لماذا تعتلي أمريكا عرش كرة القدم النسائية؟
أمر ملفت للنظر أن تمتلك أمريكا منتخبا يصنف بين الأفضل في كرة القدم النسائية، عكس المنتخب الرجالي.
ويشهد التاريخ الرياضي الأمريكي تألقا لافتا للاعبات الأمريكيات في كرة القدم، على الرغم من أن منتخب الرجال والمحترفين الأمريكيين ليسوا على نفس القدر من النجاح والشهرة.
"العين الرياضية" تلقي الضوء في السطور التالية على عدة عوامل ساهمت في اعتلاء أمريكا عرش كرة القدم النسائية، رغم اختلاف الحال بالنسبة للرجال.
سبب قانوني
حظر قانون الحقوق المدنية الفيدرالي في أمريكا في تعديله التاسع عام 1972 أن تقوم أي مؤسسة تعليمية تتلقى تمويلا حكوميا، بالتمييز بين الجنسين في جميع المجالات، بما فيها الأنشطة الرياضية، ليفتح الباب أمام فتيات المدارس والجامعات للحضور بقوة في برامج كرة القدم النسائية.
وتسبب هذا التعديل في زيادة عدد الفتيات الممارسات للنشاطات الرياضية إلى مئات الآلاف سنويا في مختلف المراحل التعليمية.
كذلك فإن الطالبات المتفوقات رياضيا تتزايد فرصهن في الفوز بمنح دراسية للالتحاق بالتعليم الجامعي باهظ الثمن.
وفي ظل صعوبة ممارسة الفتيات لكرة القدم الأمريكية، التي تشتهر بالعنف وتحتاج لمجهود بدني وقوة جسمانية كبيرة، تتجه الطالبات الأمريكيات لممارسة رياضات أقل عنفا، منها كرة الطائرة وكرة القدم.
مونديال 1991
أقمت بطولة كأس العالم لكرة القدم النسائية في الصين عام 1991، وحقق المنتخب الأمريكي لقبها بعد مسيرة مظفرة انتصر فيها بكافة مبارياته، وحقق نتائج كبيرة مثل الفوز على البرازيل 5-0 في دور المجموعات، وعلى الصين تايبيه 7-0 في ربع النهائي، وعلى ألمانيا 5-2 في نصف النهائي.
الإنجاز الأمريكي لفت أنظار الفتيات في الولايات المتحدة، وأصبحت لاعبات الفريق الفائز بالمونديال بمثابة رموز ونجمات للمجتمع مثل الممثلات والمطربات، وأصبح الانضمام إلى منتخب كرة القدم واحدا من الأحلام البارزة للمراهقات الأمريكيات.
وزادت شعبية كرة القدم بين الفتيات الأمريكيات بعدما استضافت الولايات المتحدة نسختي 1999 و2003 من المونديال، وخاصة أن "بنات العم سام" حققن اللقب في البطولتين.
أمريكا تتقدم بخطوة
أحد أبرز عناصر تفوق أمريكا في كرة القدم للسيدات، هو تأخر أغلب الدول حول العالم في تنمية الكرة النسائية، فضلا عن حظرها في بعض الدول، منها البرازيل، القوة العظمى في كرة القدم للرجال.
بطبيعة الحال فإن أمريكا هي أكثر دولة في العالم تمتلك لاعبات كرة قدم محترفات، كذلك فإن العدد الأكبر من النجمات البارزات في الوقت الحالي أمريكيات، مثل أليكس مورجان وروز لافيل وميجان رابينو قائدة المنتخب الأمريكي.
وكما يتجه اللاعبون الرجال إلى الأندية الأوروبية باعتبارها الأفضل في العالم، فإن الأندية الأمريكية تلعب هذا الدور في الوقت الحالي بالنسبة للسيدات، خاصة أن عددا كبيرا منها مخصص للفتيات فقط ولا يملك فرقا للرجال.
تفوق كاسح
الجدير بالذكر أن نسب مشاهدة مباريات المنتخب الأمريكي للسيدات تتفوق أحيانا على نظيره الرجالي، وخاصة في بطولات كأس العالم، التي تهيمن عليها الولايات المتحدة.
المنتخب الأمريكي للسيدات لم يغب عن أي نسخة من النسخ الـ8 لكأس العالم، وفاز باللقب 4 مرات، فيما حل وصيفا مرة واحدة، وحصل على المركز الثالث 3 مرات.
وعلى مستوى الألعاب الأولمبية شارك منتخب أمريكا للسيدات في المرات الـ7 التي أقيمت فيها منافسة كرة القدم النسائية، وفاز بالميدالية الذهبية 4 مرات، والفضية مرة واحدة.
كذلك فإن المنتخب الأمريكي النسائي يهيمن على بطولة "الكأس الذهبية" التي ينظمها اتحاد أمريكا الشمالية والوسطى، حيث فاز باللقب في 8 مرات من الـ10 التي أقيمت فيها البطولة، بينما حصل على المركز الثالث مرة واحدة، وغاب عن نسخة وحيدة.
aXA6IDMuMTM4LjExOC4xOTQg جزيرة ام اند امز