة على الحلف.
وأضاف دواير، وهو قائد الأسطول الأمريكي الثاني، أن الأزمة في الشرق الأوسط عقدت المشهد في ظل الصراع الدائر في أوروبا، مؤكدا أن مهمة الناتو، في هذا الوقت العصيب، ضمان التدفق الحر للملاحة الدولية في البحر المتوسط، وبين ضفتي الأطلنطي بين أوروبا والولايات المتحدة.
وأوضح في تصريحات لـ "العين الإخبارية"، من مقر قيادة الناتو في أمريكا الشمالية، في قاعدة نورفولك البحرية، بولاية فيرجينيا، أنه في ظل الصراع الحالي في الشرق الأوسط، يتزايد التركيز على قدرة الناتو والولايات المتحدة على الدفاع والاستجابة للتهديدات في المنطقة.
وتابع: "كقائد للأسطول الأمريكي الثاني، أنا مسؤول عن التدريب ونشر قوات بحرية جاهزة لدعم عملياتنا على مستوى العالم".
وإلى جانب الحرب المتواصلة في أوكرانيا اندلع الصراع في الشرق الأوسط بين إسرائيل وحركة حماس منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ما تسبب في انزلاق المنطقة إلى حافة حرب إقليمية مع دخول مليشيات الحوثي على خط الأزمة وبدء عمليات ضد السفن التجارية في البحر الأحمر.
وأوضح دواير أنه مع استمرار الأحداث في أوكرانيا والشرق الأوسط، تظهر أهمية الاستعداد العالمي ليس فقط من الولايات المتحدة، بل ومن قبل حلف شمال الأطلسي وشركائه حول العالم، قائلا: "هذا الاستعداد العالمي ضروري للدفاع عن مصالحنا الوطنية في أي مكان يرى فيه القادة حاجة لذلك."
وأشار إلى "نشر واشنطن، حاملة الطائرات فورد، وهي الأحدث في العالم في شرق البحر الأبيض المتوسط، لطمأنة حلفائنا وشركائنا وتقديم أي دعم مطلوب، بالإضافة إلى نشر حاملة الطائرات يو إس إس دوايت أيزنهاور، في شمال المنطقة لتعزيز هيكل القوة البحرية هناك، في مناطق مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية"، لافتا إلى أن هذا الانتشار يظهر الاستعداد والمرونة التي تتمتع بها القوات البحرية الأمريكية للاستجابة للأزمات في جميع أنحاء العالم.
وأشار إلى أنه "خلال العامين ونصف العام الماضيين في استعداداتي لنشر مجموعات حاملات الطائرات الضاربة حول العالم، كان تدفق الدعم من حلفائنا أمرا مثيرا للإعجاب للغاية، حيث تلقينا عروضا من عدد من حلفاء الناتو، في آخر خمس مجموعات قتالية من حاملات الطائرات قمت بتدريبها ونشرها".
ولفت إلى أنه "كانت لدينا سفن من أوروبا والدول الأوروبية وإسبانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة والنرويج وألمانيا والدنمارك، جميعها تدعم مجموعتنا الضاربة من حاملات الطائرات، موضحا هذا يؤكد أهمية الحلفاء وقابلية التشغيل البيني".
ونبه المسؤول العسكري الكبير بالناتو إلى أن التهديدات الروسية، ولا سيما في القطب الشمالي، باتت تشكل خطرًا كبيرًا، موضحا أن الناتو يركز على تأمين الملاحة عبر الأطلسي والتصدي لهذه التهديدات بفاعلية، وخاصة مع انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو، ستصبح الحدود على الخط الساحلي أكثر أهمية للدفاع عن الناتو ضد أي عدوان.
وكشف دواير عن رصد نشر موسكو لفئات متعددة من الغواصات والسفن السطحية بانتظام من القواعد الروسية المواجهة لمنطقة البلطيق والقطب الشمالي، مما يجعلها وجها لوجهة مع أكبر قاعدة بحرية في العالم، هنا في نورفولك، قائلا" نحن نبذل كل ما في وسعنا لإدارة المخاطر والتخفيف منها، ومنع التصعيد وزيادة الشفافية."
وأضاف ولذلك يعد الاستعداد العسكري لدول شمال الأطلنطي، أمرًا أساسيًا ليس فقط بالنسبة لحلف الناتو، بل أيضًا محوريًا بالنسبة للاعتبارات العملياتية لقيادة القوات المشتركة هنا في نورفولك.
وشدد على أهمية انضمام دول شمال الأطلنطي للحلف، قائلا "دول الشمال لها علاقة قوية حتى خارج حلف شمال الأطلسي، ومشاركتهم تحت قيادة الناتو، خاصة في العمليات بالقطب الشمالي، تجلب قدرات فريدة مهمة لتأمين الرابط عبر الأطلسي."
وتابع المسؤول الأمريكي بحلف الناتو، أن انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو يرفع الديناميكية الخاصة بكيفية تعاملنا مع العمليات في القطب الشمالي إلى المستوى التالي، مؤكدا على أن دول شمال الأطلسي (النرويج وفنلندا والسويد وأيسلندا والدنمارك) تحت قيادة حلف شمال الأطلسي، تشكل تكتلا مهما فيما بينها، خارج حتى الناتو.
aXA6IDMuMTQ0LjIzNS4xMzgg جزيرة ام اند امز