عيد الحب بالسودان.. "الضائقة" تسلب العشاق فرحتهم
لم يكن عيد الحب في السودان هذه السنة مثل كل الأعوام، بعدما أخفى العشاق مظاهر الاحتفاء بعيدهم، تاركين للأرصفة حنين الألوان الحمراء.
فرحة العشاق المسلوبة تطرح تساؤلات بشأن دوافع غياب مشاهد الفالنتين عن الساحات والطرقات والأماكن العامة في السودان، الذي طالما عُرف أهله بالحب والتودد.
ومع دهشة الكثير، ثمة من يربط امتناع السودانيين عن الاحتفاء بعيد الحب، بالضائقة المعيشية الاستثنائية التي تعيشها بلادهم.
ورغم غياب الألوان الحمراء عن المشهد السوداني بهذا اليوم، فإن بعض العشاق آثروا إقامة "فريضة الحب" على طريقتهم الخاصة بالعالم الافتراضي، بالتعبير عن فرحتهم وسعادتهم عبر صفحاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.
ووضع الكثير من رواد التواصل الإجتماعي، صورهم برفقة محبيهم أيقونة بصفحاتهم، كنوع من الاحتفاء بعيد الحب، بعد أن حالت ظروف الحياة دون إقامة طقوس هذا اليوم في الأماكن العامة.
وبدا المشهد كأنه مرتبا ومتفقا عليه بين جموع السودانيين لمواكبة ذكرى الفلانتين وتشكيل غياب جماعي عن براحات الاحتفال بعيد الحب هذه السنة.
ومع ذلك، ثمة من سلكوا طريقا مغايرا، وارتدوا الأحمر كأضعف الأيمان لإقامة فريضة العشاق في ذكرى الفلانتين، لكنهم دفعوا ثمن شجاعتهم، من التنمر والسخرية من قبل الشارع السوداني.
وتقول عناب الماحي، وهي موظفة بالقطاع الخاص إن "كنا نستطيع الاحتفاء بعيد الحب لما فعلناه هذه السنة، فلا يمكننا أن نتغنى ونرقص ونرتدي الأحمر، في مشهد ملئ بالأزمات".
وأضافت الماحي لـ"العين الإخبارية": "كان لزاما علينا أن نحتفي بعيد الحب بصورة مختلفة عن السابق، فالواجب الأخلاقي يحتم علينا احترام مشاعر من يبحثون عن لقمة العيش في هذا اليوم".
وبحسب عناب، فإنه من غير المعقول أن ترتدي الأحمر وتجوب في الطرقات والساحات العامة في ظل هذا الوضع الاستثنائي، خاصة وأن السواد الأعظم من الناس لا يزال يعتبر إحياء الفلانتين نوعا من الترف.
وأظهر إبراهيم الطاهر، الذي أكمل زفافه قبل نحو شهرين من الآن، نوعا من الحسرة لعدم تمكنه من الاحتفال بعيد الحب مع زوجته هذه السنة، رغم تخطيطها المسبق لهذه المناسبة.
ويروى الطاهر لـ"العين الإخبارية" "لقد كنا الأسعد هذا العام الذي توجنا فيه قصة حبنا مع شريكتي بزفاف استثنائي، كان عامرا بالأهل والصحاب، وكانت رغبتنا الاحتفاء بالفلانتين، لكن حرمتنا هذه الأوضاع".
محمد حسن، أكد لـ"العين الإخبارية" أن جميع أيامه حب وليس في حاجة لعمل طقوس استثنائية في ذكرى الفلانتين السنوية.
ويقول: "كل أيامي مليئة بالحب، فحياتي عامرة بالعشق والمودة لوالدي وإخواني وشريكتي، فلست بحاجة لأنتظر سنة كاملة لأظهر حبي".
وفي نهاية يوم 14 فبراير/شباط حاول بعض المغامرين إحياء عيد الحب في شارع النيل بالخرطوم، ولكن حراكهم الليلي بذات الزخم الذي كان يحدث في السنوات السابقة.
تجدر الإشارة أيضا الى أن السلطات أغلقت دور الترفيه وصالات الأفراح، ومنعت الحفلات الجماهيرية ضمن تدابير كورونا، وهو ما اثر على ذكرى الفلانتين هذه السنة.
aXA6IDMuMTQ1LjkyLjk4IA==
جزيرة ام اند امز