صنادل المطاط في فيتنام.. شاهد على الحرب والسلم (صور)
صامدة منذ نحو قرن من الزمن تكافح الاندثار وتقف شاهدة على محطات بارزة من تاريخ فيتنام في زمن السلم والحرب.
صنادل مطاطية في فيتنام تقاوم انسياب الزمن في البلد الآسيوي الذي يحتل مركزا متقدما بين أكبر المصنعين في العالم لهذه الأحذية المصنوعة من الإطارات المستعملة للمركبات العسكرية أو الطائرات.
ففي العاصمة هانوي الصاخبة، تُباع الأحذية من الأنواع شتى: "غوتشي" العالية الكعب بألف دولار، إلى نعال بلاستيكية بدولارين.
لكن لمن يراودهم الحنين إلى الماضي، فإن الصنادل المطاطية ذات النعال الصلبة متوفرة في الأسواق والمتاجر الصغيرة على حد سواء.
"العم هو"
دفع داو فان كوانج 8 دولارات مقابل زوجي صنادل عاديين في متجر خارج متحف هانوي المخصص للزعيم الثوري للبلاد هو تشي منه الذي عُرف بانتعاله الصنادل المطاطية باستمرار.
وقال الرجل البالغ 47 عاما والآتي من مقاطعة كوانج نام بوسط البلاد لوكالة فرانس برس: "كنت أنتعل صندلا من المطاط عندما كنت في المدرسة في الثمانينيات".
وأضاف أنها "ذات قيمة تاريخية وسهلة الانتعال وتبدو جميلة".
وفي المتحف، يُعرض زوجا الصندل الباليان اللذان كان ينتعلهما رئيس شمال فيتنام السابق المعروف تحبباً باسم "العم هو"، في صندوق زجاجي مع زيه ذي النمط الصيني.
وورد ذكر صنادل هو تشي منه المطاطية في الأغاني الوطنية التي أشادت بأسلوب حياته البسيط، وتقول كلمات إحدى الأغاني "هذه الصنادل ساعدت العمّ على قطع شوط طويل، وتغلب معها على الصعوبات لبناء البلد".
وبدأ الفيتناميون في صنع الصنادل المطاطية لأول مرة في أواخر أربعينيات القرن الماضي، خلال حرب الهند الصينية الأولى ضد الفرنسيين، باستخدام إطارات شاحنة عسكرية نُصب لها مكمن.
ووجدوا أن الصنادل تتسم بتكلفة صنعها البسيطة، كما تتمتع بقدرة كبيرة على مقاومة الرطوبة والوحل، في أثناء تنقل الجنود في الغابات الكثيفة.
وفي وقت لاحق، خلال حرب فيتنام، أصبحت الأحذية البسيطة والمتينة رمزا لإبداع قوات فيتكونج الشيوعية في قتالها ضد القوات العسكرية الأمريكية.
وأوضح نجوين دوك ترونج الذي أمضى جل حياته في صناعة الأحذية، أنه حتى في وقت السلم، لا يزال هذا التصميم شائعا لأسباب تتعلق بالاستدامة.
وقال الرجل البالغ 58 عاما "أعتقد أن الصنادل المطاطية لا يزال أمامها مجالات كثيرة".
شعبية متزايدة
تُعد فيتنام من أكبر أربع دول في العالم لتصنيع الأحذية، وتُنتِج مصانعها أزواجا للعلامات التجارية الكبرى مثل "نايكي" و"أديداس".
وفي حين أن الصندل المطاطي المتواضع لا يولّد إيرادات كبيرة، إلا أنه يحمل أهمية كبيرة من حيث القيمة التراثية، وشعبيته آخذة في الازدياد.
وتبيع شركة "فوا ديب لوب" التي بدأت كشركة صغيرة وأصبحت رائدة في مجال صنادل المطاط في فيتنام، الأحذية بحوالي 10 دولارات للزوج.
وفي ورشة العمل في هانوي، يستخدم صانعو الأحذية السكاكين والأزاميل الحادة لصنع الصنادل من إطارات ضخمة يقرب ارتفاعها من طول قامة العمال.
وفي حين أن الطرازات التقليدية ذات اللون الأسود هي الأكثر مبيعا، إلا أن لمسة عصرية ملونة تساعد في استقطاب الزبائن من الفئات السكانية الأصغر سناً.
aXA6IDMuMTQxLjMyLjE2IA== جزيرة ام اند امز