احتفاء بالإنجاز وعين على المستقبل.. عام على الاتفاقيات الإبراهيمية
في أجواء احتفالية بطعم السلام، أحيت أمريكا والإمارات وإسرائيل والبحرين والمغرب، الجمعة، ذكرى الاتفاقيات الإبراهيمية.
وفي هذا الإطار، أكد الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، أن الاتفاقيات الإبراهيمية تسمح بدفع عملية السلام باتجاه حل الدولتين.
جاء ذلك خلال اجتماع افتراضي بين ممثلي الإمارات والبحرين والمغرب والولايات المتحدة وإسرائيل للاحتفال بمناسبة مرور عام على توقيع الاتفاقيات الإبراهيمية، اليوم الجمعة.
وقال المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات إن الذكرى الأولى للتوقيع على الاتفاقيات الإبراهيمية تستحق الاحتفاء بها، ونأمل في أن نعزز علاقاتنا بما فيه مستقبل أكثر ازدهارا للمنطقة.
وأضاف أن الولايات المتحدة تلعب الدور الأفضل في جمع الأصدقاء وبناء الشراكات، وحققنا الكثير من الأمور الإيجابية بعد توقيع اتفاقيات السلام مع إسرائيل، خاصة أن الاتفاقيات الإبراهيمية تسمح لنا بدفع عملية السلام باتجاه حل الدولتين.
وتابع، أن اتفاقيات السلام مع إسرائيل خلقت فرصا كبيرة في التعاون الاقتصادي والاستشارات السياسية، والدول يمكنها أن تجني الكثير من الثمار بفعل سلك سبل التعاون.
نمو رغم التحديات
وأعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن الولايات المتحدة ستساعد في تنمية علاقات إسرائيل مع الدول العربية.
وأشار، في كلمته بالاجتماع الافتراضي، إلى أن الولايات المتحدة ستساعد في تعزيز علاقات إسرائيل المتنامية مع البحرين والمغرب والإمارات العربية المتحدة وكذلك السودان وكوسوفو، بينما تشجع الدول الأخرى على إقامة علاقات مع إسرائيل.
وقال بلينكن "في 15 سبتمبر/أيلول 2020، وقع قادة من الإمارات والبحرين وإسرائيل، اتفاقيات إبراهيم، وبعد عدة أشهر وقعت المغرب وإسرائيل اتفاقية إقامة علاقات دبلوماسية"، مضيفا "واليوم بعد عام من التوقيع على اتفاقيات إبراهيم فإن المنافع تنمو فنرى تعزز العلاقات الدبلوماسية ".
وأضاف: "تم افتتاح أول سفارة إسرائيلية في أبوظبي وأول سفارة إماراتية في تل أبيب، وهذا الشهر قامت إسرائيل بتسمية أول سفير لها بالبحرين، وفي وقت سابق هذا الأسبوع قدم أول سفير بحريني بإسرائيل أوراق اعتماده"، متابعا "وقام وزير الخارجية الإسرائيلي بزيارة المغرب وافتتح البلدان مكاتب ارتباط سيتم ترقيتها قريبا إلى سفارات".
وتابع بلينكن: "نرى نموا في علاقات الشعوب رغم التحديات التي يفرضها كوفيد-19، وهناك خطوط طيران مباشرة بين إسرائيل والمغرب والبحرين والإمارات".
وأشار وزير الخارجية الأمريكي إلى أن عشرات الآلاف من الإسرائيليين زاروا الإمارات العربية المتحدة في الأشهر الأولى من التوقيع على الاتفاقيات الإبراهيمية.
وقال: "نرى فرصا اقتصادية جديدة وابتكارات وتعاونا، فالإمارات تستثمر في قطاعات استراتيجية في إسرائيل بما فيها الطاقة والصحة والتكنولوجيا، وتعمل شركات خاصة من البلدين في مشاريع".
السلام مع الفلسطينيين
وزير الخارجية الأمريكي ذكر أيضا "نحن نبني على هذه العلاقات لتحسين حياة الفلسطينيين، والتقدم نحو دفع السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين".
ومضى قائلا: "يستحق الإسرائيليون والفلسطينيون تدابير متساوية من الحرية والأمن والفرص والكرامة"، مضيفا أن "الولايات المتحدة ستعمل على تعميق علاقة إسرائيل طويلة الأمد مع مصر والأردن".
وبدوره، أشار وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة في الاجتماع إلى أن إقامة العلاقات مع إسرائيل "هو بحق أحداث تاريخية تخلق أملا جديدا وتفتح الطريق نحو فرص غير مسبوقة".
وقال: "أؤكد التقدير المغربي العالي لدور الولايات المتحدة الأمريكية في هذه العملية، والاتفاقيات هي تعبير عن نوايا حسنة".
ولفت الوزير المغربي إلى أن العديد من الأنشطة التي تمت بالفعل بين البلدين، بما فيها زيارات وزارية واتفاقيات ثنائية وافتتاح مكاتب ارتباط واتصالات بين رجال أعمال من البلدين وتسيير الرحلات المباشرة.
بوريطة قال أيضا: "نتوقع أن يقوم مليون سائح إسرائيلي بزيارة المغرب".
وشدد على "أهمية إعادة إطلاق عملية السلام"، مضيفا "يعتقد المغرب أنه لا بديل لحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود يونيو/حزيران 1967، والحفاظ على وضع القدس كتراث للبشرية ورمز التعايش السلمي بين أتباع الأديان الثلاثة".
وأشار بوريطة إلى أن "هناك حاجة لنظام إقليمي جديد تكون إسرائيل شريكا فيه"، متابعا "لا يجب النظر إلى هذا النظام الإقليمي على أنه معاد لأحد، وعلى العكس فهو لفائدتنا جميعا ويوفر الفرص لتحقيق الاستقرار والتنمية للجميع".
زيارة تاريخية للبحرين
من جهته، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد خلال الاجتماع أنه سيزور البحرين نهاية الشهر الجاري كأول وزير خارجية إسرائيلي يقوم بهذه الزيارة.
وقال: "اتفاقيات إبراهيم مفتوحة أمام انضمام المزيد من الدول وأحد أهدافنا هو انضمام المزيد من الدول إلينا من أجل منطقة جديدة من التعاون والصداقة".
وأضاف: "في نهاية الشهر الجاري، سأزور البحرين للمرة الأولى كوزير إسرائيلي".
وتابع لابيد "منذ التوقيع على اتفاقيات إبراهيم تم تعيين سفراء وتم افتتاح سفارات وأطلقنا رحلات جوية مباشرة وهناك زيارات متبادلة، ووقعنا عشرات الاتفاقيات"، مضيفا "هناك المزيد من الاتفاقيات التي سيتم توقيعها وهناك 650 مليون دولار من التجارة المباشرة وعشرات الملايين الأخرى في اتفاقيات أخرى".
وأضاف "هناك تعاون أكاديمي مع الإمارات والبحرين والمغرب وسنعمل في السنوات القادمة على مشاريع استراتيجية في مجالات البنية التحتية خاصة المياه والطاقة والأمن والغذاء والربط، وكل هذا سيتم على المستوى الإقليمي".
وأعلن لابيد عن اتصالات ما بين الأطراف حول مشاريع كبيرة في المنطقة، وقال: "قبل أيام أطلقت مشروعي "الاقتصاد مقابل الأمن" في غزة وذلك في محاولة لإحداث الاستقرار بالجانب الفلسطيني وأنا أدعوكم جميعا للانضمام إلى هذه المبادرة التي ستساعد في تحسين الاقتصاد الفلسطيني والمساعدة في استقرار المنطقة بأكملها".
"علاقات كاملة"
بدوره، قال وزير الخارجية البحريني عبداللطيف الزياني: "علينا النظر في كيفية البناء على هذه الاتفاقيات التاريخية من أجل تقدم السلام والفرص والازدهار لمنطقة الشرق الأوسط بأكملها".
وأضاف: "لقد أظهر العام الماضي بوضوح أنه على الرغم من التحديات فإن التغيير ممكن لمنطقتنا، ويمكن أن يكون هناك مسار نحو الأمن والتعاون لنا جميعا".
وتابع: "ونحن نرى ثمار تعاوننا من خلال الاتفاقيات والمشاريع المشتركة بين الدول، وفي البحرين نحن تقدمنا بسرعة في بناء علاقاتنا مع إسرائيل".
وأضاف الوزير البحريني "إنني سعيد لأن أول سفير لنا في تل أبيب قدم هذا الأسبوع أوراق اعتماده إلى الرئيس إسحاق هرتسوغ، وهي خطوة أولى لعلاقات كاملة".
وقال: "بالنظر إلى المستقبل، علينا أن نتأكد من أن العام الماضي لم يكن سوى بداية هذه العملية واغتنام هذه الفرصة للتعاون ما بين الدول".
وأضاف: "علينا حل القضايا التي تؤثر على المنطقة وبشكل خاص أهمية حل عادل وشامل للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي".
وفي 15 سبتمبر/أيلول 2020، استيقظ العالم على حديقة غنّاء في البيت الأبيض أينعت بتوقيع اتفاق سلام شكّل لحظة تاريخية فارقة.
سلام إماراتي إسرائيلي أُعلن عنه في الثالث عشر من أغسطس/آب 2020، قبل التوقيع عليه بالبيت الأبيض في 15 سبتمبر/أيلول من العام نفسه، وسط حضور دولي لافت.
ومنذ توقيع الاتفاق الإبراهيمي مرّ قطار السلام بمحطات مهمة، وحقق إنجازات قياسية في فترة قصيرة.
محطات وإنجازات تتوج جهودا متسارعة لتطبيق معاهدة السلام التاريخية على أرض الواقع، وتعكس رغبة صادقة في أن يسهم التعاون بين الجانبين في النهوض بالمنطقة وتوثيق العلاقات بين الشعوب.
وبقرارها الشجاع والتاريخي نجحت الإمارات في وقف ضم إسرائيل لأراض فلسطينية، بما يعني إنقاذ 30% من الأراضي الفلسطينية وأكثر من 100 ألف فلسطيني كانوا معرضين للطرد، وإنهاء 6 سنوات من الجمود، وإبقاء الأمل في إقامة دولة فلسطينية.
أيضا فتحت الإمارات الباب أمام العرب لتوسيع آفاق الاستقرار، حيث انضمت البحرين والسودان والمغرب لقطار السلام، مؤكدين صواب الرؤية الإماراتية في إمكانية نجاح لغة الحوار لتحقيق ما لم تحققه عقود الجفاء والمقاطعة.
aXA6IDE4LjExNi4yMy41OSA= جزيرة ام اند امز