محاولات اغتيال رؤساء ومرشحين.. سجل حافل في السياسة الأمريكية
على مدار أكثر من قرنين، شهدت الولايات المتحدة سلسلة من محاولات الاغتيال التي طالت رؤساء ومرشحين، بعضها أصاب الهدف والآخر فشل لكنه ترك ندوبا في السياسة الأمريكية.
ولم يكن إطلاق النار على الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في يوليو/تموز الماضي، ثم رصد مسلح قرب منتجعه أمس، سوى أحدث أعمال العنف السياسي التي غالبًا ما شكلت تاريخ الولايات المتحدة، وفق تقرير طالعته "العين الإخبارية" في وكالة "بلومبرغ" الأمريكية.
وفي المحاولة الأولى، خدشت رصاصة أذن ترامب خلال تجمع حاشد في بتلر بولاية بنسلفانيا. وقُتل المهاجم على يد عملاء جهاز الخدمة السرية، وتوفي شخص آخر في الفعالية. فيما تم وأد المحاولة الثانية في مهدها.
ويعيد ترامب إلى الأذهان ما تعرض له الرئيس جيرالد فورد من محاولتين بارزتين لاغتياله في غضون 18 يوماً فقط.
وعلى مدار التاريخ الأمريكي، أدى مقتل كل من أبراهام لينكولن وجيمس غارفيلد وويليام ماكينلي في نهاية المطاف إلى توفير الحماية من قبل جهاز الخدمة السرية، كما أن اغتيال جون كينيدي صدم الأمة وأدى إلى تشديد الحراسة حول الرئيس.
وفيما يلي تستعرض "العين الإخبارية" قائمة بالرؤساء ومرشحي الرئاسة الذين تعرضوا لمحاولات اغتيالات بعضها أصاب الهدف وأخرى فشلت لكنها تركت آثارا عميقة بالمجتمع الأمريكي وكذلك السياسة في الولايات المتحدة.
رونالد ريغان
في 30 مارس/آذار 1981، كان دونالد ريغان قد انتهى للتو من خطاب ألقاه بفندق هيلتون في واشنطن.
وبينما كان يستقل سيارته "الليموزين" بين حشود كبيرة، باغته جون هينكلي الابن، بست رصاصات أصابت الرئيس بجروح خطيرة.
أمضى ريغان ما يقرب من أسبوعين في المستشفى بعد أن ارتدت إحدى رصاصات هينكلي من سيارة الليموزين الرئاسية وأصابته. حيث خدشت ضلعا وكادت أن تلامس قلبه.
كان هينكلي يبلغ من العمر 25 عاما في ذلك الوقت، واعتقد أنه إذا أطلق النار على ريغان، فقد تلاحظه الممثلة جودي فوستر وتُعجب به.
تم اعتقال هينكلي على الفور، وظل تحت الرعاية النفسية المؤسسية حتى عام 2016، بعد 12 عاما من وفاة ريغان.
جيرالد فورد
حاولت امرأتان مختلفتان قتل الرئيس الأمريكي جيرالد فورد في محاولتين منفصلتين بفارق 17 يوما فقط.
وهما المرأتان الوحيدتان اللتان حاولتا قتل رئيس أمريكي على الإطلاق.
كانت المحاولة الأولى من قبل لينيت "سكويكي" فروم، إحدى أتباع زعيم الطائفة تشارلز مانسون، حيث أخرجت مسدسا على فورد في 5 سبتمبر/أيلول 1975، بينما كان يسير في ساكرامنتو بكاليفورنيا.
تم القبض عليها على الفور من قبل عملاء الخدمة السرية ولم ينطلق المسدس، وأُطلق سراحها عام 2009.
كانت المحاولة الثانية لاغتيال فورد من قبل سارة جين مور خارج فندق في سان فرانسيسكو في 22 سبتمبر.
حاولت مور أيضا إطلاق النار على فورد وقالت إنها تريد أن يؤدي الاغتيال إلى إشعال ثورة عنيفة في الولايات المتحدة. لكنها أخطأت، وقاطع أحد المارة محاولتها الثانية.
قضت مور معظم حياتها في السجن، وعند إطلاق سراحها بعد 32 عاما، في سن 77، قالت إن "آراءها السياسية المتطرفة أعمتها".
روبرت كينيدي
أثناء حملته الانتخابية للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لمنصب الرئيس، أطلق سرحان سرحان النار على روبرت كينيدي ثلاث مرات في فندق أمباسادور في لوس أنجلوس بكاليفورنيا، في 5 يونيو/حزيران، وتوفي في اليوم التالي.
تمكن عدة أشخاص من السيطرة على سرحان في قاعة الفندق حيث وقع إطلاق النار. كما أصيب خمسة أشخاص آخرين بالرصاص في الحدث، لكنهم جميعا تعافوا.
كان للاغتيال تأثير كبير على السباق الرئاسي لعام 1968، وحدث بعد شهرين فقط من مقتل زعيم الحقوق المدنية مارتن لوثر كينج الابن، الأمر الذي فاقم الاضطرابات السياسية في أواخر الستينيات.
قال سرحان، وهو فلسطيني، إن الصراع في الشرق الأوسط دفعه إلى إطلاق النار على روبرت كينيدي، وخاصة بسبب دعم الأخير لإسرائيل ووعده الانتخابي بإرسال 50 طائرة مقاتلة إلى تل أبيب إذا انتُخب رئيسا.
أدين سرحان في 17 أبريل/نيسان 1969، وحُكم عليه بالإعدام، ثم خُفِّض الحكم لاحقا إلى السجن مدى الحياة.
جون كينيدي
في 22 نوفمبر/تشرين الثاني 1963، أطلق، لي هارفي أوزوالد، النار، وقتل الرئيس كينيدي في دالاس، في عملية اغتيال لا تزال تثير نقاشات بشأن ما إذا كان المنفذ قد تصرف بمفرده أم كان جزءا من عملية أوسع.
وازدادت التكهنات والنظريات تعقيدا بعد أن قُتل أوزوالد على يد جاك روبي، صاحب ملهى ليلي، بعد يومين فقط من اغتيال كينيدي.
ثيودور روزفلت
كان روزفلت في خضم حملته الانتخابية للعودة إلى البيت الأبيض كرئيس، عندما تعرض لمحاولة اغتيال أثناء إلقائه خطابا في ميلووكي بتاريخ 14 أكتوبر/تشرين الأول 1912.
وبفضل نص خطابه السميك المكون من 50 صفحة وعلبة نظاراته الموجودة في جيب صدره، نجا روزفلت من الرصاصة التي استقرت في صدره.
ورغم تعافيه من الحادث، خسر روزفلت في نهاية المطاف الانتخابات أمام منافسه وودرو ويلسون.
أما المهاجم، جون شرانك، فقد خضع للتقييم النفسي وتم تشخيصه بالجنون، مما أدى إلى إيداعه في مصحة عقلية حتى وفاته.
ويليام ماكينلي
أُطلق النار على الرئيس ماكينلي في بوفالو بنيويورك، يوم 6 سبتمبر/أيلول 1901، وتوفي لاحقا متأثرا بجراحه، مما قاد نائب الرئيس روزفلت إلى الرئاسة.
تمت إدانة ليون تشولغوش، بالاغتيال قبل إعدامه لاحقا.
جيمس غارفيلد
أُطلق النار على غارفيلد في واشنطن، يوم 2 يوليو/تموز 1881. وتوفي بسبب مضاعفات من الجروح بعد شهرين.
تمت إدانة الكاتب والمحامي تشارلز غيتو بالجريمة وحُكم عليه بالإعدام.
أبراهام لنكولن
في مساء 14 أبريل/نيسان 1865، تعرض الرئيس أبراهام لنكولن للاغتيال أثناء حضوره عرضا مسرحيا في مسرح فورد.
ونفذ الاغتيال جون ويلكس بوث، الممثل المشهور المتعاطف بقوة مع ولايات الجنوب المنفصلة (الكونفدرالية).
وأطلق بوث النار على لنكولن في رأسه عن قرب، مما أدى إلى وفاة الرئيس في صباح اليوم التالي.
عقب الحادث، أطلقت الحكومة الفيدرالية عملية مطاردة واسعة استمرت قرابة أسبوعين، انتهت بمقتل بوث في مواجهة مع القوات الحكومية في ولاية فيرجينيا.