المبادرة الأمريكية في السودان.. خبراء يرصدون فرص النجاح والفشل
أكمل الوفد الأمريكي لقاءاته مع أطراف الأزمة السودانية، بغية الوصول لحل ناجع، بعد أن وصلت العملية السياسية لطريق مسدود.
وشملت اللقاءات الأطراف السودانية سواء المجلس العسكري أو تحالف الحرية والتغيير والقوى الثورية، بجانب حركات الكفاح المسلح التي رحبت بالمبادرة، إلا أن الواقع لم يتغير في شيء.
وعلى الرغم من انسداد الأفق السياسي إلا أن مراقبين تفاءلوا بالمبادرة الأمريكية التي سوف تحدث اختراقا في الأزمة، وقالوا إنها وجدت قبولا من كافة الأطراف، ومن المنتظر أن تأتي بنتائج إيجابية في مقبل الأيام القادمة.
دعم الاستقرار
وقال عضو مجلس السيادة السوداني الدكتور الهادي إدريس في تصريح لـ"العين الإخبارية"، إن لقاءه مع الوفد الأمريكي تطرق إلى المبادرة الأممية والجهود المبذولة لدعم واستقرار السودان والتحول الديمقراطي.
وأضاف إدريس أن الوفد الأمريكي أكد دعم بلاده للمبادرة للخروج من الأزمة الحالية، لافتا إلى أن اللقاء اتسم بالجدية والوضوح، كما تناول اتفاق سلام جوبا والأحداث الأخيرة في الفاشر بولاية شمال دارفور.
ودعا الوفد إلى دعم عملية السلام من أجل تحقيق الديمقراطية والاستقرار.
وأكد رئيس الجبهة الثورية للوفد أنهم يعملون على تكوين قوة مشتركة لحفظ الأمن والاستقرار في دارفور، مشيرا إلى أن الوفد أكد حرص بلاده على مساعدة السودانيين للخروج من الأزمة الحالية عبر تقريب وجهات النظر بين الفرقاء.
استيعاب الدرس
واعتبر المحلل السياسي السوداني عطاف محمد مختار رؤية واشنطن تعتمد على مدى استيعابهم للدرس السابق بالدفع بعودة رئيس الوزراء السوداني السابق عبدالله حمدوك وتوقيعه اتفاقا مع رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان بمعزل عن الشارع والقوى السياسية التي جاءت به.
وأضاف عطاف لـ"العين الإخبارية" أن الشارع السوداني رفض هذا الأمر جملة وتفصيلا، مضيفا أن الولايات المتحدة تعتقد أن عودة حمدوك ستنهي المشكلة وتعود الأمور إلى نصابها.
ويرى المحلل السياسي السوداني أن أي رؤية دولية مهما كانت لن تمضي إلى الأمام، وستبنى بالفشل ما لم تأخذ في عين الاعتبار ماذا يريد الشارع.
وأشار إلى أن الشارع بات رافضا لأحداث 25 أكتوبر الماضي والمطالبة بتغيير الواقع الحالي.
تغيير الواقع
وأشار إلى أن "لقاءات الوفد الأمريكي مع السياسيين وأسر الشهداء تتحدث عن الوحدة في ثوابت تحقق الحد الأدنى في توافق سياسي من ثم يروا كيفية دعم انتقال ديمقراطي في السودان".
وتابع أن الوفد الأمريكي يدعم المبادرة الأممية، وأن وحدة القوى الثورية وتوقيعها على الميثاق السياسي سيغير الكثير من الواقع.
بدوره أوضح الخبير السياسي الرشيد محمد علي أن السودان يعتبر محل اهتمام متعاظم للإدارة الأمريكية التي قامت بتبديل المبعوث للسودان وللقرن الأفريقي.
وقال الرشيد لـ"العين الإخبارية" إن الزيارة تهدف لإنهاء التوتر وحالة الاستقطاب الشديد في الساحة السياسية السودانية، وإنهاء كذلك حالة اللادولة بالنسبة للسودان، بجانب الإدارة الأمريكية تسعى لتجنب الوصول للفوضى الأمنية، فضلاً على الأخذ في الاعتبار مصالح دول الإقليم أو المحورية للولايات المتحدة الأمريكية أو دول التركيز الإقليمي.
نزع فتيل الأزمة
وأشار إلى أن المصالح تتقاطع مع رؤية أمريكا المرتبطة بتأمين الوضع الداخلي بالسودان، وهو ما يتطلب العمل السياسي في 4 اتجاهات: أولهما قوى الثورة الحية (لجان المقاومة)، ثاني هذه الاتجاهات قوى الحرية والتغيير، ومن ثم الاتجاه الثالث حركات الكفاح المسلح، وأخيراً الجانب العسكري.
وقال الرشيد كذلك "ينصب في حالة الاستقرار السياسي المتمثل في تكوين حكومة كفاءات وطنية غير حزبية، بالإضافة إلى التعامل الآمن مع المصالح الأمريكية، مضيفاً الجهود الأمريكية بهذا المستوى يمكن أن تحدث اختراقا وتنزع فتيل الأزمة السودانية".
وكان الجانبان الأمريكي والسوداني اتفقا الخميس الماضي على تشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة، يقودها رئيس وزراء مدني لاستكمال مهام الفترة الانتقالية.
ويعيش السودان أزمة سياسية طاحنة، إذ يواصل نشطاء معارضون حراكا احتجاجيا منذ الإجراءات التي اتخذها قائد الجيش الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتي قضت بحل مجلسي السيادة والوزراء وإعلان حالة الطوارئ في البلاد.
aXA6IDE4LjIyNy43Mi4yNCA= جزيرة ام اند امز