المقامات الإيغورية.. فن ومقال وهوية (صور)
قطع أغان سريعة بإيقاعات مختلفة تتخذ من الشعر الشعبي وقصص الإلهام الشهيرة تركيبة كلماتها، في سيمفونية استثنائية مرفوقة بأداء راقص.
ولأن لكل مقام مقالا، ولكل شعب مقاماته، فإن هذا الفن حاضر بقوة في الثقافة الشعبية للأويغور في إقليم تشينغيانغ شمال غربي الصين.
ففي ذلك الإقليم الذي يعتبره كثيرون "موطن التنوع الثقافي"، يعكس الشعر والأمثال والسرد الشعبي معركة من نوع آخر يقودها مجتمع يدرك حاجته الماسة لمثل هذه النافذة الثقافية للتحليق عاليا لدحر التطرف.
حرب مجتمعية تلقائية سلاحها تركيبة موسيقية لـ12 من المقامات تعتمد بشكل أساسي على إيقاعات مختلفة تسمى "المشرب"، ومعها لوحات راقصة تستعرض الجانب الآخر في إقليم لم يعرف عنه العالم الكثير باستثناء معاناته مع الإرهاب.
عالم ساحر جابته "العين الإخبارية" في إطار رحلتها لتغطية زيارة وفد المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة إلى الإقليم، لتقف على خصوصية المكان ورمزيته.
وإجمالا، تعد المقامات الاثنا عشرة أروع أعمال المقام الإيغوري بألحانها الرائعة وقصائدها الجميلة ورقصاتها المبهرة، حتى إن متخصصين يصفونها بالروائع الفنية النادرة ويعتبروها رمزا حقيقيا لقومية الإيغور.
ويتكون كل مقام من المقامات الاثني عشر من 3 أجزاء وهي الألحان وإيقاع الآلات، والقصائد الروائية، والرقصات.
لوحات من 20 إلى 30 أغنية وقطعة موسيقية يستغرق عرضها الكامل حوالي ساعتين، بينما يستغرق عرض جميع المقامات أكثر من عشرين ساعة متواصلة، وتعرف باسم "أم الموسيقى الإيغورية" وتلقب "بلؤلؤة الموسيقى الشرقية".
خصوصية وتقاطع
للمقام الإيغوري عدة مميزات أبرزها شموليته الموسيقية التي تمنحه تنوعا من حيث محتواه وأساليب الرقص، وهذا ما توضحه اللوحات الراقصة والأغاني التي ترافقها.
والمقام في الأصل لفظ عربي بمدلول اصطلاحي يعتبر من أساليب الأدب العربي الذي يتضمن قصة قصيرة مسجوعة، لكن لاحقا، تحول إلى اصطلاح موسيقي يمثل 12 سلما أساسيا من الموسيقى العربية الإسلامية، قبل أن تتطور عبر الزمن وتظهر مقامات متباينة الأنماط.
والمقامات الإيغورية عبارة عن مجموعات تقليدية من الألحان التي تجمع بين "لحن الغناء"، و"لحن الرقص"، و"لحن الجواب" وهو لحن سريع غالبا ما يختم اللحن الغنائي (الرقة والعشاق والعذال).
مسار
في ثلاثينيات القرن الماضي كان عدد الفنانين الذين يمكنهم أداء فن المقامات قليلا جدا.
وفي أوائل الخمسينيات قامت الحكومة بشكل عاجل بتسجيل المقامات الـ12 التي غناها الفنان الكبير توردي أخون وغيره من كبار الفنانين في أداء المقامات.
وبعد عام 1978، بدأت حكومة تشينغيانغ بعملية التجميع والحماية والتوارث من جديد للمقامات الإيغورية على نطاق واسع، وأنشأت فرقة فن المقامات في تشينغيانغ عام 1989.
وفي عام 2005 صنفت اليونسكو فن المقامات الإيغورية كتراث ثقافي غير مادي للبشرية.