سيناريوهات ما بعد الضربة الأمريكية في سوريا
سيناريوهات عديدة تستعرضها مراكز الأبحاث العالمية حول المرحلة المقبلة لما بعد الضربة الأمريكية لقاعدة الشعيرات في سوريا.
نشرت عدة مراكز أبحاث سيناريوهات مستقبلية متعددة لمرحلة ما بعد الضربة الأمريكية في سوريا التي استهدفت قاعدة "الشعيرات" الجوية التابعة لقوات النظام السوري في رد على هجوم بالأسلحة الكيميائية في قرية "خان شيخون" بمحافظة إدلب السورية.
وركزت تلك الأبحاث على عدة جوانب أبرزها التغير في الموقف الأمريكي من الحرب في سوريا بشكل عام، وتأثيرات تلك الضربة على العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا، بالإضافة إلى تأثير ذلك التدخل الأمريكي على المفاوضات بشكل عام.
وتستعرض بوابة "العين" أبرز مانشرته مراكز الأبحاث الدولية عن تأثيرات والسيناريوهات المستقبلية للحرب في سوريا بعد الضربة الأمريكية.
لعبة كبرى جديدة
قام مركز "كارنيغي" لأبحاث الشرق الأوسط (Carnegie) بطرح سؤال حول ما إذا كانت تلك الضربة الأمريكية ضربة معزولة أم أنها بداية لحملة أمريكية كبرى في الحرب السورية.
وأشار في تقرير، نشره الجمعة، إلى أن تأثير تلك الضربة عسكريا محدود، إلا أن التأثير النفسي على نظام الأسد كبير لدخول لاعب رئيسي جديد في معادلة الحرب ضده، مما يعني أن الأسد قد أخطأ في حساباته تجاه الولايات المتحدة.
وأشار التقرير الى أن هناك احتمالية كبيرة في ظهور تفاهمات جديدة بين واشنطن وموسكو، مما يجعل إمكانية حدوث ضربات جديدة من قبل الولايات المتحدة أكثر واقعية، إلا أن التقرير يرى أن تلك الضربات قد تعمل على تشتيت الجهود المتركزة على الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي.
وأضاف التقرير أنه بعد 6 سنوات من الإخفاقات في المفاوضات السورية، يرى الرئيس الأمريكي ترامب أنه لا بد من وضع تسوية سياسية طويلة الأمد في سوريا مدعومة بالقوة، إلا أن ذلك قد يؤثر على التوازن الهش في الأراضي السورية، والتي تحاول روسيا الحفاظ عليه من خلال الدبلوماسية المدعومة بالقوة، لكن إذا ما استمر ترامب في توجه ضرباته إلى الأسد، قد يحمل ذلك تصعيدا خطيرا بين الولايات المتحدة وروسيا.
خيارات الإدارة الأمريكية في سوريا
وقال مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية (CSIS) في تقرير نشره، الجمعة، إن هناك خيارات عديدة للإدارة الأمريكية، وإن معظمها لا يتضمن إرسال قوة أمريكية ضخمة على الأراضي السورية، حيث قد تحاول إدارة ترامب وضع "خط أحمر" بخصوص استعمال الأسلحة الكيميائية في الحرب السورية، وذلك بضرب المطارات التابعة للأسد التي تقوم بإطلاق ضربات أسلحة كيميائية.
وأضاف أن خيارا آخر يمكن للإدارة الأمريكية اتباعه هو العمل عن قرب مع حلفائها في المنطقة، مثل الإمارات والمملكة العربية السعودية والأردن، لفرض ضغط إقليمي على الأسد للحد من أي هجمات على المدنيين وإجبار الأسد على الجلوس على طاولة المفاوضات.
وأوضح المركز في تقريره أن العقوبات الاقتصادية قد تكون سلاحا فعالا ضد الأسد، وبالتحديد فيما يخص قطع الإمدادات المالية والعسكرية والحد من حركة الدخول والخروج من سوريا.
تبعات للضربة الأمريكية في سوريا
يشير مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية (CFR) في تقرير حول التبعات الأمريكية للضربة في سوريا، إلى 4 تبعات لتلك الضربة، أولها أن الهجوم بصواريخ كروز "توماهوك" ليس له تأثير عسكري بالغ في الحرب السورية بشكل عام،
وثانيها أن تلك الضربة أعلت توقعات حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، إلا أن إدارة ترامب تريد تأسيس مصداقية لها بعمل تباين حاد عن سياسات إدارة أوباما بعدم ضرب الأسد بعد هجوم عام 2013.
وثالثها يتمحور حول أن سياسة ترامب الخارجية أصبحت أكثر تقليدية فيما يخص الشأن السوري، حيث كان يعارض التدخل بشكل كبير في سوريا، إلا أن الهجوم بالأسلحة الكيميائية في إدلب غيّر موقفه تماما.
ورابعها يتمثل في إمكانية إدارة تداعيات تلك الضربة، وبالذات مع روسيا، حيث لا بد أن يكون هناك محاسبة لنظام الأسد فيما يخص الهجمات ضد المدنيين.
الردع الأمريكي ضد الهجوم على المدنيين
وتقول مجلة "فورين بوليسي" المختصة بالشؤون الدولية إن الولايات المتحدة لا بد لها من القيام بخطوات جادة لتفعيل تلك الضربات، والتي تأتي في وقت تتصاعد فيه العمليات العسكرية ضد أذرع الإرهاب في كل من اليمن والعراق، بشكل يخدم المصالح الإستراتيجية في المنطقة، عن طريق العمل بشكل مكثف وقريب مع الحلفاء في المنطقة واستثمار الأدوات الدبلوماسية لردع الأسد من القيام بأي هجمات ضد المدنيين عموما، أو استعمال الأسلحة الكيميائية بشكل خاص ضدهم.