واشنطن ترحّل 100 إيراني إلى بلادهم.. تعاون نادر مع طهران

يمضي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في خطته لترحيل المهاجرين إلى بلادهم مهما كانت.
أحدث خطوات تنفيذ تلك الخطة كشفت عنها صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية اليوم الثلاثاء إذ قالت إن إدارة ترامب رحلت نحو 100 إيراني على متن طائرة خاصة إلى بلادهم.
وذكرت الصحيفة أن رحلة الترحيل إلى إيران تعد أوضح خطوة حتى الآن من إدارة الرئيس دونالد ترامب في مسعاها لترحيل المهاجرين إلى بلادهم، حتى لو كانت تلك البلاد تواجه اتهامات بانتهاك حقوق الإنسان.
وفي خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي، أصرّ الرئيس ترامب على أن الولايات المتحدة ستضاعف جهودها لترحيل أعداد كبيرة من المهاجرين.
وبحسب مسؤولَين إيرانيين كبيرين مشاركَين في المفاوضات، فإن الطائرة، وهي رحلة مستأجرة من الولايات المتحدة، أقلعت من ولاية لويزيانا مساء أمس الإثنين، وكان من المقرر أن تصل إلى إيران اليوم الثلاثاء.
وأكد مسؤول أمريكي أن ترتيبات الرحلة كانت في مراحلها النهائية. وتحدث جميع المسؤولين إلى صحيفة "نيويورك تايمز" بشرط عدم الكشف عن هوياتهم لأنهم غير مخوّلين بمناقشة التفاصيل علنًا.
ويُعَدّ هذا الترحيل من أوضح خطوات إدارة ترامب لترحيل المهاجرين بغض النظر عن ظروف حقوق الإنسان التي قد يواجهونها.
ففي وقت سابق من هذا العام، رحّلت الولايات المتحدة مجموعة من الإيرانيين، يواجهون اضطهادا في بلادهم، إلى كلٍّ من كوستاريكا وبنما. وقد أثارت حملة الترحيل المتوسّعة دعاوى قضائية من نشطاء الدفاع عن المهاجرين الذين انتقدوا هذه الرحلات.
ولعقود من الزمن، وفّرت الولايات المتحدة الملاذ للإيرانيين الفارّين من وطنهم لأسباب مختلفة، إذ تلاحق إيران ناشطات حقوق المرأة والمعارضين السياسيين والصحفيين والمحامين والأقليات الدينية وغيرهم.
ولم تكن هوية الإيرانيين المرحَّلين ولا أسباب محاولتهم الهجرة إلى الولايات المتحدة واضحة على الفور.
لكن خلال السنوات الأخيرة، ازداد عدد المهاجرين الإيرانيين الواصلين إلى الحدود الجنوبية للولايات المتحدة وعبورها بشكل غير قانوني، ومن بينهم كثيرون قالوا إنهم يخشون الاضطهاد في بلادهم بسبب معتقداتهم السياسية أو الدينية.
لطالما ترددت الولايات المتحدة أو واجهت صعوبات في ترحيل المهاجرين إلى بعض الدول مثل إيران بسبب غياب العلاقات الدبلوماسية المنتظمة وعدم القدرة على الحصول على وثائق سفر في الوقت المناسب.
وقد أجبر ذلك المسؤولين الأمريكيين إما على احتجاز المهاجرين لفترات طويلة أو إطلاق سراحهم داخل الولايات المتحدة.
وفي عام 2024، رحّلت الولايات المتحدة أكثر من 20 إيرانيًا فقط إلى بلدهم عبر عدة رحلات تجارية، وهو أعلى رقم منذ سنوات.
وقال المسؤولان الإيرانيان إن المرحَّلين شملوا رجالًا ونساء، بينهم بعض الأزواج.
وأضافا أن بعضهم تطوّع للمغادرة بعد أشهر في مراكز الاحتجاز، فيما لم يفعل آخرون ذلك.
وأوضحا أن طلبات اللجوء قد رُفضت في معظم الحالات، أو أن المعنيين لم يمثلوا بعد أمام قاضٍ للنظر في طلباتهم.
ويمثّل هذا الترحيل لحظة نادرة من التعاون بين الولايات المتحدة والحكومة الإيرانية، وجاء تتويجًا لأشهر من المناقشات بين البلدين، بحسب ما ذكره المسؤولان الإيرانيان.
وقال أحد المسؤولين إن وزارة الخارجية الإيرانية تنسّق عملية عودة المرحَّلين، وإنهم تلقّوا تطمينات بعدم التعرّض لأي مشاكل. ومع ذلك، أضاف أن كثيرين منهم كانوا يشعرون بخيبة أمل، بل وبعضهم كان خائفًا.
ولم يعلق البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية على الأمر بعد.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjE3IA== جزيرة ام اند امز