"أيقونة الورد".. طالبة جامعية تنثر السعادة في السودان
وسط أجواء مليئة بالحزن والكآبة، حطت بائعة الورد السودانية مي إسماعيل لتنثر السعادة، وتكسر رتابة المشهد بثقافة جديدة على مجتمع.
خطفت مي، وهي طالبة جامعية في العشرين من العمر، الأضواء وأثارت اهتمام السودانيين بصورة لافتة، بعدما أوجدت موطئ قدم لتجارة الورد في بلدها.
وبشجاعة متناهية، تجوب مي بدراجة هوائية الكورنيش الرئيسي في مدينة بورتسودان على ساحل البحر الأحمر، وتعرض الورد على مرتادي هذه البقعة السياحية، والابتسامة لا تفارق محياها.
ولم يجد اليأس طريقا إلى مي إسماعيل، التي تحدت الصعاب لأجل نشر ثقافة الورد في السودان.
تروى مي لـ"العين الإخبارية" قصة كفاح استمرت لأكثر من عام، لأجل فرض ثقافة الورد في السودان، وكسب رزق يعينها على دراستها الجامعية.
وتقول إنها استغلت فترة إغلاق الجامعات بسبب التدابير الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا المستجد، ولجأت لبيع الورد لمرتادي الكورنيش الرئيسي في بورتسودان.
وكان التعاطي الإيجابي من الجمهور أحد العوامل التي شجعتها على المضي قدما في مهنتها المحببة، إذ لم تتعرض لأي مضايقات كما توقعت في بادي الأمر.
واستطاعت مي إسماعيل أن تصنع جمهورا ومتفاعلين، وخطفت الأضواء للدرجة التي حولتها إلى أيقونة الورد والابتسامة، وكانت جديرة بأن تحظى باحتفاء منقطع النظير.
وتقول مي إسماعيل، "أجد اقبالاً كثيراً من المارة على الورود الطبيعية وأكثرها طلباً هما الجوري والجوزفيلا".
وتضيف "هناك تقدم في الوعي المجتمعي، ولم نتعرض لمضايقات من قبل المارة أو أي نوع من التنمر كما كان يحدث للفتيات سابقاً ما يجبرهن على التراجع عن أفكارهن ومشاريعهن".
تدرس مي، في جامعة البحر الأحمر بمدينة بورتسودان شرقي السودان، بكلية الهندسة الكيميائية، وتعقد العزم على الاستمرار في الدراسة وبيع الورد فهي تستطيع ذلك.
وأثارت مي إسماعيل إعجاب نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي، ما دفعهم إلى الاحتفاء بها وأطلقوا عليها لقب "أيقونة الورد".