مجموعة دول الساحل الخمس في "قمة مصيرية".. ما المنتظر؟
تحتضن العاصمة التشادية نجامينا الإثنين، قمة استثنائية ومصيرية لمجموعة دول الساحل الخمس، "G5"، في ظرف عصيب على التكتل الذي يحارب الإرهاب.
وبينما من المؤكد غياب مالي العضو الخامس في المجموعة الذي أعلن انسحابه في منتصف مايو/ أيار الماضي، وشك في حضور بوركينا فاسو، حضر إلى نجامينا حتى الآن الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، والنيجيري محمد بوزوما، إضافة إلى مضيف القمة الجنرال محمد إدريس ديبي,
بغض النظر عن الانقسام الذي تشهده المجموعة الصغيرة، التي تأسست عام 2014، وأصبحت تملك قوة عسكرية، أسهمت G5 في السنوات الأخيرة في مكافحة الإرهاب في المنطقة، قبل أن يتسلل إليها الانقسام، لتغيرات سياسية، وصراع جيوستراتيجي بين روسيا من جهة وفرنسا والدول الغربية على الطرف الآخر.
هذا الصراع الذي أدى خلال السنتين الأخيرتين، إلى تغيير متعدد في هرم السلطة في مالي وبوركينا فاسو، يلقي بظلاله على الاجتماع المرتقب، حيث تجد مجموعة دول الساحل الخمس نفسها بين كماشتي فرنسا وروسيا، وهي مضطرة للتعامل بتوازن مع هذه القوى الدولية، للاستمرار، حيث الحاجة إلى الدعم المالي والعسكري من الجميع.
تحدي الصراع الدولي وهاجس الانقسام
واستبقت روسيا اجتماع دول الساحل الخمس بزيارة لوزير الخارجية سيرغي لافروف، وقد وعد الدبلوماسي المخضرم بمساعدة موسكو لدول الساحل في مواجهة الإرهاب، وألمح إلى زيادة التدخل في أفريقيا، ومواجهة ما أسماه "الغرائز الاستعمارية الجديدة" للغربيين.
وبعد أن زار مالي لأول مرة، ودول أخرى بغرب أفريقيا، اختار لافروف أن تكون محطته الأخيرة نواكشوط، حيث يتوقع أن تؤول رئاسة مجموعة دول الساحل الخمس إلى موريتانيا، التي يبدي حلف شمال الأطلسي، والدول الأوروبية والولايات المتحدة مؤخرا اهتماما متزايدا بها.
والآن على جدول أعمال قمة قادة "G5" مناقشة والتحديات المقبلة لتحقيق أهداف الأمن والتنمية بالمنطقة، وسط تجاذبات دولية محرجة، وانقسام داخلي يتعاظم، خصوصا في ظل الخشية من انسحاب بوركينا فاسو، التي وصلت علاقتها مع فرنسا إلى مستوى غير مسبوق من التوتر والتراجع.
دعوة الابن "المارد"
ومع مرور أشهر على انسحاب مالي، لم يفقد بقية أعضاء المجموعة، عودة باماكو إلى السرب، حيث تحتاج رمال الإرهاب المتحركة في هذا البلد التعاون والتعاضد للقضاء على الحركات والمنظمات الإرهابية، التي أنهكت الجيش المالي، الذي يكاد يصبح أعزلا، مع غياب دعم دولي كافٍ لجهوده.
وتملك موريتانيا في حال تولت رئاسة المجموعة عقب هذه القمة ورقة ضغط على جارتها مالي، حيث كانت الدولة الأفريقية الوحيدة التي ساندت باماكو، في أعقاب حصارها الاقتصادي من قبل المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس"، وهو جميل تعترف به السلطات العسكرية في مالي.
كما أن الرغبة في عودة مالي همّ مشترك بين أعضاء المجموعة، خاصة النيجر وتشاد، اللتين بذلتا جهودا متكررة لإقناع "الابن المارد" بالرجوع إلى بيت عائلة دول الساحل الخمس، وهو الاسم الذي لم يتغير مع وجود أربعة أعضاء فقط.
هذا بالإضافة إلى أن مآخذ مالي على فرنسا؛ الداعم الأبرز لمجموعة G5، أصبحت تتعاظم بين بقية الأعضاء، وخاصة بوركينا فاسو، وقد يكون الحديث عن إعادة الهيكلة المزعم مناقشته في قمة اليوم، فرصة لإرضاء العضو المنسحب، وفتح الباب لتبوئه مكانة أكبر، مع تقليل الاعتماد في ذات الوقت على باريس.
aXA6IDMuMTQ1LjE2Ny41OCA= جزيرة ام اند امز