مؤتمر المرافق العالمي.. مساهمة الطاقة النووية "محورية" لمناخ مستدام
سلطت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية الضوء على الدور المحوري للطاقة النووية في ضمان أمن الطاقة المستدام.
وأيضًا دورها في المساهمة المتواصلة والمتزايدة لمحطات براكة للطاقة النووية في الجهود الرامية لمواجهة التغير المناخي، وتحقيق أهداف المبادرة الاستراتيجية لدولة الإمارات الخاصة بالوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050.
وجاء ذلك خلال مؤتمر المرافق العالمي، الذي يعقد في أبوظبي في الفترة من 8 إلى 10 مايو/أيار 2023، ويركز على القضايا المتعلقة بقطاع الطاقة النووية العالمي على أعتاب مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ COP28، الذي يجمع قادة قطاع الطاقة وصناع السياسات والمبتكرين والمتخصصين في هذا القطاع من كافة المرافق والجهات المعنية بالطاقة والمياه، حيث تعمل المرافق في جميع أنحاء العالم على تقديم خدمات آمنة ومستدامة وبأسعار معقولة.
وعقد مؤتمر المرافق العالمية لهذا العام لمناقشة موضوع رئيسي حمل عنوان "تمكين مستقبل آمن ومستدام للمرافق"، حيث تناولت النقاشات الاتجاهات والتقنيات التي تؤثر على الطلب على الطاقة والمياه في المستقبل.
محطات براكة للطاقة النووية السلمية.. إنجاز مُلهم
وخلال المؤتمر، عرضت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية أمام قادة المرافق العالمية التأثير الإيجابي الكبير للطاقة النووية والإنجازات الاستثنائية التي تحققت خلال مسيرة تطوير محطات براكة للطاقة النووية السلمية، المشروع الاستراتيجي للبنية التحتية للطاقة في دولة الإمارات، ولا سيما أن المحطات تقود الجهود الخاصة بتسريع خفض البصمة الكربونية لقطاع الطاقة في دولة الإمارات.
وخلال أشهر الشتاء أنتجت محطات براكة ما يصل إلى 48% من الكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية وعلى مدار الساعة في أبوظبي.
وقال محمد إبراهيم الحمادي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية "لا غنى عن خفض البصمة الكربونية لقطاع المرافق على نحو مستدام إذا كان العالم يريد تحقيق الحياد المناخي. ويعد اجتماع الخبراء من جميع أنحاء دولة الإمارات والعالم أمراً أساسياً لإيجاد الحلول الواقعية لتسريع ضمان أمن الطاقة والمياه، حيث اتبعت دولة الإمارات نهجاً استباقياً بإضافة الطاقة النووية لمزيج الطاقة لديها، وهو ما كان له دور كبير في تسريع خفض البصمة الكربونية لقطاع الطاقة".
وأضاف "قدمت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية نموذجاً جديداً للعالم في تطوير الطاقة النووية مع تكريس محطات براكة كمعيار مرجعي عالمي من حيث التأثير والنجاح وإدارة المشروع والتكلفة، ويسرنا أن تكون المؤسسة في مقدمة داعمي منتدى الطاقة النووية لإتاحة المجال للخبراء لمناقشة الدور المحوري للطاقة النووية في تحقيق الحياد المناخي، إلى جانب أحدث منجزات التكنولوجيا ومصادر الطاقة الصديقة للبيئة الأخرى مثل الهيدروجين والأمونيا، وهو ما يحفز الابتكار من أجل نجاح المسيرة العالمية الخاصة بالانتقال لمصادر الطاقة الخالية من الانبعاثات الكربونية".
وألقى الحمادي كلمة خلال حفل افتتاح المؤتمر الذي حضره كبار المسؤولين تتقدمهم الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، الرئيس والمدير التنفيذي للمسرعات المستقلة لتغير المناخ بدولة الإمارات، وسهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية، وعويضة مرشد المرر، رئيس دائرة الطاقة في أبوظبي، وجاسم حسين ثابت، الرئيس التنفيذي للمجموعة والعضو المنتدب في شركة أبوظبي الوطنية للطاقة "طاقة".
وقال الحمادي "يتصدر أمن الطاقة وخفض البصمة الكربونية أولويات الحكومات والمرافق التي تسعى إلى تحقيق أمن الطاقة المستدام، ومع تضاعف الطلب العالمي على الكهرباء بحلول عام 2050 أصبحت الطاقة الوفيرة والموثوقة والصديقة للبيئة ضرورية للتنمية المستدامة والنمو الاقتصادي. ونتيجة لذلك نرى عدداً متزايداً من البلدان التي تتحول إلى الطاقة النووية لتأمين كهرباء الحمل الأساسي الخالية من الانبعاثات الكربونية، وتشمل محفظة الطاقة في دولة الإمارات الطاقة الشمسية والغاز الطبيعي والطاقة النووية وفي المستقبل ستشمل أيضاً تقنيات جديدة أخرى".
وأضاف "على الرغم من الطاقة النووية أصبحت أكبر مصدر للطاقة الصديقة للبيئة في دولة الإمارات والمنطقة عموماً وتساهم في خفض البصمة الكربونية على نحو غير مسبوق في تاريخ دولة الإمارات، فإننا ننتقل الآن إلى الحقبة التالية في مسيرة الطاقة النووية السلمية في دولة الإمارات، وأتطلع إلى تسليط الضوء على قصة نجاح دولة الإمارات فيما يتعلق بتعزيز أمن الطاقة والاستدامة خلال مؤتمر COP28 وإبراز فوائد الطاقة النووية وإمكانياتها اللامحدودة للعالم".
كما ألقى الحمادي الكلمة الترحيبية في منتدى الطاقة النووية، مشدداً على أهمية الطاقة النووية في تحقيق الحياد المناخي وخارطة طريق دولة الإمارات للمستقبل، حيث ركز المنتدى على دور الطاقة النووية في مواجهة التغير المناخي ومستجدات التقنيات الجديدة والناشئة في قطاع الطاقة النووية.
الطاقة النووية ركيزة نحو المستقبل المستدام
وقال الحمادي في هذا الإطار "الإنجازات التي تحققت في محطات براكة جعلت من الطاقة النووية ركيزة لنظام متوازن للطاقة الصديقة للبيئة، وشكلت نموذجاً يحتذى به من قبل قطاع الطاقة العالمي. وفي إطار الرؤية الاستشرافية للقيادة الرشيدة تواصل دولة الإمارات مسيرتها نحو المستقبل واستكشاف الفرص الجديدة، بما يشمل تصدير الطاقة للمنطقة وإنتاج الوقود الخالي من الانبعاثات الكربونية والتقنيات النووية المتقدمة بما في ذلك نماذج المفاعلات المصغرة. وفي الوقت نفسه ستواصل مؤسسة الإمارات للطاقة النووية تعزيز خفض البصمة الكربونية والاستدامة، والبناء على النجاحات التي تحققت في مجالات مثل شهادات الطاقة النظيفة والتمويل الأخضر".
إضافة إلى ذلك، شارك الحمادي في الجلسة النقاشية "تحقيق الحياد المناخي وضمان أمن الطاقة: خطط حل هذا التحدي المزدوج مع الطاقة النووية"، حيث تحدث عن أهمية تضمين الطاقة النووية في مزيج الطاقة للوفاء بالالتزامات الخاصة بالحياد المناخي، مشيراً إلى أن الطاقة النووية هي ثاني أكبر مصدر للطاقة الخالية من الانبعاثات الكربونية في العالم بعد الطاقة المائية.
ويعد البرنامج النووي السلمي الإماراتي ركيزة أساسية لنظام الطاقة البيئي في دولة الإمارات المكون من تقنيات خالية من الانبعاثات الكربونية، مما يضمن استدامة وموثوقية ومرونة شبكة دولة الإمارات لمدة 60 عاماً على الأقل. ووصل الطلب على الغاز لإنتاج الكهرباء حالياً إلى أدنى مستوى له منذ 11 عاماً في أبوظبي بسبب التحول الكبير في مصادر الطاقة في المدينة، حيث توفر المحطات الثلاث في براكة الكهرباء على نحو تجاري وفي كافة أوقات النهار والليل، بينما توشك المحطة الرابعة على الاكتمال، وعند تشغيلها بالكامل ستوفر محطات براكة الأربع ما يصل إلى 25% من احتياجات دولة الإمارات من الكهرباء.
aXA6IDMuMTQ0LjE3LjE4MSA= جزيرة ام اند امز