سويسرا تحت الصدمة.. رسوم أمريكية بـ39% تهدد اقتصادها وصناعاتها الفاخرة

في خطوة مفاجئة زلزلت المشهد الاقتصادي، أعلنت الولايات المتحدة فرض رسوم جمركية ضخمة بنسبة 39% على مجموعة واسعة من الواردات السويسرية عالية القيمة.
وقالت صحيفة "لوموند" الفرنسية إن القرار، الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة، أثار صدمة عميقة في سويسرا، الدولة الأوروبية الرائدة في التصدير، والمعروفة باستقرارها وعلاقاتها الممتازة مع واشنطن.
ووفقاً للصحيفة الفرنسية، فإنه لطالما اعتقدت برن أن جودة صناعاتها وعراقة علاقاتها مع الولايات المتحدة ستحميها من النزعات الحمائية المفاجئة التي ميّزت الإدارة الأمريكية، إلا أن الواقع خالف التوقعات.
وأضافت الصحيفة الفرنسية أنه "اليوم، تجد سويسرا نفسها أمام أزمة اقتصادية حقيقية قد تؤثر على عشرات آلاف الوظائف، وتزعزع أسطورة الاستقرار والحياد السويسري.
مع دخول القرار حيّز التنفيذ الوشيك في الخميس المقبل، لم تبد الحكومة السويسرية حتى الآن أي نية لاتخاذ إجراءات انتقامية. وبدلاً من ذلك، انعقد المجلس الفيدرالي (الحكومة السويسرية) في جلسة طارئة عبر الفيديو يوم الإثنين، قاطعًا بذلك العطلة الصيفية القصيرة لوزرائه السبعة.
في ختام الاجتماع، أعلنت الحكومة أنها ستواصل التفاوض مع الجانب الأمريكي، وتعتزم تقديم "عرض أكثر جاذبية"، دون الكشف عن تفاصيله، بسبب "اعتبارات تكتيكية مرتبطة بالمفاوضات".
أزمة غير مسبوقة
القرار الأمريكي نذر بآثار مدمّرة على صادرات سويسرا، خاصة تلك المرتبطة بالقطاعات التقنية والمنتجات الفاخرة والمواد الطبية، وهي قطاعات تعتمد بشكل كبير على السوق الأمريكية.
وبرغم إدراك برن لخطورة الوضع، فإنها حتى الآن تفضل الهدوء والدبلوماسية على الرد بالمثل، في محاولة لتفادي تفاقم الأزمة.
ما القادم؟
لا تزال التفاصيل غامضة بشأن العرض السويسري المرتقب، إلا أن الرسالة واضحة: سويسرا تراهن على الحكمة السياسية وعلى عمق علاقتها التاريخية مع الولايات المتحدة لاحتواء التصعيد. ومع ذلك، فإن العد التنازلي مستمر، والأسواق تترقب بحذر ما إذا كانت واشنطن ستتراجع، أم أن برن ستُجبر على كسر صمتها والتحرك للدفاع عن اقتصادها.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTAg جزيرة ام اند امز