بعد هواوي.. الولايات المتحدة تستهدف عملاق اتصالات صينيا جديدا
هدّدت الولايات المتحدة بحظر شركة "تشاينا تيليكوم" ثاني أكبر مشغل للهواتف المحمولة في الصين ما يهدد أنشطتها في أمريكا
هدّدت الولايات المتحدة بإلغاء تراخيص شركة الاتصالات الصينية العملاقة "تشاينا تيليكوم" التي تسيطر عليها بكين، في السوق الأمريكية، بسبب ما قالت إنه "مخاطر قانونية وأمنية مرتبطة بعملياتها".
وبحسب فرانس برس، تأتي هذه التهديدات بعد جولة من المعارك التي خاضتها واشنطن ضد العملاقة الصينية "هواواي" في محاولة لكبح توسعها العالمي.
وجاء في توصية من الوزارات المعنية العليا، وبينها وزارتا الدفاع والأمن الداخلي، أن على لجنة الاتصالات الفيدرالية "إلغاء وإنهاء" جميع الترخيصات لشركة تشاينا تيليكوم (أميركاس) الفرعية من الشركة الصينية العملاقة، لتقديم خدمات الاتصالات الدولية من وإلى الولايات المتحدة.
- عبر امتيازات جديدة.. أمريكا تغري شركاتها للعودة من الصين
- بمساعدة هواوي.. الصين تزيح أمريكا عن عرش براءات الاختراع للمرة الأولى
وقالت وزارة العدل في بيان الخميس: "حددت وكالات السلطة التنفيذية مخاطر كبيرة وغير مقبولة تتعلق بالأمن القومي وإنفاذ القانون المرتبطة بعمليات شركة تشاينا تيليكوم، الأمر الذي يجعل ترخيصات لجنة الاتصالات الفيدرالية لا تتسق مع المصلحة العامة".
وفي حال تمت الموافقة على التوصية، فإن ذلك يعني أنّ زبائن الشركة، وهي ثاني أكبر مشغل للهواتف المحمولة في الصين، قد يفقدون الاتصال مع أو من خلال الولايات المتحدة.
وقالت الوكالات التي تقدمت بالتوصية، والتي تضمنت أيضا وزارة العدل ووزارة التجارة والممثل التجاري الأمريكي، إن تشاينا تيليكوم عرضة "للاستغلال والتأثير والسيطرة" من قبل بكين.
وقدمت الوكالات أيضًا التوصية استنادا إلى "طبيعة العمليات التي تقوم بها تشاينا تيليكوم في الولايات المتحدة"، والتي قالوا إنها تسمح للجهات الحكومية الصينية "بالانخراط في نشاط إلكتروني خبيث يتيح التجسس الاقتصادي وتشويش وسوء توجيه الاتصالات الأمريكية".
ولجنة الاتصالات الفيدرالية هي الجهة المنوط بها اتخاذ القرار بخصوص التوصية، لكن من شبه المؤكد أن القرار سيشمل البيت الأبيض، حيث يمكن استخدامه في إطار المفاوضات التجارية الجارية مع بكين.
وفي بكين، قالت وزارة الخارجية الصينية الجمعة إنها "تعارض بشدة" التوصية.
وقال المتحدث تشاو ليجيان "نحث الولايات المتحدة على الالتزام بمبادئ السوق ووقف ممارساتها الخاطئة لاستخدام الأمن القومي كذريعة وتسييس الأمور التجارية، وكذلك التوقف عن قمع الشركات الصينية بشكل غير عادل".
وجاءت التوصية بعد 5 أيام فقط من تشكيل إدارة الرئيس دونالد ترامب هيئة مشتركة بين الوزارات لمراجعة مخاوف الأمن القومي المتعلقة بشركات الاتصالات الأجنبية العاملة في الولايات المتحدة.
وفي سبتمبر/أيلول 2019، طلب عضوان في مجلس الشيوخ، الديموقراطي تشاك شومر والجمهوري توم كوتون، من لجنة الاتصالات الفدرالية النظر في حظر تشاينا تيليكوم وشركة تشاينا يونيكوم، من السوق الأمريكية بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي.
ولم يوضح البيان الخميس على وجه التحديد ما قامت به تشاينا تيليكوم لإصدار توصية بحظرها.
وقالت إن الشركة أبلغت السلطات الأمريكية في شكل غير دقيق عن مكان تخزين سجلاتها الأمريكية وكيف تدير الأمن السيبراني.
كما أشارت خصوصا إلى تعهد شركة تشاينا تيليكوم في عام 2007 إلى وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفدرالي ووزارة الأمن الداخلي بإتاحة إمكانية وصول جميع جهات إنفاذ القانون لسجلات عملها في الولايات المتحدة، والتعاون مع أي تحقيقات وعدم الكشف عنها.
وأظهر مسؤولو الأمن القومي الأمريكي أخيرا حذرًا متزايدًا تجاه شركات الاتصالات الصينية والتكنولوجية.
ومنعت واشنطن شركة هواوي الصينية العملاقة، أكبر مزود في العالم لمعدات الاتصالات والرائدة في تكنولوجيا الجيل الخامس الجديدة، من إمداد الأنظمة الحكومية الأمريكية وأوصت القطاع الخاص بعدم استخدامها أيضا.
وتعتقد أجهزة الاستخبارات الأمريكية أن أجهزة هواوي يمكن أن يتم استخدامها من قبل الاستخبارات الصينية، وضغطت واشنطن على حلفائها الغربيين لإيجاد مزودين آخرين للتكنولوجيا الأحدث في قطاع الاتصالات.
كما أصدرت وزارة العدل الأمريكية لوائح اتهام ضد عدد من الصينيين الذين اتهمتهم بالمشاركة في عمليات القرصنة وسرقة الأسرار التجارية تحت رعاية الحكومة الصينية.
aXA6IDE4Ljk3LjE0LjkxIA== جزيرة ام اند امز