القبض على جندي أمريكي.. بيانات الدبابة تفك شفرة «جاسوس»

خلال السنوات القليلة الماضية، ألقت السلطات الأمريكية القبض على أكثر من 6 جنود بتهم تمرير معلومات إلى روسيا والصين.
ووفقا لمجلة «ناشيونال إنترست»، ألقت السلطات القبض على جندي أمريكي بولاية تكساس، بتهمة محاولة تسليم معلومات ومكوّنات حساسة تتعلق بدبابة القتال الرئيسية "إم1 إيه2 أبرامز" إلى روسيا.
وذكرت وزارة العدل الأمريكية أن الجندي تايلور آدم لي، 22 عاما، الذي يخدم في قاعدة فورت بليز ويحمل تصريحا أمنيا من فئة "سري للغاية/معلومات حساسة"، بدأ في مايو/ أيار الماضي التواصل مع ما كان يعتقد أنه وزارة الدفاع الروسية، قبل أن يرسل أولى البيانات السرية في يونيو/ حزيران.
وبحسب الوزارة، شملت المعلومات المسربة بيانات فنية خاضعة لقيود التصدير، كما حاول الجندي تسليم قطعة من مكونات الدبابة إلى منشأة تخزين في مدينة إل باسو، ثم أبلغ شخصا ظنّ أنه من الاستخبارات الروسية بأن "المهمة أُنجزت".
وقال البريغادير جنرال شون ستينشون، قائد قيادة مكافحة التجسس بالجيش الأمريكي، إن هذا الحادث "تذكير يثير القلق بشأن الخطر الداخلي الذي يهدد الجيش"، مشيدًا بجهود فرق مكافحة التجسس ومكتب التحقيقات الفيدرالي في كشف الجريمة.
تصاعد قضايا التجسس العسكري
قضية "لي" ليست الأولى من نوعها؛ فقد شهدت السنوات الأخيرة توقيف أكثر من ستة من أفراد الجيش الأمريكي بتهم تمرير معلومات حساسة إلى روسيا أو الصين.
ففي يونيو/ حزيران الماضي، أقر رقيب سابق في الجيش بالذنب بعد محاولته التواصل مع القنصلية الصينية في تركيا، فيما وُصف أسلوبه الاستخباري بأنه "بدائي".
كما حُكم في أواخر 2024 على جاك تيكسيرا، من الحرس الوطني الجوي، بالسجن 15 عاما بعد إدانته بتسريب وثائق سرية على منصة ديسكورد.
المنتديات والألعاب الإلكترونية… ثغرة أمنية
وتحولت منتديات الألعاب ومنصات التواصل الاجتماعي مسرحا لتسريبات خطيرة، حيث نشر بعض اللاعبين وثائق عسكرية سرية عن دبابات وطائرات، أبرزها في منتديات لعبة وور ثندر.
وشملت التسريبات معلومات عن مقاتلات إف-15 وإف-16، ودبابات "تشالنغر 2" و"لوكلير"، وحتى ذخائر صينية مضادة للدبابات.
وفي العام الماضي، نشر المدون العسكري الموالي لروسيا المعروف باسم "فايتر بومبر" على تطبيق تليغرام ملفات عن مقاتلتي إف-15 وإف-35، تضمنت كتيبات صيانة وبيانات حساسة، أمام أكثر من نصف مليون متابع.
دوافع متعددة وراء التجسس
يرى خبراء أن دوافع التجسس يمكن تلخيصها في معادلة "MICE" (المال، الأيديولوجيا، الإكراه، الأنا). ففي حين يسعى البعض وراء المال أو لأسباب أيديولوجية، فإن آخرين يقدمون على تسريب أسرار بدافع الغرور أو رغبة في إثبات وجهة نظر، كما حدث في عدة قضايا مرتبطة بالألعاب الإلكترونية.
وفي الشهر الماضي، أُلقي القبض على ضابط أوكراني بتهمة تزويد روسيا بمعلومات عن مقاتلات إف-16 الأمريكية الصنع، بما في ذلك مواقعها، ويُعتقد أن المال كان دافعه الأساسي.