عيد الحب في لبنان "بلا هدايا أو ورود".. الأزمة الاقتصادية تعصف بالعشّاق
يطلّ عيد الحب على اللبنانيين من دون هدايا هذا العام، حاله كحال السنوات الماضية منذ أن عصفت الأزمة الاقتصادية بالبلد، فالتهافت على شراء الهدايا لا سيما الثمنية أصبح من الماضي.
لا دببة ولا باقات ورد وشموع حمراء حيث أصبح سعرها يناهز راتب موظف، فالأهم تأمين لقمة العيش في ظل الوضع الصعب الذي طال الغالبية العظمى من اللبنانيين.
بعد أن اعتاد سعيد المصري شراء هدية لزوجته ليقدمها لها في 14 فبراير/شباط من كل عام، لن يكون بمقدروه هذه السنة ذلك وقال: "من أين آتي بالمال، وأنا موظف راتبي لا يتعدى المئة دولار، لا يكفي بدل إيجار منزل".
وأضاف: "زوجتي تتفهم الأمر، فأولادنا الأربعة أحق بالمبلغ المالي الذي سأدفعه على الكماليات، على أمل أن تكون هذه المرحلة قد شارفت على نهايتها ونعود إلى الوضع الذي كنا عليه قبل الأزمة".
أمام أحد محلات بيع الهدايا في بيروت، وقفت نسرين مرعي تنظر إلى الواجهة، قبل أن تدخل وتبدأ السؤال عن أسعار الهدايا علّها تتمكن من دفع ثمن إحداها.
وبعد أن صُدمت بالأرقام المحددة بالدولار طلبت من البائع أن يدلها على أرخص ما يمكن شراؤه، كانت عبارة عن كوب أحمر في داخله دب صغير، ثمنه 5 دولارات، لم تجد أمامها سوى شراؤه، قائلة: "أجبرنا على تطبيق مقولة الهدية برمزيتها وليس بثمنها، فحتى لو قررت أن اختصر الأمر بسلة من الشوكولاتة ستكلفني أكثر من راتبي، أي وضع وصلنا إليه، ما نعيشه كارثي بالفعل".
وأضافت: "المهم ألا أمرر هذا اليوم من دون التعبير عن حبي لخطيبي، وأني تذكرته رغم كل الظروف الصعبة التي نمر بها، فأنا موظفة في محل لبيع الملابس النسائية، راتبي مليوني ليرة، أي نحو مئة دولار، أساعد منها عائلتي في دفع مصاريف المنزل، في وقت كل شيء في لبنان تضاعف ثمنه عشرات المرات".
وإذا كان التجار يعتبرون هذا العيد من المناسبات المهمة التي تحرّك الدورة الاقتصادية، فإن الأمر اختلف مع بدء الأزمة الاقتصادية، حيث قال زهير الترك مالك المحل: "كما ترون الأسواق التجارية شبه خاوية، لا مظاهر للحب بل للحزن والمآسي".
ولفت إلى أنه لم يستورد بضاعة هذا العام "هي من بقايا السنة الماضية، فلا أزمة الدولار تسمح لنا بذلك ولا الإقبال على الشراء".
في حين قال أديب، مالك محل في منطقة السبيل بالعاصمة اللبنانية" في السابق كنا نغلق المحل في ساعات متأخرة من الليل بسبب كثر ضغط الزبائن، منذ 3 سنوات حتى اليوم أصبحت هذه المناسبة كما غيرها من المناسبات كأي يوم عادي، فحتى في ظل الحرب الأهلية لم نمر بهكذا سوء"، مضيفاً "سعر الدب يبدأ من مئتي الف ليرة أي 10 دولارات إلى ملايين الليرات، فكلها مستوردة من الخارج".
كذلك حال محلات بيع الورود، فبعد أن كانت الوردة الحمراء أساس هذا العيد، يتم إرفقاها مع أي هدية، استغنى معظم اللبنانيين عنها العيد الماضي، وبالتأكيد سيكون الحال كذلك هذا العام.
عن ذلك علّق فادي صاحب محل لبيع الورود في العاصمة اللبنانية "معظم الورود يتم استيرادها من الخارج في فصل الشتاء، لذلك سعرها مرتفع ويختلف حسب من نوع لآخر، من هنا نجد أن من يريد المحافظة على هذه العادة يستبدل الباقة بوردة واحدة".
aXA6IDE4LjIyMi4xMjEuMjQg جزيرة ام اند امز