لأول مرة منذ 5 سنوات.. لماذا يقرع بلينكن أبواب بكين؟
يعتزم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن القيام، بعد غد الأحد، بأول زيارة من نوعها للصين منذ 5 سنوات على وقع التوتر بين البلدين.
وتنتظر بلينكن في بكين عدة ملفات شائكة، بدءا من الأزمة الأوكرانية والدعم الصيني لروسيا مرورا بتايوان، وصولا إلى صناعة الرقائق والتجارة، فيما سيحاول البلدان الإجابة على سؤال: كيف يمكن لأكبر اقتصادين في العالم تجنب حرب باردة جديدة؟
وشهدت العلاقات الصينية الأمريكية توترا خلال السنوات الماضية لأسباب مختلفة، إلا أن قمة التوتر في العلاقات كانت في أغسطس/آب الماضي، عندما زارت رئيسة مجلس النواب الأمريكي السابقة نانسي بيلوسي تايوان، لترد الصين بإجراء مناورات عسكرية غير مسبوقة بالقرب من الجزيرة المتمتعة بحكم ذاتي.
وبعد تلك الأزمة، أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أنها تأمل في بناء "أرضية للعلاقة"، وضمان ألا يتحول التنافس إلى صراع، وهو ما أكد عليه بايدن خلال لقائه نظيره الصيني شي جين بينغ في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حيث تعهدا بمزيد من التواصل.
وأمس الخميس، طفت على السطح أبرز أزمة بين واشنطن وبكين، عندما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن ما يشتبه أنه بالون تجسس صيني كان يحلق فوق الولايات المتحدة لبضعة أيام، مضيفة أن واشنطن تتعقبه منذ دخوله المجال الجوي الأمريكي.
ولم يتضح بعد كيف سيؤثر هذا الحادث على زيارة بلينكن، التي سيلتقي خلالها نظيره الصيني تشين قانغ وربما الرئيس شي جين بينغ.
وفي ظل اتفاقية جديدة مع الفلبين لمنح الولايات المتحدة حق استخدام المزيد من القواعد العسكرية والزيارة المحتملة لرئيس مجلس النواب الجديد كيفن مكارثي لتايوان، يرى محللون أن المهمة الرئيسية لبلينكن خلال الاجتماعات، التي تعقد في الخامس والسادس من فبراير/شباط الجاري، هي ضمان أن يتجنب البلدان الأزمة.
البحث عن استقرار غائب
من جانبها، تحرص الصين على استقرار العلاقات مع واشنطن حتى تتمكن من التركيز على اقتصادها، الذي تضرر من سياسة "صفر كوفيد" الصارمة التي تخلت عنها الآن، إلى جانب عزوف المستثمرين الأجانب الذين يساورهم القلق مما يرون أنه عودة لتدخل الدولة في السوق.
وفي الأشهر الماضية، التقى شي زعماء دول، سعيا لإعادة العلاقات وتسوية الخلافات، مثل أستراليا التي ستستأنف صادرات الفحم إلى الصين بعد توقف دام 3 سنوات.
وسائل الإعلام الصينية الرسمية هي الأخرى تبنت نبرة تصالحية قبل زيارة بلينكن، إذ قالت صحيفة الشعب اليومية، وهي الصحيفة الرسمية للحزب الشيوعي الحاكم، إنه من المستحيل فصل البلدين ويجب عليهما تعزيز التعاون لدفع التنمية والعلاقات الثنائية.
وعلى الرغم من خطاب التهدئة، قال محللون إن تصرفات الصين، خاصة نشاطها العسكري حول تايوان وفي بحر الصين الجنوبي، لم تهدأ.
وستكون زيارة بلينكن إلى الصين هي الأولى لوزير خارجية أمريكي منذ أكتوبر/تشرين الأول 2018، عندما التقى مايك بومبيو، في إدارة دونالد ترامب، وزير الخارجية آنذاك وانغ يي في بكين، حيث تبادلا تصريحات حادة وسط الحرب التجارية المتفاقمة.
ويتوقع محللون أن يطرح بلينكن مخاوف بلاده مثل الشراكة "بلا حدود" بين الصين وروسيا، والتي أعلنتها الدولتان قبل أسابيع من الحرب في أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، كما أنه من غير المحتمل حدوث تقدم في هذه المسألة أو غيرها من القضايا الرئيسية مثل تايوان والتجارة وحقوق الإنسان.