طائرة الخيار الأخير.. غيوم النووي تنذر بـ"يوم القيامة"
مركز قيادة عسكري شامل محمول جوا شبيه بحصن منيع ضد الهجمات النووية والنيازك والشهب يتحرك هذه المرة مدفوعا بغيوم نووية تنذر بتصعيد خطير.
"يوم القيامة"؛ طائرة باسم لافت تسجل دخولها على خط الحرب الروسية الأوكرانية، محملة بتوقعات مخيفة لتطورات يحركها مؤشر شؤم ينذر بتصعيد جديد يقود لحرب نووية أو عالمية ثالثة.
فمع احتدام الخلافات بين موسكو والغرب عقب اجتياح أوكرانيا، عادت الطائرة -الأمريكية منها بالأساس- إلى الواجهة، وسط توقعات بأن تصبح مقر قيادة لإدارة المعركة في حالة نشوب حرب نووية.
حرب نووية؟
لم يعد الطرح مجرد تكهنات بعيدة عن أرض الواقع، بل باتت تطورات الحرب الروسية الأوكرانية، وتواتر المواقف الغربية الرافضة، تدفع بقوة نحو سيناريو مخيف يهدد البشرية بأسرها.
ففي مثل هذا الحال، لن ينجو من حرب مماثلة سوى من جعلته الظروف قادرا على حجز مقعده في طائرة "يوم القيامة"، وهذا الأمر يظل حكرا على الرؤساء ومن يريدون إنقاذه.
ومثل هذه الطائرات مملوكة حصرا للولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، وتحركها يبعث برسائل خطيرة، لأن طائرة مماثلة لا تبرز بالواجهة إلا في حالات الإنذار القصوى وتحديدا حين يتعلق الأمر بتهديد نووي أو نيزك أو شهاب، أي في حالات الخطر القصوى.
والدليل على ذلك، أنه غداة إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في 27 فبراير/ شباط الماضي، وضع القدرات النووية لبلاده في حالة تأهب قصوى، أجرت طائرة "يوم القيامة" الأمريكية، مهمة تدريبية قصيرة فوق نبراسكا، وفق تقرير نشره حينها موقع "لايف سينس".
وأقلعت الطائرة من قاعدة نبراسكا وحلقت لـ4 ساعات مصحوبة بطائرات إنذار مبكر، في تحرك رأى محللون أنه يبعث برسائل تحذيرية لموسكو.
"يوم القيامة"
طائرة من طراز خاص تمثل مخبأ ضخما يحلق في السماء لحماية رؤساء الدول ومن يريدون من خطر كبير على الأرض، وتعتبر مركز قيادة عسكري شامل محمول جوا، وحصنا منيعا ضد الهجمات النووية والنيازك والشهب.
من ميزاتها الخارقة أنه يمكنها التحليق لـ7 أيام متواصلة، ويصفها مراقبون بأنها "الخيار الأخير" للرؤساء للبقاء على قيد الحياة، ما يجعل تحليقها -ولو لغايات تدريبية- ينذر بتصعيد خطير ويحمله الخبراء على أنه نذير شؤم.
هي في الأصل "بوينغ 747"، لكن تم تطويرها لتصبح قادرة على إدارة شؤون العمليات النووية من الجو في حال وقوع هجوم نووي، بميزات أمان لا مثيل لها في أي طائرة أخرى.
تعد جزءا من أسطول طائرات المراقبة الليلية التي يحتفظ بها الجيش الأمريكي منذ سبعينيات القرن الماضي، ومن ميزاتها أيضا أنها لا تخضع لنظام رقمي قابل للخلل، بل لا تزال تستخدم معدات تحكم غير رقمية، لتتمكن من العمل حتى في حال تعرضها لنبض كهرومغناطيسي ناجم عن انفجار نووي.
ولا تمتلك هذه الطائرة أي نوافذ عند منطقة الركاب، كما أنها مزودة بدرع حماية خاص ضد أي تأثيرات حرارية قد تنتج عن الحرب النووية، وقادرة على الاتصال بالأقمار الصناعية والسفن والغواصات والطائرات من أي مكان في العالم.
وعلاوة على ما تقدم، للطائرة مزايا عسكرية أخرى عديدة لكنها تظل سرية للاحتفاظ بميزاتها التي تجعل منها "بوليصة التأمين الأمريكية"، على حد وصف أحد القادة العسكريين الأمريكيين.
فهل تسرع الحرب الأوكرانية الروسية وغيوم النووي بـ"يوم القيامة"؟