سباق البيت الأبيض يدخل «أسبوع الآلام».. الولايات المتأرجحة كلمة السر
7 أيام تفصلنا عن الجولة الأخيرة من السباق نحو البيت الأبيض، فيما تزايد نشاط المرشحين كامالا هاريس ودونالد ترامب في محاولة لاستمالة ناخبي الولايات المتأرجحة.
فمع بداية الأسبوع الأخير من السباق الانتخابي، جابت المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس ولاية ميشيغان فيما توجه منافسها الجمهوري دونالد ترامب إلى جورجيا، الولاية المتأرجحة أيضا والحاسمة في هذا السباق الرئاسي المحموم.
وشهد أمس الإثنين إدلاء الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن بصوته في مسقط رأسه ويلمينغتون بولاية ديلاوير، لينضم إلى أكثر من 41 مليون أمريكي أدلوا بأصواتهم ضمن التصويت المبكر.
وقال بايدن على منصة إكس للتواصل الاجتماعي "أنا فخور بالتصويت لكامالا هاريس و(مرشحها لمنصب نائب الرئيس) تيم وولز".
يتزايد التوتر في سباق تظهر استطلاعات الرأي أنه متقارب جدا بسبب المخاوف من أن يرفض ترامب مرة أخرى الاعتراف بالهزيمة، كما فعل عام 2020.
وأدى رفض ترامب لخسارته أمام بايدن في انتخابات 2020، إلى أحداث شغب غير مسبوقة في تاريخ الولايات المتحدة وصلت إلى اقتحام مقر الكابيتول في واشنطن.
ويواصل الجمهوريون التأكيد أن ترامب تعرض للغش وصارت خطاباته تتضمن العنف والتهديدات.
وقال ترامب خلال تجمع حاشد الاثنين في أتلانتا بولاية جورجيا إنّ "خطّ كامالا الجديد هو أنّ أيّ شخص لا يصوّت لها هو نازيّ.. نحن نازيّون".
وأضاف المرشح الجمهوري "أنا لستُ نازيا، أنا نقيض النازيّ"، وذلك بعد أيام عدة من الجدل الذي أثارته تصريحات سابقة منسوبة له.
نيران صديقة
وكان جون كيلي، أحد كبار المسؤولين في البيت الأبيض خلال عهد ترامب، قال إنّ المرشح الجمهوري ينطبق عليه تعريف الفاشيّ، وهو اتهام ردّدته أيضا هاريس.
ووفقا لكيلي، فإن ترامب قال إنّ الديكتاتور النازيّ أدولف هتلر "فعل أشياء جيدة".
واستهجنت الطبقة السياسية ما حصل خلال تجمع انتخابي لترامب الأحد في قاعة "ماديسون غاردن سكوير" الشهيرة في نيويورك حين وصف أحد المتحدثين بورتوريكو التي تعد غالبية من المتحدرين من أمريكا اللاتينية بأنها "جزيرة عائمة من القمامة".
ودخلت حملة ترامب على الخط لمحاولة الحد من الأضرار مؤكدة أن هذا "لا يعكس آراء الرئيس ترامب".
لكن الممثل الكوميدي توني هينتشكليف لم يبدِ أي ندم، وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي أن منتقديه "ليس لديهم حس الفكاهة" - وهو التعليق الذي أعاد نشره ابن ترامب ومستشاره دون ترامب جونيور.
هاريس تضرب
من جهتها، وصفت هاريس (60 عاما) ترامب في مقابلة مع شبكة "سي بي اس نيوز" بأنه "غير مستقر ويفتقد للاتزان بشكل متزايد". وحضته على الخضوع لاختبار القدرات المعرفية قائلة إنها "ستخضع للاختبار نفسه".
وفي ميشيغان قالت هاريس لمؤيديها أمس الإثنين إن "ثمة أشياء كثيرة على المحكّ في هذه الانتخابات، نحن لسنا في 2016 أو 2020".
وأضافت "يمكننا جميعا أن نرى أن دونالد ترامب أكثر اضطرابا وفقدانا للاستقرار، وهو الآن يريد سلطة غير خاضعة للرقابة، وهذه المرة لن يكون هناك من يوقفه".
مع بدء العد العكسي للانتخابات، فإن التحدي الذي يواجه هاريس وترامب هو تحفيز المؤيدين الأساسيين وجذب العدد الضئيل من الناخبين القابلين للإقناع الذين قد يرجحون الكفة خصوصا في الولايات السبع المتأرجحة حيث تظهر استطلاعات الرأي أن نتائجهما متقاربة جدا.
هاريس التي أمضت الأحد في بنسلفانيا، الولاية الحاسمة أيضا، ستعقد 3 تجمعات انتخابية في ميشيغان فيما يعقد ترامب تجمعان في جورجيا وهو نمط سيتكرر في مختلف أنحاء البلاد في الأيام السبعة المقبلة.
وتلقي هاريس اليوم الثلاثاء في واشنطن ما تصفه حملتها بأنه "المرافعة الختامية" في إشارة الى مسيرتها المهنية كمدعية فدرالية سابقة.
وستتحدث المرشحة الديموقراطية من المكان نفسه قرب البيت الأبيض حيث أشعل ترامب حماسة مؤيديه في 6 يناير/كانون الثاني 2021 لشن هجوم عنيف على الكونغرس في محاولة لوقف المصادقة على فوز بايدن.
ترامب- أكبر مرشح رئاسي سنا على الإطلاق وأول من أدين بارتكاب جرائم - استخدم ماديسون سكوير غاردن لإلقاء خطابه الختامي أيضا أول أمس الأحد.
احتفلت حملة ترامب بالحدث في الساحة الأسطورية كإظهار للقوة والطاقة، مؤكدة أن عشرات آلاف المؤيدين احتشدوا في الخارج بالإضافة إلى الحشد الكبير بالداخل.
فرحة
"فرحة خالصة"، هكذا وصف ستيفن ميلر كبير مستشاري ترامب لشؤون الهجرة الحدث، على منصة اكس.
لكن القسم الكبير من الحفل الذي شبهه الديموقراطيون بتجمع شهير للأمريكيين الفاشيين في المكان نفسه في 1939، لم تعمه الفرحة.
فقد هاجم ترامب "العدو من الداخل" والذي وصفه بأنه "مجموعة غامضة" تضم قيادة الحزب الديموقراطي.
وأطلق حلفاء ترامب خطابا حادا كان عنصريا في بعض الأحيان للاستهزاء من هاريس جنسيا والسخرية من وسائل منع الحمل لدى المتحدرين من أصول لاتينية والسخرية من اليهود والفلسطينيين، ومن رجل أسود بالإشارة إلى البطيخ - وهي صورة نمطية عنصرية متجذرة في الولايات المتحدة.
وكتبت صحيفة "نيويورك ديلي نيوز" على صفحتها الأولى "تجمع عنصري".
جاء الجدل حول نكتة الكوميدي الفظة في الوقت الذي أيد فيه مغني الراب البورتوريكي باد باني هاريس.
لا يمكن للمقيمين في بورتوريكو، الجزيرة التابعة للولايات المتحدة في الكاريبي، التصويت في الانتخابات الرئاسية لكن أولئك المقيمين داخل الولايات المتحدة نفسها - بما يشمل حوالى 450 ألف بورتوريكي في بنسلفانيا - يمكنهم ذلك.
يخيم على الانتخابات القلق من أن يكون اليوم التالي فوضويا وخطرا كما حصل عام 2020.
وبحسب استطلاع أجرته شبكة "سي إن إن" الاثنين فإن حوالى 30% فقط من الأمريكيين يعتقدون أن ترامب سيقر بالهزيمة، فيما توقع 73 % أن تتقبل هاريس الهزيمة.