3 عوامل تحكم الخطوة.. واشنطن وبغداد تمضيان في طريق «الانسحاب»
3 عوامل رئيسية تحكم عملية محتملة لانسحاب القوات الأمريكية من العراق، صاغتها قمة في البيت الأبيض، بعد جدل طويل في هذا الملف.
الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أكدا خلال لقائهما في واشنطن مساء أمس الإثنين، مواصلة البحث بشأن إنهاء مهمة قوات التحالف الدولي لمكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي.
وجاء استقبال الرئيس الأمريكي لرئيس الوزراء العراقي في البيت الأبيض في خضم توتر متصاعد في الشرق الأوسط على خلفية الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" في قطاع غزة، والهجوم الإيراني على إسرائيل ردّاً على قصف قنصلية طهران في دمشق.
وأكد بيان مشترك للرئاسة الأمريكية ورئاسة الوزراء العراقية، أن بايدن والسوداني ناقشا "التطور الطبيعي للتحالف الدولي ضد داعش في ضوء التقدم الكبير الذي تم إحرازه خلال 10 سنوات".
وأبرز الجانبان، الحاجة إلى أخذ عوامل عدة في الاعتبار منها "التهديد المستمر" للإرهابيين خصوصا تنظيم "داعش"، ودعم الحكومة العراقية "وتعزيز قدرات قوات الأمن العراقية".
وأضاف البيان "أكد الرئيسان أنهما سيراجعان هذه العوامل لتحديد متى وكيف ستنتهي مهمة التحالف الدولي في العراق، والانتقال بطريقة منظمة إلى شراكات أمنية ثنائية دائمة، وفقاً للدستور العراقي واتفاقية الإطار الإستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة".
وتهدف المباحثات بين واشنطن وبغداد للتوصل إلى اتفاق يتيح إبقاء بعض القوات الأمريكية في العراق.
وتنشر الولايات المتحدة نحو 900 جندي في سوريا و2500 جندي في العراق في إطار التحالف الدولي الذي أنشأه الأمريكيون في العام 2014 لمكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي.
واستؤنفت المباحثات بهذا الشأن في فبراير/شباط الماضي، بعد تعليقها في الشهر السابق إثر مقتل 3 جنود أمريكيين في ضربة بطائرة مسيّرة استهدفت موقعا لهم في الأردن، واتهمت واشنطن فصائل عراقية موالية لإيران بالمسؤولية عن الضربة.
ومنذ اندلاع الحرب في غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي إثر هجوم غير مسبوق لحركة حماس على جنوب إسرائيل، تبنت فصائل عراقية موالية لطهران هجمات ضد قواعد تضم قوات أمريكية في العراق وسوريا، لكن وتيرة هذه الهجمات تراجعت بشكل ملحوظ منذ مقتل الجنود الأمريكيين، وهو الهجوم الذي ردّت عليه الولايات المتحدة بقصف مواقع لهذه الفصائل في سوريا والعراق.
وأدت هذه الضربات إلى تكرار الفصائل العراقية التي يتمتع بعضها بحضور سياسي وازن، بتكرار دعوتها إلى انسحاب القوات الأجنبية خصوصا الأمريكية منها من العراق.
وخلال استقباله السوداني أمس الإثنين، أكد بايدن عزمه على تجنّب تمدّد النزاع في الشرق الأوسط إلى "أبعد مما هو عليه الآن"، متعهّداً في الوقت نفسه الدفاع عن إسرائيل بعد الهجوم الإيراني غير المسبوق ضد أراضيها.