طرد إلهان عمر من لجنة بالنواب الأمريكي.. حصاد "خريف المواقف"
حصاد المواقف يحيل النائبة الديمقراطية الأمريكية إلى "محكمة" مجلس النواب ليصدر الحكم بطردها من لجنة الشؤون الخارجية.
ومساء الخميس، قرر المجلس عزل إلهان من لجنة الشؤون الخارجية، في قرار جاء بعد تصويت نتيجته 218-211، في حين صوت النائب الجمهوري ديفيد جويس من ولاية أوهايو بـ"حاضر"، وهو ما يعني أنه ليس مع أو ضد القرار.
وصوت المجلس الذي يقوده الجمهوريون على قرار يقضي بعزل إلهان، في إجراء يأتي عقب رفض رئيس المجلس كيفين مكارثي احتفاظ النائبين الديمقراطيين إيريك سوالويل وآدم شيف، الرئيس السابق للجنة المخابرات، بمقعديهما.
وتعهد مكارثي بأنه في حال استعاد الجمهوريون أغلبية المجلس فسيجرد شيف وسوالويل وإلهان من مهام اللجان، بحجة أن الديمقراطيين وضعوا معيارا جديدا عندما حصلوا على الأغلبية بإزاحة النواب الجمهوريين.
وسابقا، استبعدت مارغوري تايلور غرين من جورجيا، وبول غوسار من أريزونا، من لجان المجلس بسبب خطاباتهما التي وصفت بـ"المتطرفة".
وردا على القرار، انتقد الديمقراطيون الدفع من أجل عزل إلهان من اللجنة، ورأوا أن الأمر يرقى لمستوى الانتقام السياسي، معتبرين أن النائب الديمقراطية عن مينيسوتا حوسبت على تصريحاتها.
حصاد المواقف
عزل يعني الكثير، فعلاوة على أبعاده التشريعية وأهميته بالنسبة للكونغرس الأمريكي بشكل عام، فإن القرار في حد ذاته يختزل منحى رمزيا يعلن موسم حصاد في خريف المواقف.
فمن الدفاع عن تنظيمات إرهابية من بينها الإخوان والحرس الثوري الإيراني وانتقادها عملية أمريكية استهدفت قادة الإرهاب في العراق أدت لمقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس، تتكشف مواقف إلهان.
ففي عام 2019، قدمت إلهان إلهان اعتذارا عاما بعدما واجهت ردود فعل غاضبة بسبب تغريدات اعتبرها الحزبان معادية للسامية.
ولم يكن ذلك الموقف السلبي الوحيد المسجل برصيد إلهان، بل شكلت على الدوام مثار جدل على خلفية مواقف شابها التطرف والانخراط في أجندات أثارت الكثير من الجدل.
شبهات أكدها التعاطف والتأييد المبالغ فيه أحيانا لإلهان من قبل الإخوان، ما منح خبراء قناعة بأن المرأة المنحدرة من أصول صومالية تحولت إلى أداة ضغط بدوائر صنع القرار الأمريكي لصالح التنظيم الإرهابي والأنظمة الحاضنة له.
وفي الواقع، لم يتأخر قناع إلهان بالسقوط فور فوزها بمقعد في الكونغرس بدعم من التيار الديمقراطي في 2016.
فمع مرور الوقت، أبدت إلهان جرأة أكبر في الإفصاح عن مواقفها المساندة للأيديولوجيات المتطرفة، وحصلت على دعم واضح من الدول الإقليمية المساندة للإرهاب، حتى باتت ذراعا لها بمركز صنع القرار الأمريكي.
وأثقلت سجلها بمواقف معادية لدول حملت مشعل محاربة التطرف والإرهاب، وانغمست في خدمة أجندة إخوانية أغرقتها في متاهة الانتقادات، فطوقتها.
لكنها في كل مرة كانت تستنجد بكتائب الإخوان تعاضدها عبر مواقع التواصل وتدافع عنها باستماتة، عبر قلب الحقائق وتمجيدها ونفخها وتلميعها.
لكن تلك الهبات الإخوانية المتواترة بشكل مبالغ فيه هي ما كشف أجندة إلهان، ووضعها تحت مجهر الشعوب سواء في أمريكا أو في العالم بأسره، قبل أن ترتد عليها خيوط المؤامرة لتحيك حولها خناقا سرعان ما انتهى بعزلها من لجنة برلمانية.
وفي هذا السياق، قال الباحث في مركز لندن لأبحاث السياسة "بن وينغارتن" في مقال نشره موقع "ذا فيديراليست" الأمريكي قبل عامين، إن ميل إلهان لاستفزاز ملايين الأمريكيين بكلمات بغيضة أخفى عناصر عن ارتباطاتها وأيديولوجيتها وخلفيتها المثيرة للقلق.
وأشار الكاتب إلى أن إلهان ترأست مناسبة استضافتها الإغاثة الإسلامية في الولايات المتحدة، التي يعتبر رئيسها أحد أبرز ممثلي الإخوان في البلاد.
كما ضغطت إلهان في 2019 علناً على الإدارة الأمريكية عبر موقع "تويتر" للدفع باتجاه الإفراج عن امرأة مرتبطة بالإخوان من السجون المصرية.
لم يقف الأمر عند هذا الحد، فقد ذكر موقع "إن إي كيه نت" الأمريكي منذ فترة أن منظمة على صلة بجماعة الإخوان حثت أتباعها في الولايات المتحدة على دعم النائبة إلهان خلال الانتخابات.
وأوضح أن منظمة تسمى "الجمعية الأمريكية المسلمة" أسسها أعضاء من تنظيم الإخوان الدولي، بعثت رسالة إلكترونية إلى أتباعها وأعضائها تطلب منهم دعم إلهان.
الموقع نفسه أشار إلى أن هيئة الإذاعة الوطنية الأمريكية قالت في أحد تقاريرها إن الجمعية الأمريكية المسلمة تعترف صراحة بنشأتها على يد متطرفين.
من هي إلهان عمر؟
في الحادية عشرة من عمرها وصلت إلهان إلى الولايات المتحدة بصحبة عائلتها، بعد أن أمضت 4 سنوات في مخيم للاجئين في كينيا لجأت إليه أسرتها، هربا من الحرب في الصومال.
إلهان البالغة من العمر 40 عاما بدأت تُحقق شهرة سياسية في الداخل الأمريكي منذ عام 2016، بعد انتخابها عضوة في مجلس النواب عن ولاية مينيسوتا ممثلة للحزب الديمقراطي، حيث تسلمت الراية من عضو الكونغرس المسلم كيث إيليسون، الذي قرر عدم خوض السباق آنذاك.
وتخرجت إلهان في كلية العلوم السياسية والدراسات الدولية في جامعة "نورث داكوتا" الأمريكية عام 2011، وقبلها كانت تعمل كمعلمة تغذية في جامعة مينيسوتا من عام 2006 إلى 2009.