كابوس لأردوغان.. معركة بين أنقرة وواشنطن في حلبة فيينا
تخوض أنقرة معركة قضائية مع واشنطن، ساحتها العاصمة النمساوية، حيث يطالب البلدان بتسليم رجل أعمال تركي تورّط في جرائم غسل الأموال.
ويقبع رجل الأعمال، سيزجين باران كوركماز، الذي يتمتع بصلات جيدة بالنخبة التركية في أحد سجون فيينا، وينتظر إقرار مصيره في معركة تسليم المجرمين، الجارية بين واشنطن وأنقرة.
وتربط كوركماز علاقات بأشخاص بارزين في الحكومة التركية، ويعرف بيرات ألبيرق صهر الرئيس رجب طيب أردوغان، بحسب مصدرين مطلعين للصحيفة "وول ستريت جورنال" على علاقتهما.
وذكرت الصحيفة الأمريكية أن كلا البلدين يريدان الرجل في اتهامات تتعلق بغسل عائدات مسلوبة بالاحتيال، من برنامج أمريكي للترويج للوقود النظيف، مشيرة إلى أن ما سينتهي إليه الأمر سيؤثر على العلاقات المتوترة بالفعل بين الولايات المتحدة وتركيا.
وألقي القبض على كوركماز في النمسا في يونيو/حزيران الماضي، بطلب من وزارة العدل الأمريكية، التي تتهمه بغسل أكثر من 133 مليون دولار من عائدات الاحتيال الضريبي عبر شبكة شركات يسيطر عليها في تركيا.
أردوغان الخاسر الأبرز
كما يريد المدعون العامون في تركيا أيضًا القبض على رجل الأعمال المحتال، في نفس المخطط، وبدأوا إجراءات تسليم ضده بأحد محاكم النمسا، التي قضت باحتجازه حتى 22 سبتمبر/أيلول.
ورأت الصحيفة الأمريكية أن محاكمة كوركماز بمحكمة أمريكية، ومزاعم الفساد بين الحكومة التركية التي قد تتسرب للخارج، ستعيق جهود الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإصلاح سمعة حكومته في الخارج، بحسب مشرعين معارضين في أنقرة ومحللين في الولايات المتحدة وتركيا.
ويتصارع أردوغان بالفعل مع اقتصاد متعثر، وتراجع في تقييمات الاستطلاعات، ومزاعم فساد ضد مسؤولين كبار بالحكومة. كما تحاول الحكومة التركية إصلاح صورتها الدولية التي تضررت بفعل السياسات الاقتصادية العشوائية والقمع السياسي المحلي.
وقد تتسبب المنافسة على تسليم كوركماز في الإضرار بالعلاقات بين حكومتي تركيا والولايات المتحدة، المتوترة بالفعل بسبب حقوق الإنسان، وشراء أنقرة منظومة الدفاع الجوي الروسية، وتضارب المصالح في الصراع بسوريا، وقرار الرئيس جو بايدن الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن في أبريل/نيسان.
وقال سونر چاغاپتاي مدير برنامج الأبحاث التركية بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن محاكمة كوركماز ستكون "كابوسا كبيرا لأردوغان بالنظر لأنه يحاول تحسين صورة تركيا كدولة تستحق الاستثمار فيها."
احتيال بمليار دولار
وينكر كوركماز الاتهامات التي توجه ضده حكومتا الولايات المتحدة وتركيا، بحسب محاميه مراد فولكان دولجر، مشيرًا إلى أن موكله يعتبر التحويلات المالية من شركائه المزعومين في الولايات المتحدة معاملات تجارية مشروعة.
ويواجه كوركماز اتهامات بالانضمام لمخطط بدأه الشقيقان جاكوب وآزايا كينجستون، العضوان بمجموعة "مورمون" ومقرها يوتاه. وعبر شركة تسمى "واشاكي للطاقة المتجددة"، حقق الشقيقان مليار دولار من خلال الاحتيال عبر برنامج ائتمان ضريبي (IRS) مصمم لتشجيع استخدام الوقود المتجدد.
وبالملفات القضائية، قال المدعون إن الشقيقين ادعيا على نحو غير صحيح بأنهما أنتجا وباعا وقودا حيويا في معاملات مؤهلة للحصول على إعفاءات ضريبية، لكن بدلًا من ذلك أرسلا خزانات مياه أو بنزين مخفف لشركائهم بالمؤامرة، بين تدابير أخرى. وحصلوا في النهاية على 470 مليون دولار من المخطط.
وأقر الأخوان كينجستون بالذنب في الجرائم المتعلقة بالاحتيال، بما في ذلك التآمر لارتكاب احتيال عبر البريد والمساعدة في تقديم طلبات مزيفة لبرنامج (IRS). ويمضيان فترة عقوبة بسجن فيدرالي.
وأفادت ملفات المحكمة بأن الشقيقان أشركا ليف ديرمين، وهو مهاجر أرمني لديه أعمال في الولايات المتحدة وتركيا، من أجل غسل أموال العائدات.
والتقى ديرمين وكوركماز في أسطنبول عام 2011، وفي العام التالي، بدأ العمل بينهما في تركيا. وعام 2013، سافر كوركماز إلى لاس فيجاس لحضور حفل أحد أقارب ديرمين، ثم التقى لأول مرة مع جاكوب كينجستون.
وقال أشخاص على معرفة بكوركماز، الكردي العرق الذي تلقى قليلا من التعليم النظامي، إنه بنى إمبراطورية تجارية تستثمر في شركات الطاقة والعزل الحراري.
وكان رجل الأعمال التركي مالكا جزئيا من 2011 إلى 2012 لشركة مستحضرات صيدلانية، لا يزال حتى الآن مديرها العام، على غرار إدارته لشركة زجاج حتى عام 2016، بحسب وثائق مالية اطلعت عليها "وول ستريت جورنال".
aXA6IDMuMTQ5LjIxNC4yMjMg
جزيرة ام اند امز