فالفيردي يعيد شريط ذكريات برشلونة 17 عاما للخلف
إرنستو فالفيردي مدرب برشلونة المقال يعيد شريط ذكريات النادي الكتالوني 17 عاما للخلف.. تعرف على التفاصيل
واجه إرنستو فالفيردي، مدرب برشلونة الإسباني، مصيره المحتوم، عطفا على كل المؤشرات التي كانت تلوح في الأفق خلال الفترة الأخيرة، بعدما أعلنت إدارة النادي الكتالوني إقالته من منصبه، وتعيين كيكي سيتين خلفا له.
وكان فالفيردي واجه عواصف من الانتقادات خلال فترات كثيرة من وجوده على رأس القيادة الفنية لبرشلونة، كانت تزيد حدتها وتهدأ وفق نتائج الفريق، لكنها ظلت مشتعلة منذ الخروج المخزي من دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي أمام ليفربول الإنجليزي بالريمونتادا الشهيرة.
وجاء الخروج مؤخرا من كأس السوبر الإسباني بالخسارة بالطريقة ذاتها أمام أتلتيكو مدريد 2-3 ليدفع إدارة النادي لاتخاذ قرار لم يحدث في برشلونة منذ نحو 17 عاما، بإقالة مدرب في منتصف الموسم بسبب سوء النتائج.
وكان المدرب الهولندي لويس فان جال هو آخر مدير فني تتم إقالته من تدريب برشلونة في منتصف الموسم، وذلك في يناير 2003، حيث حقق مسيرة كارثية وقتها وصلت بالفريق للمركز الـ16 في جدول ترتيب الدوري الإسباني.
واضطرت إدارة برشلونة إنقاذا للموقف للإطاحة بالمدرب الهولندي وتعيين الصربي رادومير تاديتش خلفا له الذي استمر مؤقتا حتى نهاية الموسم.
بداية العودة
في يونيو/حزيران 2003 قررت إدارة برشلونة تعيين الهولندي فرانك ريكارد مدربا للفريق، وكانت مهمته الأولى هي إعادة بناء البلوجرانا من جديد، وتكوين تشكيلة قوية تعيده لمنصات التتويج التي غاب عنها على كل الأصعدة لأكثر من 4 سنوات.
وبدأ ريكارد بالفعل في تنفيذ المطلوب، حيث قام بالتعاقد مع العديد من النجوم لدعم الفريق، أمثال البرازيلي رونالدينيو والمكسيكي رافائيل ماركيز والكاميروني صامويل إيتو والبرتغالي ديكو وغيرهم، بجانب الأهم وهو الاعتماد على اللاعبين الشباب من أكاديمية لاماسيا.
وكانت حصيلة اعتماده على الشباب في ذلك الوقت خروج لاعبين عدة أصبحوا فيما بعد نواة الفريق الذي سيطر على عرش أوروبا لسنوات عدة، ومن بينهم الحارس الإسباني فيكتور فالديز ومواطنوه كارليس بويول وأندريس إنييستا وتشافي هيرنانديز وغيرهم.
لكن النجم الأهم الذي قدمه ريكارد للبارسا كان الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي، قائد الفريق الحالي، الذي كان المدرب الهولندي أول من منحه الفرصة للظهور ودفع به في المباريات، قبل أن يأتي خلفه الإسباني بيب جوارديولا ويسهم في تطويره واستغلاله بالشكل الأمثل.
ونفذ ريكارد المهمة بنجاح، حيث كون لبرشلونة فريق المستقبل وأعاده لمنصات التتويج، حيث أعاد له لقب الدوري الإسباني في ثاني مواسمه 2004-2005 بعد غياب 9 مواسم، وأعاده أيضا لمقارعة الكبار في دوري أبطال أوروبا، وتوج باللقب في 2006 بعد غياب 14 عاما.
وحصد المدرب الهولندي خلال 5 مواسم 5 بطولات لم تكن أهم ما فعله، لكن الأهم كان الإرث البشري الذي تركه لخلفه جوارديولا الذي استغله الأخير على أكمل وجه، بعدما تسلم المهمة من ريكارد في صيف 2008، بعدما فشل الأخير في حصد أي لقب في آخر موسمين.
فريق الأحلام
جاء جوارديولا ليكمل ما بدأه ريكارد، ووضع لمساته على الفريق بداية من الإطاحة ببعض اللاعبين الذين لم يرَ فيهم القدرة على خدمة مشروعه، أمثال رونالدينيو وإيتو وديكو وغيرهم، وتفعيل دور الشباب الذين كان يشرف عليهم في الفريق الرديف.
وبالفعل كان للمدرب الشاب وقتها ما أراد، ففي نهاية الموسم الأول له على رأس القيادة الفنية لبرشلونة كان يجني حصاد ما زرعه بمعجزة لم يحققها غيره من المدربين على مستوى العالم بالتتويج بالسداسية التاريخية عام 2009 بعدما جمع الألقاب المحلية الثلاثة بجانب دوري الأبطال والسوبر الأوروبي ومونديال الأندية.
وبات برشلونة خلال تلك الفترة ملك أوروبا بل والعالم المتوج، حيث حصد خلال 4 مواسم مع جوارديولا 13 لقبا، أبرزها دوري أبطال أوروبا مرتين ومونديال الأندية مرتين والدوري الإسباني 3 مرات، قبل أن يقرر الرحيل، بعدما اكتفى في آخر مواسمه 2011-2012 بتحقيق لقب واحد هو كأس ملك إسبانيا.
تجارب قصيرة
بعد جوارديولا تم إسناد المهمة إلى مساعده تيتو فيلانوفا لمدة موسمين، استمر لموسم واحد فقط بسبب مرض السرطان الذي أودى بحياته بعدها، وحقق خلال ذلك الموسم لقبا وحيدا هو الدوري الإسباني.
وجاء الأرجنتيني جيراردو مارتينو ليخلف فيلانوفا، لكنه لم يستطع ترك بصمة أو صنع إنجاز خلال موسم واحد أيضا تولى فيه المسؤولية، حيث اكتفى بحصد لقب السوبر الإسباني 2013 فقط الذي كان إحدى ثمار الراحل فيلانوفا في الأساس.
إنريكي المنقذ
في مايو/أيار 2014 تم تعيين الإسباني لويس إنريكي مدربا لبرشلونة خلفا لمارتينو، ليبدأ الأخير في تصحيح الأوضاع من جديد لإعادة الفريق للمنافسة الأوروبية القوية، ودعم البارسا بعدة صفقات أبرزها كان المهاجم الأوروجواياني لويس سواريز.
وكان الموسم الأول لإنريكي أشبه بالموسم الأول لجوارديولا، حيث حقق الفريق خلال عام 2015 خمسة ألقاب وكان قريبا من تحقيق السداسية التاريخية لولا ضياع كأس السوبر الإسباني الذي حصده أتلتيك بيلباو.
وكانت تلك الألقاب الخمسة هي نحو نصف ألقاب إنريكي مع برشلونة، فخلال الموسمين التاليين في ولايته حصد 4 ألقاب أخرى فقط، بواقع الثلاثية المحلية في الموسم التالي، وكأس الملك بطولته المفضلة في الموسم الثالث، ليقرر الرحيل في صيف 2017.
فالفيردي المحلي
وجاء فالفيردي في صيف 2017 حاملا معه أحلام جماهير برشلونة، بعدما كان الفارس الذي حرمهم من تكرار السداسية التاريخية مع إنريكي وخطف منهم كأس السوبر مع فريقه السابق بيلباو باكتساح البارسا برباعية دون رد ذهابا والتعادل إيابا 1-1.
لكن بعد أول موسم لفالفيردي بدا واضحا لجماهير الفريق أنه ليس الشخص المناسب لقيادة البارسا بنجومه الحاليين، وتوظيفهم بالشكل الأمثل، ومعالجة الأخطاء والتعامل بحنكة وخبرة مع المباريات، وذلك بعد الخروج الأوروبي الغريب بالريمونتادا التاريخية الأولى أمام روما التي تكررت في الموسم التالي أمام ليفربول.
وخلال موسمين ونصف قضاهما مع الفريق حصد فالفيردي 4 ألقاب كلها كانت محلية، وهي الدوري الإسباني مرتين، وكأس الملك مرة، بجانب لقب للسوبر الإسباني الذي كان ضياعه هذا الموسم القشة التي أطاحت به من تدريب الفريق بعد الخسارة من أتلتيكو في نصف النهائي 2-3.
aXA6IDE4LjExOS4yMTMuMzYg
جزيرة ام اند امز