بـ"صواريخ الدعم".. واشنطن "تعترض" موسكو في ساحل أفريقيا
على أجنحة الدعم، تحلّق "صواريخ" واشنطن باتجاه ساحل أفريقيا لـ"تعترض" وجودا روسيا بات ينافسها بشكل متزايد بالمنطقة المثقلة بالإرهاب.
تحركات أمريكية ترفع يافطة دعم مكافحة الإرهاب بالقارة السمراء، لكنها تستبطن مواجهة باردة مع موسكو.
مسؤولون أمريكيون قالوا لوكالة فرانس برس، إن الولايات المتحدة تعد مساعدة طويلة الأمد لكوت ديفوار وبنين وتوغو، مع تزايد المخاوف من أن يمتد الإرهاب في منطقة الساحل إلى الساحل الغربي للقارة الأفريقية.
وأوضح المسؤولون أن الدعم الغربي حاسم أيضا للجم مجموعة فاغنر الروسية، بعدما حققت نجاحات كبيرة في دول الساحل التي تمزقها أعمال عنف، بما في ذلك عبر التحالف مع العسكريين الحاكمين في مالي.
وفي مارس/آذار الماضي، زارت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس غانا في إطار حملة تروج لتقدم واشنطن بأفريقيا، وأعلنت تقديم 100 مليون دولار على مدى عشر سنوات، لتعزيز الصمود في منطقة غرب أفريقيا الساحلية.
كما يدرس مسؤولو وزارة الخارجية منح تمويل إضافي بما في ذلك من ميزانية مكافحة الإرهاب.
أولوية
في استراتيجية شاملة جديدة لمنع حرب وتعزيز الاستقرار، اعتبرت إدارة الرئيس جو بايدن، في تقرير، ساحل غرب أفريقيا أولوية للعقد المقبل.
وقال التقرير الصادر الشهر الماضي، إن منطقة الساحل وصولا إلى الشمال المتاخم تعرضت لهجمات إرهابية أكثر من أي منطقة أخرى، ومن الضروري "منع نشوب نزاعات عنيفة أو امتدادها إلى جميع أنحاء المنطقة".
ولم تتضرر المدن الساحلية المتصلة بالعالم عبر المواني، لكن العنف تصاعد في مناطق متاخمة لمالي وبوركينا فاسو.
وقال مايكل هيث نائب مساعد وزير الخارجية المسؤول عن غرب أفريقيا، إنه "تهديد كبير ومتزايد، إنها مسألة تثير قلقنا، لأن قدرات الحكومات الموجودة حاليا لم تواجه تهديدا كهذا من قبل".
وتابع هيث، الذي عاد مؤخرًا من رحلة إلى المنطقة مع مسؤولين آخرين في وزارة الخارجية لتقييم الاحتياجات: "إنهم يحاولون التعامل مع هذا، ونحاول معرفة نوع الأدوات التي يحتاجون إليها".
وقال إنه لم يلحظ حتى الآن وجودًا في الدول الثلاث لمجموعة فاغنر المتهمة بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان في دول عدة من بينها أوكرانيا حيث تلعب دورًا رئيسيًا في الغزو.
وأكد هيث، في حديث لفرانس برس، متحدثا عن الروس، أنه "لا وجود لهم بعد في دول غرب أفريقيا الساحلية، لكننا نعلم أنهم يبحثون عن فرص للاستفادة من حالة عدم الاستقرار أينما رأوا ذلك".
ويتهم المسؤولون الأمريكيون روسيا بتكثيف المعلومات المضللة في أفريقيا الناطقة بالفرنسية، متوجهة إلى جمهور لم ينس مرحلة الاستعمار.
"نهج شامل"
تزايدت المخاوف في منطقة الساحل بشأن الإرهاب وكذلك روسيا في الأشهر الماضية منذ أن أنهت فرنسا حملة استمرت ثماني سنوات ضد الإرهابيين وواجهت انتقادات بسبب تركيزها المبالغ فيه على الحلول العسكرية.
وقال مسؤولون أمريكيون إن ساحل غرب أفريقيا لن يشهد أعمال عنف إذا لم يمتد من الشمال، موضحين في الوقت نفسه أن عدم الاستقرار يمكن أن ينجم أيضا عن عوامل محلية ومنافسة على الموارد التي يؤدي تغير المناخ إلى تفاقم ندرتها.
وأضافوا أن المساعدة ستركز جزئياً على معالجة الفجوات الاقتصادية التي من شأنها أن تساعد على تجنيد متطرفين.
ويرى غريغوري لوجيرفو، المسؤول الرفيع بمكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية، الذي شارك في الرحلة: "من الواضح أننا نريد مساعدة هذه الحكومات المهتمة أكثر باتباع نهج شامل وحكم رشيد في معالجة مشكلات الشمال حيث الموارد شحيحة".
ويعتبر المسؤولون الأمريكيون أن أحد المجالات الرئيسية هو مساعدة حكومات غرب أفريقيا على بناء أنظمتها القانونية، حتى تتمكن من التمييز بين اللاجئين الشرعيين الفارين من الساحل والتهديدات الأمنية.
aXA6IDMuMTM3LjE2OS41NiA=
جزيرة ام اند امز