ترامب وكليفلاند.. «تشابه واختلاف» وإنجاز ينتظر العودة للبيت الأبيض
يطمح المرشح الجمهوري دونالد ترامب إلى تكرار إنجاز الرئيس الأسبق غروفر كليفلاند، في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
ففي حال فوز ترامب بالانتخابات المقررة في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، فلن يكون أول رئيس أمريكي يعود إلى البيت الأبيض بعد الخسارة، إذ سبقه إلى ذلك خمسة رؤساء آخرون، ومع ذلك فإن فوزه في سباق 2024 سيجعله الرئيس الثاني الذي يصل إلى البيت الأبيض مرتين غير متتاليتين".
- آخر تطورات الانتخابات الأمريكية 2024.. موعد تصويت بايدن وتكتيكات جديدة لهاريس وترامب
- استطلاع «ذا ناشونال».. سباق متقارب قبل أسبوع من رئاسيات أمريكا
ويُعد غروفر كليفلاند الرئيس الأمريكي الوحيد الذي وصل إلى البيت الأبيض مرتين غير متتاليتين، بعد أن فاز بالرئاسة في عام 1885، ثم رشحه حزبه مرة أخرى ليفوز في عام 1893.
وكليفلاند، الذي شغل منصب الرئيس في الدورتين الـ22 والـ24 للولايات المتحدة، كان أيضا أول رئيس ديمقراطي يُنتخب بعد الحرب الأهلية، وفقًا لموقع البيت الأبيض.
وسيكون الفارق الوحيد بين ترامب وكليفلاند هو أن ترامب فاز بالرئاسة رغم خسارته في التصويت الشعبي في عام 2016، بينما خسر كليفلاند البيت الأبيض رغم فوزه بالتصويت الشعبي في عام 1888.
غرباء عن السياسة
أما أوجه التشابه بينهما فهي أن كليهما من سكان نيويورك، بالإضافة إلى أنهما يعتبران غرباء عن السياسة، فعلى الرغم من شغل كليفلاند منصبا منتخبا قبل الوصول إلى البيت الأبيض، فإنه حقق صعودا سريعا، حيث انتقل من منصب عمدة بوفالو إلى منصب رئيس الولايات المتحدة في غضون ثلاث سنوات فقط.
ويشارك كليفلاند ترامب في نفوره من الصحافة، إذ أزعجته تدخلاتها في حياته الخاصة، كما أزعجه "اختلاق بعض وسائل الإعلام الحزبية قصصا كاملة عنه في أواخر القرن التاسع عشر".
وكان كليفلاند مهتما في المقام الأول بإصلاح الخدمة المدنية، حيث يتم توظيف المزيد من الموظفين الفيدراليين على أساس الجدارة بدلاً من العلاقات السياسية.
وعلى عكس ترامب لم يترك كليفلاند منصبه وهو يخطط للعودة، فقد كان مرتاحا لخروجه من البيت الأبيض ولم يُبدِ اهتمامًا كبيرًا بالترشح مرة أخرى بعد عام 1888.
انقسام ديمقراطي
لكن ما دفع كليفلاند في النهاية للترشح للمرة الثالثة كان الانقسام داخل الحزب الديمقراطي، حيث هددت موجة جديدة من الديمقراطيين الشعبويين بالاستيلاء على الحزب وتوجيهه بعيدا عن نهج كليفلاند المحافظ والحكومة المحدودة. ومن ثم جاء ترشحه في المقام الأول لمنع الشعبويين من السيطرة على الحزب.
وبعد انتخابه مرة أخرى في عام 1892، واجه كليفلاند أزمة كساد كبيرة، قال منتقدوه إنه لم يتمكن من التعامل معها بفاعلية. في المقابل أشار البيت الأبيض إلى أنه تعامل بحزم وصرامة مع إضراب عمال السكك الحديدية في شيكاغو، وأطلق تصريحه الشهير -آنذاك-: "إذا كان الأمر يتطلب مشاركة الجيش والبحرية الأمريكية بالكامل لتسليم بطاقة بريدية في شيكاغو، فسوف يتم تسليم هذه البطاقة".
وأثارت طريقته الحاسمة في التعامل مع هذا الإضراب إعجاب الكثيرين، وكذلك بعدما نجح في إجبار بريطانيا على قبول التحكيم في حدود متنازع عليها في فنزويلا.
ورغم هذا الإعجاب فإن سياسته في التعامل مع فترة الكساد لم تحظَ بشعبية على الإطلاق حتى انتهاء ولايته في عام 1896، وبعد مغادرته البيت الأبيض عاش في برينستون بولاية نيوجيرسي حتى توفي في عام 1908".