انتصارات العمالقة بشبوة.. حماية الأمن القومي وقطع "يد إيران"
أثار التمدد الحوثي في اليمن، مخاوف عدة من توسع المشروع الإيراني، بما يؤدي إلى انسلاخ البلاد كليا عن محيطها العربي.
ومما زاد من تلك المخاوف اقتراب مليشيات الحوثي من منابع الثروة، ما قد يمنحها قوة إضافية لتحقيق أطماع إيران.
وعلى مدى أكثر من عام، دفعت مليشيات الحوثي بالآلاف من مسلحيها المدربين تدريبا عاليا إلى جبهات مأرب، بهدف الوصول إلى منابع إنتاج الطاقة.
وكان ذلك الهدف إحدى استراتيجيات إيران للسيطرة على مصادر الطاقة في اليمن، والتي لطالما أفصحت عنه أكثر من مرة، عبر منابرها الإعلامية.
وخلال المعارك التي اشتدت ضراوتها منذ مطلع العام 2021 وحتى اليوم، شكل التقدم الذي أحرزته مليشيات الحوثي في جبهات مأرب مخاوف إضافية من أن عملاء إيران يقتربون بشكل أكبر من مصادر الثروة.
ومما أجج تلك المخاوف، سيطرتها على مديريات بيحان في شبوة منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، إذ جعل ذلك التوسع، مليشيات الحوثي، الأقرب إلى محطة بلحاف الغازية، أكبر محطة لتصدير الغاز الطبيعي في البلاد.
ومن ضمن المخاوف التي كانت تثار حينها، هو أن وصول مليشيات الحوثي إلى المناطق النفطية والسيطرة عليها من شأنه أن يطيل أمد الحرب، ويمنحها دفعة قوية للسيطرة على المحافظات الجنوبية.
لهاث حوثي
وأجبر لهاث مليشيات الحوثي في السيطرة على منابع الثروة في مأرب وشبوة، الدفع بقوات بشرية هي الأكبر عددا إلى جبهات القتال.
ورغم الخسائر الفادحة التي تلقتها، إلا أنها استمرت في إرسال المزيد من المقاتلين من أجل تحقيق ذلك الهدف، والوصول إلى محافظة حضرموت (شرقا) لتأمين مصادر مهمة لتمويل حروبها العبثية.
وأكسب الحشود الكبيرة التي كانت تطلقها نحو الجبهات على شكل أفواج بشرية في محاكاة للطريقة الإيرانية، القدرة في تضييق الخناق على مأرب، بل أن ذلك مكنها من التهام المزيد من الأراضي.
وأتاح ذلك التقدم في الاقتراب بشكل خطير، في ظل عجز واضح من القوات التي يدعمها حزب الإصلاح، الفرع المحلي لتنظيم الإخوان في اليمن.
لكن الآمال سرعان ما عادت إلى اليمنيين، وعوامل الخوف التي تراكمت على مدى أكثر من عام من القتال الذي وصف بالأشرس، أزيلت تماما، بعدما تمكنت قوات العمالقة من إحباط المخططات الحوثية والإيرانية في شبوة.
ومثل استعادة قوات العمالقة لمديريات شبوة القريبة من حقول النفط، ومن أكبر مركز لتصدير الغاز الطبيعي، بمثابة قطع اليد الإيرانية، وإبعاد خطر طهران عن مراكز إنتاج الثروة.
حدث مفاجئ
وأحدث الانتصار مفاجئة للعديد من المراقبين الذين اعتقدوا أن التصميم الحوثي في الوصول إلى ذلك الهدف، قد طوي تماما.
وأتاح انتصار قوات العمالقة في شبوة، في تأمين مصادر الطاقة و الانطلاق نحو محافظة مأرب المجاورة، وحمايتها عبر إسناد القوات الموجودة هناك.
وحظيت الطريقة السريعة في القتال بإعجاب المراقبين لأداء قوات العمالقة التي أصبحت رأس حربة لسحق المشروع الإيراني في البلاد.
وأسهمت تلك الطريقة في تعزيز الحماية عن منابع الثروة، وإبعاد الخطر الفارسي وأذنابه في اليمن، وحرمان الأطماع الإيرانية من مجرد التفكير في الوصول إليها.