تبادل سجناء وعقوبات.. هل تقطع واشنطن "شعرة معاوية" مع طهران؟
صفقة جديدة لتبادل السجناء بين الولايات المتحدة وإيران دخلت حيز التنفيذ، الإثنين، ولكنها تزامنت مع عقوبات أمريكية جديدة ضد طهران.
فقد أطلقت واشنطن سراح 5 إيرانيين بعد عفو أصدره الرئيس الأمريكي جو بايدن، فيما أطلقت طهران سراح 5 أمريكيين.
وأقلعت طائرة قطرية تقل السجناء الأمريكيين السابقين من إيران باتجاه الدوحة، حسبما أفاد مصدر مطّلع على الملف في قطر الإثنين.
وقال المصدر المطلع لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته إنّ "طائرة قطرية أقلعت وعلى متنها السجناء الخمسة بالإضافة إلى اثنين من أقربائهم برفقة السفير القطري" لدى طهران، متجهة نحو العاصمة القطرية.
يأتي ذلك فيما وصل إيرانيان من أصل خمسة أفرجت عنهم الولايات المتحدة إلى الدوحة تمهيدا لعودتهما إلى إيران، بحسب وسائل إعلام إيرانية الإثنين.
وذكرت وكالة تسنيم أن "معتقلين إيرانيين هما مهرداد معين أنصاري ورضا سرهنك بور، تم إطلاق سراحهما في عملية تبادل السجناء الإيرانيين والأمريكيين ويعتزمان التوجه إلى إيران، وصلا إلى الدوحة"، مشيرة إلى أنه تم إطلاق سراح السجناء الثلاثة الآخرين أيضا غير أنهم لا يريدون الذهاب إلى إيران.
ويتزامن تطبيق الاتفاق مع الزيارة المرتقبة للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى نيويورك للمشاركة في الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة.
ومن السجناء الذين أفرجت طهران عنهم، رجل الأعمال سياماك نمازي الذي يمضي منذ العام 2016 عقوبة بالسجن 10 سنوات لإدانته بتهمة "التجسس" لحساب الولايات المتحدة.
وتشمل أيضًا قائمة المفرج عنهم رجل الأعمال عماد شرقي المدان بالسجن عشرة أعوام لإدانته بتهمة بالتجسس، ومراد طهباز الذي يحمل أيضا الجنسية البريطانية وحكم عليه بالسجن 10 أعوام أيضا بتهمة "التآمر مع الولايات المتحدة".
وهؤلاء الثلاثة يحملون الجنسية المزدوجة، فيما فضل السجينان الآخران عدم كشف هويتهما.
وفي سياق متصل، أكد مسؤول أمريكي كبير إتمام عملية تبادل السجناء مع إيران، مشيرا إلى أن الرئيس جو بايدن أصدر في هذا السياق عفوا عن خمسة إيرانيين مدانين أو ينتظرون محاكمتهم لجرائم غير عنيفة.
وأوضح المسؤول ذاته أن بايدن سيفرض في الوقت نفسه عقوبات جديدة على وزارة الاستخبارات الإيرانية وعلى الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.
المسؤول الأمريكي قال إن اتفاق تبادل السجناء الذي نتج عنه إطلاق سراح خمسة أمريكيين محتجزين في إيران اليوم الاثنين لن يغير علاقة العداء بين واشنطن وطهران، لكن الباب لا يزال مفتوحا أمام الطرق الدبلوماسية بخصوص البرنامج النووي الإيراني.
وتم الإعلان عن الخطوط العريضة للاتفاق الأمريكي الإيراني في العاشر من أغسطس/آب الماضي.
وبموجبه الاتفاق "سيتم السماح لـ5 أمريكيين تحتجزهم إيران بالمغادرة، مقابل 6 مليارات دولار من الأموال الإيرانية المودعة في حسابات مقيدة (في كوريا الجنوبية) والإفراج عن 5 إيرانيين محتجزين في الولايات المتحدة".
وأفادت الوثيقة بأن "وزير الخارجية أنتوني بلينكن قرر أن الاستثناء من العقوبات يصب في مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة".
وتنطوي الوثيقة المرسلة إلى لجان بالكونغرس الأمريكي على "أول إقرار رسمي من الحكومة الأمريكية بأنها ستطلق سراح 5 إيرانيين محتجزين في الولايات المتحدة، في إطار اتفاقية من أجل تحرير المواطنين الأمريكيين الخمسة".
aXA6IDMuMTQuMTM0LjE4IA== جزيرة ام اند امز