ألعاب الفيديو الفائز الأكبر من كورونا.. هل تواصل مكاسبها بعد رحيل الفيروس؟
"ألعاب الفيديو" أو كما تسمى بنجمة قطاع الترفيه، سترتفع حصتها في السوق إلى 36% في عام 2023 مقابل 31% في 2019.
وسط حالة الظلمة التي تكسو معظم القطاعات في جميع أنحاء العالم، تُظهر بعض القطاعات شعاع نور يخترق العتمة التي فرضها الفيروس، من بينها قطاع ألعاب الفيديو.
وفي ظل تفشي جائحة كورونا (كوفيد – 19)، سجل قطاع الألعاب الإلكترونية أرقاما قياسية، وحقق انتعاشة كبيرة، ليصبح من أكبر المستفيدين من الحجر المرافق للجائحة.
وخلال الأشهر القليلة الماضية، ارتفعت معدلات الأوقات التي يمضيها الأشخاص في ممارسة ألعاب الفيديو وفي الأموال التي ينفقونها عليها.
وتوقع خبراء، ارتفاع النفقات على الألعاب عبر الأجهزة المحمولة بنسبة 12% في العالم سنة 2020، أي بزيادة 5% عن النسبة المتوقعة أساسا.
زبائن جدد
لكن "ألعاب الفيديو" أو كما تسمى بنجمة قطاع الترفيه، سترتفع حصتها في السوق إلى 36% في عام 2023 مقابل 31% في 2019.
وشهدت ألعاب الفيديو انضمام زبائن وعملاء جدد من كبار السن وغيرهم، نتيجة الحجر الصحي المفروض، وهو ما رفع من معدلات الإقبال.
وسجلت مجموعتا "أكتيفيجين بليزرد" و"إلكترونيك آرتس" الأمريكيتان العملاقتان في مجال ألعاب الفيديو، نتائج ممتازة منذ يناير/كانون الثاني.
وفي خطوة نادرة في زمن الإجارات القسرية، عدلت "أكتيفيجن" توقعاتها صعودا.
ويقول المحلل في شركة "جون بيدي ريسرتش" تيد بولاك "هم يلعبون كثيرا لدرجة أنهم باتوا يستنفدون قدرات أجهزتهم".
وأكد أن "مايكروسوفت" تعتزم إطلاق جهازها الجديد لمحاكاة رحلات الطيران وهي خصصت لهذه اللعبة وحدها مئات ملايين الدولارات ستستثمرها على أجهزة كمبيوتر مع معالجات قوية.
ويسود وضع مماثل لدى شركات تصنيع أجهزة ألعاب الفيديو.
ولم تنشر "نينتندو" و"سوني" بعد نتائجهما لمطلع 2020، لكن حتى مارس/آذار سجلت أجهزة "سويتش" من "نينتندو" مبيعات مضاعفة مقارنة مع 2019 بحسب المحلل مات بيسكاتيلا من "أن بي دي".
هذا الأداء مرتبط بلا شك بالنجاح الساحق للعبة "أنيمل كروسينغ: نيو هورايزنز" التي أصبحت من رموز مرحلة الحجر المنزلي وهي تتيح بناء جزيرة خلابة خاصة وزيارة جزر اللاعبين الآخرين.
ويقول موريس غارارد من "فيوتشرسورس"، "في بادئ الأمر كانت طموحاتنا محدودة لأجهزة الألعاب هذا العام". وهو كان يتوقع أن ينتظر المستهلكون إصدار أحدث أجهزة "سوني" (بلاي ستيشن 5) و"مايكروسوفت" (إكس بوكس سيريز إكس) في نهاية العام.
الفيديو نجم قطاع الترفيه
غير أن الناس محجورون في المنازل والأطفال توقفوا عن ارتياد المدارس، ما يدفعهم إلى اللعب مع أصدقائهم بألعاب مثل "فورتنايت" أو "كال أوف ديوتي: وورزون" اللذين يحققان أيضا نجاحا قويا في هذه المرحلة بحسب غارارد.
أما اللاعبون الأصغر سنا فيلجؤون إلى منصة "روبلوكس" للألعاب.
ويقول غارارد "نشهد أيضا ظهور جيل من اللاعبين المسنين". ففي الصين مثلا، "شهدت لعبة ماجونغ اللوحية المحببة لدى المسنين طفرة قوية عبر الهواتف الذكية".
وهو يعتبر أن النفقات على الألعاب عبر الأجهزة المحمولة ستزيد بنسبة 12% في العالم سنة 2020، أي بزيادة 5% عن النسبة المتوقعة أساسا، بتشجيع أيضا من نشر شبكة الجيل الخامس أو الجيل الرابع في الأسواق الصاعدة وفي طليعتها الهند والبرازيل.
ولا شك في أن تدابير التباعد الاجتماعي تسهم في النمو الكبير في أكثرية تطبيقات الترفيه وخدمات البث التدفقي للموسيقى والأفلام سواء المجانية منها أم المدفوعة.
غير أن "ألعاب الفيديو هي نجمة قطاع الترفيه"، وفق شركة "فيوتشرسورس" التي تشير توقعاتها إلى أن "نمو الألعاب سيكون أعلى من معدل القطاع ليبلغ 36% من حصص السوق بحلول 2023 في مقابل 31% في 2019".
وفي مؤشر إلى أن هذه الشركات في وضع جيد، ارتفعت النفقات الإعلانية لشركات ألعاب الفيديو وعلى رأسها "نينتندو"، ارتفاعا بواقع الضعف على قنوات التلفزيون الأمريكية بين 16 مارس/آذار و15 أبريل/نيسان بالمقارنة مع الفترة عينها في 2019 وفق "فنتشر بيت" و"آي سبوت. تي في".
محركات افتراضية
وحدها الجهات الناشطة في مجال الرياضة الإلكترونية تعيش الأزمة بصورة أكبر. وللمفارقة، تستلزم الدورات المهنية جمع كل اللاعبين في مكان واحد لتوحيد الظروف التقنية عليهم.
غير أن النوادي الرياضية المحرومة من المدارج، تنظم منافسات إلكترونية.
ويقول لوران ميشو "أولئك الذين كانوا يشاهدون الفورمولا واحد على التلفزيون يمكنهم مشاهدة سائقين فعليين يقارنون أداءهم مع لاعبين متمرسين على مسارات افتراضية عبر منصة "تويتش" لمؤتمرات الفيديو، وفق لوران ميشو.
كذلك يقدم الحجر المنزلي ظروفا مناسبة لاعتماد أنساق جديدة مثل لعب الفيديو على خدمات الحوسبة السحابية، وهو ما يثير اهتمام الأسر التي تتمتع باتصال سريع بالإنترنت ولا تفكر في شراء أجهزة جديدة.
ولم تتوان "جوجل" عن تقديم شهرين مجانيين لمشتركي منصتها للألعاب على الحوسبة السحابية "ستاديا" التي أطلقت في الخريف الماضي.
غير أن الشبكات الاجتماعية وخدمات البث التدفقي تتوقع تباطؤا مع رفع تدابير الحجر المنزلي عندما سيتمكن المستهلكون من العودة للمتاجر وقاعات السينما والمطاعم.
إلا أن الخبراء يتوافقون على أن هذا النمو لألعاب الفيديو سيستمر طويلا.
ويقول تيد بولاك إن الناس "سيستمرون في اللعب" بعد الاعتياد على هذا النشاط.