"الأسد الأفريقي".. تعاون عسكري قوي بين أمريكا والمغرب
أكدت واشنطن شراكتها القوية مع المغرب من خلال مشاركتها في التدريب العسكري السنوي "الأسد الأفريقي".
ويستضيف المغرب النسخة 23 من تدريبات "الأسد الأفريقي" في الفترة من 22 مايو/أيار إلى 16 يونيو/حزيران المقبلين.
وقال قائد القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا "أفريكوم" الجنرال مايكل لانغلي في إيجاز صحفي "في المستقبل المنظور، أؤكد لكم أن واشنطن لا تنوي زيادة الوجود العسكري في أفريقيا، لكن نقوم بتعزيز مكانتنا عبر استثمارات كبيرة وذات قيمة مضافة في عدد من البلدان الصديقة والشريكة".
وناقش الجنرال لانغلي مع الإعلاميين خلال الإيجاز الصحفي أولويات فترة ولايته في سياق تزايد التحديات الأمنية الإقليمية، متهما مليشيات مجموعة فاغنر الروسية بتهديد السلم والأمن الإقليمي والقاري.
واعتبر لانغلي أن مشاركته في مؤتمر رؤساء الأركان لجيوش 43 دولة في قارة أفريقيا تأتي لاستكشاف فرص جديدة لدعم الأفريكوم، استنادا إلى نهج واشنطن في العمل مع الشركاء الأفارقة لتقوية العمل الثنائي، لا سيما بعد قمة القادة الأفرو-أمريكية المنعقدة في ديسمبر/كانون الأول الماضي برئاسة الرئيس جو بايدن.
وأكد أن استراتيجية الأمن القومي الأمريكي تعترف بأفريقيا باعتبارها قوة جيوسياسية أساسية في خريطة الأمن والسلم العالمييْن، مجددا التزام واشنطن بالشمول والشفافية عند العمل مع شركائها الأفارقة.
وقال إن "مؤتمر وزراء الدفاع الأفارقة شهد استفادة متبادلة من زخم الأفكار وأفضل الممارسات، والعلاقات القوية بين أمريكا وأفريقيا هي قاعدة أساسية للعمل معنا في المستقبل، لأن أفريكوم تُطوّر العمل العسكري الأمريكي بتنسيق مع شركائها الأفريقيين".
وأكد أن منطق عمل المنظومة الأمريكية في أفريقيا لا يبني فقط على شؤون الدفاع وقضايا الأمن، مشيرا إلى أن قوات أفريكوم بتعاون مع وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" تعمل على ضمان الأهداف الوطنية للأمن والاستقرار للوصول إلى الرخاء في جميع أنحاء القارة السمراء.
وحذر من مخاطر انتشار متزايد لتهديد المنظمات المتطرفة بأفريقيا، خاصة دول الساحل وجنوب الصحراء، مؤكدا دعم الأفريكون لجهود دول غرب أفريقيا وشمالها في مواجهة التحديات الإرهابية.
وأعرب عن تمسك واشنطن بالسلام في منطقة القرن الأفريقي ووسط القارة، داعيا إلى مزيد من التهدئة بين أطراف النزاع في الدول الأفريقية.
ويعد "الأسد الأفريقي" أكبر تدريب متعدد الجنسيات في القارة الأفريقية، يتم تنظيمه كل عام بالمغرب منذ ما يقرب من عقدين، وهو ما يعكس متانة علاقات التعاون بين المغرب والولايات المتحدة باعتبارها شريكا استراتيجيا متميزا للمملكة.
وكان ممثلون عن القوات المسلحة المغربية والجيش الأمريكي قد قاموا خلال اجتماع في شهر يناير/كانون الثاني الماضي على دراسة طرق تنفيذ مختلف الأنشطة المخطط لها في إطار نسخة 2023 من تدريب "الأسد الأفريقي" كما قاموا باستطلاع واختيار المواقع التي يمكن أن تتم فيها هذه الأنشطة.
aXA6IDE4LjExOS4xMjIuMTQwIA== جزيرة ام اند امز