ضحايا تفجير مطار عدن يتحدثون لـ"العين الإخبارية" عن "الليلة السوداء"
"كان يمكن أن تكون هذه صلاتي الأخيرة".. يقول اليمني عبدالكريم أحمد علي، أحد ضحايا التفجير الإرهابي الأخير الذي استهدف مطار عدن الدولي، السبت الماضي.
الأربعيني عبدالكريم كان خارجا من مسجد حي المطار، القريب جدا من موقع التفجير، بعد تأديته صلاة المغرب، وما هي إلا خطوات قليلة حتى استقبلته شظايا الانفجار.
يتحدث عبدالكريم لـ"العين الإخبارية" قائلا: "خرجت من صلاة المغرب، وما قطعت سوى أمتار قليلة حتى تزامن سماعي لدوي الانفجار مع سقوطي المفاجئ والقوي على الأرض، دون أن أدرك ما الذي يجري حولي".
ويضيف: "لم أفق إلا وأنا في المستشفى بعد إسعافي من المواطنين، وبعد معرفتي بما حدث من انفجار إرهابي، شعرت بأن تلك الصلاة التي أديتها كادت أن تكون آخر صلواتي".
عبدالكريم الراقد حاليا في غرفة العناية المركزة بمركز الطوارئ والحوادث في مستشفى الجمهورية العام بعدن، تعرض لشظايا في جنبه الأيسر، والجهة اليسرى من معدته، بالإضافة إلى جروح في أعلى فخذه الأيسر، وحالته مستقرة.
مأساة أهالي الضحايا
ثمة قصص مؤلمة رصدتها "العين الإخبارية" خلال زيارتها لمركز الطوارئ بمستشفى الجمهورية العام بعدن، كما استمعت من الطواقم التمريضية والطبية إلى حالات إنسانية موجعة.
تروي الممرضة في مركز الطوارئ أحلام عبدالله مشاعر الهلع التي انتابت أهالي الضحايا، الذين جاءوا إلى المستشفى للبحث عن ذويهم وأطفالهم بعد التفجير.
وتصف أحلام لـ"العين الإخبارية" كيف كانت إحدى الأمهات تبحث بين غرف وممرات الطوارئ ووسط أجساد المرقدّين عن طفلها، وهي تصرخ باسمه بكل ما أوتيت من قوة، بينما الدموع تنهمر من عينيها.
كان ابنها يلعب مع أقرانه أسفل البناية التي يقع فيها بيتهم، مقابل البوابة الخارجية لمطار عدن، والتي تعرضت لتفجير سيارة مفخخة مساء السبت الماضي.
وتشير الممرضة إلى أن الأم وجدت فلذة كبدها، بعد أن سمع الطفل صوت والدته فعرفها، ثم صرخ ينادي عليها: "أنا هنا يا أمي"، لكن وجه الطفل المحروق والملطخ بالدماء نتيجة التفجير، منع والدته من التعرف عليه أول الأمر.
غير أن الأم تمالكت نفسها وتفحصت وجه طفلها الصغير لتحتضنه بعدها بكل قوة وتضمه إلى صدرها باكيةً، قبل أن تفصلها أيادي الممرضات عن جسد ابنها البالغ من العمر 14 ربيعا.
كانت الأم تتحدث للممرضات "طمنوني عليه"، بعد أن فصلوها عن ابنها لمواصلة علاجه وتمريضه؛ لإصابته بالصدر والبطن والفم، ما جعل حالته خطرة.
ليلة سوداء
الطواقم الطبية في مركز الطوارئ بمستشفى الجمهورية بعدن، تحدثوا مع "العين الإخبارية" عن مشاهد مؤثرة ومؤلمة لذوي الأهالي أثناء بحثهم عن مقربين لهم.
فالأعداد الكبيرة للمصابين، والذين ضاقت بهم غرف وممرات الطوارئ أحدثت ما يشبه الفوضى، في ظل مشاعر موجعة لما حل بمدينة عدن وأهلها.
وأكد غير واحد من الأطباء والممرضين أن قسم طوارئ مستشفى الجمهورية في عدن عاش "ليلة سوداء"، وسط صراخ الجرحى وبكاء ذويهم.
وكان التفجير الإرهابي الذي استهدف مطار عدن الدولي، مساء السبت، أسفر عن سقوط 5 قتلى، بينما وصل عدد المصابين إلى قرابة 30 شخصا، بينهم أطفال ونساء.
aXA6IDMuMTI5LjQyLjE5OCA= جزيرة ام اند امز