بعد الرافال.. إندونيسيا تسعى لترويض "النسر الأمريكي الجارح"
وافقت واشنطن، الخميس، على بيع 36 مقاتلة إف-15 التي تُوصف بـ"النسر الجارح" لإندونيسيا، مقابل 14 مليار دولار.
وتأتي تلك الصفقة بعد إعلان جاكرتا أنّها أبرمت مع باريس صفقة لشراء 42 مقاتلة رافال فرنسية.
وقالت الخارجية الأمريكية، في بيان، إنّ حيازة إندونيسيا هذه المقاتلات "ستعزز أمن شريك إقليمي مهم يمثل قوة استقرار سياسية وتقدم اقتصادي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ"، من دون أن تأتي على ذكر الصين التي يسعى الرئيس جو بايدن للتصدي لنفوذها الإقليمي المتنامي.
وفي وقت سابق، وقّعت إندونيسيا مع فرنسا عقدا لشراء 42 مقاتلة رافال، فيما تسعى باريس وجاكرتا إلى تعزيز روابطهما في مواجهة التوتر المتصاعد في منطقة آسيا المحيط الهادئ.
وقال وزير الدفاع الإندونيسي برابوو سوبيانتو، إثر لقاء مع نظيرته الفرنسية فلورانس بارلي في جاكرتا "اتفقنا على شراء 42 طائرة رافال مع عقد يشمل ست طائرات (الخميس) وعقد مقبل يشمل 36 أخرى".
وتبلغ قيمة العقد 8,1 مليار دولار لشراء الطائرات وأسلحتها، على ما أوضحت وزارة الجيوش الفرنسية.
ولم يسبق لإندونيسيا أكبر دولة في جنوب شرق آسيا أن اشترت طائرات مقاتلة فرنسية، لكنها تسعى حاليا لتنويع تحالفاتها ومصادر إمداداتها بالمعدات العسكرية، في مواجهة تفاقم التوتر بين الصين والولايات المتحدة في المنطقة.
وعلق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على العقد كاتبا في تغريدة "42 رافال! اختارت إندونيسيا الجودة الصناعية الفرنسية".
ورحب بحلول "مرحلة جديدة تعزز شراكاتنا" في المنطقة.
كما رحب إريك ترابييه رئيس شركة "داسو أفيياسيون" الفرنسية المصنعة لهذه الطائرات بالطلبية، قائلا "هذا بلد جديد لشركتنا، ما يجعل من هذا العقد تاريخيا".
وأشار إلى أن أولى الطائرات ستسلم "بعد حوالي ثلاث سنوات" على أن تسلم بعد ذلك "بوتيرة طائرة واحدة في الشهر".
وتسعى فرنسا لتوطيد العلاقات مع إندونيسيا بعد الضربة التي تلقتها استراتيجيتها لتثبيت وجودها في المنطقة العام الماضي جراء فسخ كانبيرا عقدا ضخما لشراء غواصات فرنسية على وقع إعلان إنشاء تحالف "أوكوس" الاستراتيجي بين أستراليا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
بعد هذه النكسة، تسعى باريس إلى تعزيز تحالفها مع شركائها القديمين مثل اليابان والهند فضلا عن إندونيسيا ودول أخرى في آسيا.
وباشرت فرنسا "شراكة معززة" مع إندونيسيا بمناسبة زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان لجاكرتا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.