تطوير لقاح للوقاية من حمى لاسا القاتلة
حقق باحثون من الفرع الطبي بجامعة تكساس الأمريكية نجاحاً باستخدام لقاح جديد طوِّر لمحاربة فيروس لاسا، وهو العامل الممرض الذي يسبب حمى لاسا.
وأُعلِن عن هذا الإنجاز في دراسة نشرتها دورية "سيل ريبورتيز" في 19 يوليو/تموز.
حمى لاسا مميتة للإنسان والرئيسيات غير البشرية مع معدل وفيات يصل إلى 70% في الحالات التي تدخل المستشفى.
ويصاب ما يصل إلى 500 ألف شخص كل عام في غرب أفريقيا بالحمى التي قد تسبب أيضاً آثاراً خطيرة طويلة الأمد لدى الناجين.
ويعاني ما يصل إلى ثلث المصابين من فقدان السمع أو مضاعفات عصبية أخرى.
ويقول الدكتور روبرت كروس، أحد الباحثين الرئيسيين في الدراسة، إن لقاح الحقنة الواحدة أدى إلى حماية بنسبة 100% بين الأشخاص عند تناوله قبل 7 أيام من التعرّض، ويعمل اللقاح أيضًا ضد سلالات مختلفة من الفيروس.
واللقاح سريع المفعول الذي يمكنه أن يمنع المرض هو هدف رئيسي عند التعامل مع تفشي المرض.
العديد من اللقاحات المرشحة للتعامل مع فيروس لاسا قيّد التطوير منذ عام 2005، لكن معظمها يتطلب حقناً متعددة ويمكن أن يستغرق ما يصل إلى 4 أسابيع ليصبح فعالاً، ولا توجد لقاحات مرخصة حالياً للوقاية من الحمى، كما يوضح كروس.
وفي حين أن لاسا متوطنة في غرب أفريقيا، فقد حدثت حالات وافدة في أوروبا والولايات المتحدة نتيجة السفر الجوي التجاري.
ويتم تصنيف لاسا على أنه من العوامل الممرضة ذات الأولوية من الفئة الأولى من قبل العديد من الوكالات الحكومية في الولايات المتحدة، وتم إدراجه مؤخرًا في قائمة مخطط منظمة الصحة العالمية لمسببات الأمراض ذات الأولوية، بالإضافة إلى قائمة تحالف ابتكارات التأهب للأوبئة (CEPI) للأمراض ذات الأولوية.
وفيروس لاسا هو عدوى فيروسية حادة تنشأ وتنتشر من خلال الاتصال بفأر أفريقي شائع، وتظهر الأعراض عادة بعد أسبوع إلى ثلاثة أسابيع من التعرض.
وفي حين أن غالبية الإصابات (80 في المائة) خفيفة أو حتى بدون أعراض، ففي 20 في المائة من الحالات يمكن أن يتطور المرض إلى أعراض أكثر خطورة بما في ذلك النزيف وضيق التنفس الشديد والقيء المتكرر وتورم الوجه وآلام الصدر والظهر والبطن والصدمة.
ويعتبر الإجهاض التلقائي من المضاعفات الخطيرة للعدوى حيث يقدر معدل الوفيات بنسبة 95% بين أجنة الأمهات الحوامل المصابات.
ويقول كروس: "منع هذا اللقاح ظهور علامات المرض العلني وأظهر فعالية ملحوظة في التخلص السريع من الفيروس الذي حال دون تطور مرض خطير أو حتى مميت".
وستنظر الدراسات المستقبلية في فترات أقصر بين التطعيم والتعرض وستختبر المناعة ضد الفيروس على مدى فترات زمنية أطول (تصل إلى عام واحد).