شكلت زيارة البابا فرنسيس منعطفا مهما وحدثا تاريخيا غير مسبوق، كونها المرة الأولى التي يزور فيها بابا الكنسية الكاثوليكية الخليج
شكلت زيارة البابا فرنسيس منعطفاً مهماً وحدثاً تاريخياً غير مسبوق، كونها المرة الأولى في التاريخ التي يزور فيها بابا الكنسية الكاثوليكية الخليج، لتعلن الزيارة عن جسر يتجاوز المراحل السابقة كافة إلى مرحلة جديدة من التسامح والوئام.
تحمل الزيارة دلالات عظيمة وإشارات لافتة في ظل كراهية تسعى للنيل من الثقة في الأديان السماوية بشرائعها المتعددة وإلصاق التهم الباطلة بها، بزعم أنها السبب في القتل والإرهاب والدمار، فيما تدعو في الحقيقة إلى التعايش ونشر المحبة بين بني البشر كافة.
لقد شكلت زيارة البابا منعطفاً في حاضر المنطقة ومستقبلها، حيث توج اللقاء بإعلان البابا وشيخ الأزهر توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية، وإطلاق جائزة الأخوة الإنسانية وتشييد كنيسة باسم البابا ومسجد باسم شيخ الأزهر أحمد الطيب، أما إطلاق بيت العائلة الإبراهيمية فهو حدث استثنائي يؤكد التعايش السلمي وضرورة التآخي الإنساني
وسقط في براثن التطرف والكراهية منتمون لجميع الشرائع في العالم، على مر أزمنة وعصور مختلفة ارتفعت حدة التطرف تارة وهدأت تارة أخرى، لتنتج عن ذلك أحداث عصفت بالعالم في حروب طاحنة لم يجن أحد منها أي فائدة، بل جرت الويلات على الأبرياء من الأطفال والنساء والمدنيين العزل وسالت فيها دماء الأبرياء بوحشية.
الأبعاد الدينية للزيارة كثيرة، والعالم اليوم أحوج ما يكون لتآلف جميع الشرائع والمناهج وتسامحها، وجاءت الزيارة في توقيت حاسم في التاريخ المعاصر يُتهم فيه المسلمون بالتطرف والإرهاب، حيث ردّت الزيارة على جانب من هذه التهم الباطلة.
لقد شهدت المنطقة خلال الفترة المنصرمة زيارتين أثرتا في نظرة العالم أجمع إلى المنطقة، كانت أولاهما زيارة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب في عام 2017، ليعلن مع قادة دول إسلامية عن إطلاق المركز العالمي لمكافحة التطرف، ومن ثم جاءت زيارة البابا فرانسيس في 2019 لتثبت للعالم أن المسلمين أهل تسامح بخلاف ما تروجه وسائل إعلام مغرضة.
لقد شكلت زيارة البابا منعطفاً في حاضر المنطقة ومستقبلها، حيث توج اللقاء بإعلان البابا وشيخ الأزهر توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية، وإطلاق جائزة الأخوة الإنسانية، وتشييد كنيسة باسم البابا ومسجد باسم شيخ الأزهر أحمد الطيب، أما إطلاق بيت العائلة الإبراهيمية فهو حدث استثنائي يؤكد التعايش السلمي وضرورة التآخي الإنساني بين العقائد المتعددة، وآن الأوان لنزع فتيل الفرقة بينهم.
إن قمة البابا والإمام الأكبر خطوة يجب أن تتلوها خطوات لجمع الأديان السماوية؛ اليهودية والمسيحية والإسلام، ومن ثم التقارب مع بقية الأديان حتى يتحقق الحلم بأن تختفي الكراهية الدينية من هذا العالم، وحتى لا تزهق روح واحدة باسم الدين الذي يحض على المحبة والتسامح، وحتى يرتفع صوت العقل فلا يعلو عليه صوت.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة