كومباني في بايرن ميونخ.. حل مثالي أم فشل إداري جديد؟
اقترب نادي بايرن ميونخ الألماني من إنهاء أزمة التعاقد مع مدير فني جديد للفريق، خلفاً لتوماس توخيل الذي رحل بنهاية منافسات موسم 2023-2024.
ويتفاوض بايرن ميونخ حالياً مع نادي بيرنلي الإنجليزي لتقديم تعويض له يترك بموجبه المدرب البلجيكي فينسنت كومباني ليقود الفريق في الموسم المقبل 2024-2025.
وعانى بايرن ميونخ على مدار الفترات الماضية كثيرا في مسألة إيجاد مدرب جديد، وقوبل بالرفض من جانب العديد من الأسماء اللامعة في عالم التدريب.
ولكن الأسباب تنوعت، وعلى سبيل المثال قرر الإسباني تشابي ألونسو استكمال رحلته مع باير ليفركوزن الألماني بعدما قادهم لنجاحات هائلة تمثلت في التتويج بالدوري المحلي، والتأهل لنهائي الدوري الأوروبي ونهائي كأس ألمانيا.
وهناك أسماء أخرى مهمة مثل الفرنسي زين الدين زيدان، الذي لم يكن بايرن أول فريق يرفضه، بعد أن سبق له من قبل الاعتذار عن قيادة باريس سان جيرمان الفرنسي ويوفنتوس الإيطالي.
أما يوليان ناغيلسمان مدرب منتخب ألمانيا فطلب من إدارة الاتحاد المحلي لكرة القدم في بلاده تحديد مصيره قبل انطلاق كأس أمم أوروبا 2024.
ولو كانت ألمانيا رفضت التمديد لناغيلسمان فإنه على الأرجح كان سيعود لمنصبه كمدرب للبافاري، لأنه رحب بذلك بالفعل.
بعدها حاول بايرن ميونخ إقناع رالف رانغينك مدرب النمسا بقيادة الفريق، لكنه على غرار ناغلسمان قرر الاستمرار في مهمة أقل من حيث التحديات والضغط العصبي.
أحد الأسباب الأخرى كانت رفض كريستال بالاس الإنجليزي الاستغناء عن النمساوي أوليفر غلاسنر مدرب الفريق بأقل من 100 مليون يورو.
وحتى توماس توخيل رفض الأسبوع الماضي التفاوض مع بايرن ميونخ بشأن الاستمرار في منصبه، لأنه لم يحب أن يكون مدرباً مؤقتاً لمدة موسم واحد لحين التعاقد مع مدير فني جديد.
هل كومباني حل مثالي لبايرن ميونخ؟
وصفت صحيفة "غارديان" الإنجليزية اختيار كومباني في بايرن ميونخ بـ "المفاجأة"، كونه كان له دور في هبوط بيرنلي لدوري الدرجة الثانية خلال الموسم المنصرم.
وبالطبع لم يكن كومباني إلا خياراً مثالياً للنادي الألماني المتخبط إدارياً منذ سنوات، خاصة فيما يخص التعاقد مع مدربين جدد.
بدأ كومباني مشواره التدريبي في 2019 مع أندرلخت البلجيكي كلاعب ومدير فني وحقق نسبة انتصارات بلغت 45% بـ42 فوزا و32 تعادلا و18 هزيمة.
وقاد كومباني بعدها فريق بيرنلي في 96 مباراة فاز بـ41 منها وتعادل 24 وخسر 31 مرة، بنسبة 42%.
إنجاز كومباني الأكبر كان التتويج بلقب دوري القسم الأول الإنجليزي مع بيرنلي وقبلها التأهل لنهائي كأس بلجيكا رفقة أندرلخت.
ولم يحقق بيرنلي سوى 5 انتصارات فقط في 37 مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز، وهو رقم مربك ومحير أن يقود ناد مثل بايرن للتفاوض معه.
ولكن في ذات السياق، تدرك إدارة بايرن ميونخ جيداً أنها بالتعاقد مع هذا المدرب الشاب ستتمكن من إملاء شروطها وفرض مدة العقد التي تريدها ولكنها ستعرض الفريق لتقديم موسم كارثي للعام الثاني على التوالي وهو ما سيكون مرفوضاً من الجماهير البافارية.
وشهدت السنوات الأخيرة في بايرن ميونخ مجموعة من التعاقدات السيئة على مستوى منصب المدير الفني.
ولم يكن تعيين الكرواتي نيكو كوفاتش في 2018 خلفاً ليوب هاينكس، إلا مخاطرة كبرى باءت بالفشل بعدما أقيل في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 عقب خسارة 1-5 أمام آينتراخت فرانكفورت بالدوري المحلي.
ووقتها أنهى بايرن ميونخ الموسم بطلاً لسداسية الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا والسوبر المحلي والقاري وكأس العالم للأندية.
لكن المدرب الذي قادهم لهذه النجاحات، وهو هانز فليك، كان اختيارا بالصدفة وتم تعيينه عقب رحيل كوفاتش كونه كان مساعداً له.
وحين أتيحت الفرصة للبايرن لإعادة هانز فليك العالم بأمور الفريق، خشيت الإدارة من الرهان عليه بعد فشل تجربته مع ألمانيا في كأس العالم 2022، لكنها ترى أن كومباني حقق نجاحاً مع بيرنلي رغم هبوطه به للدرجة الثانية.
أما الموقف الأكثر جدلاً في ميونخ، فكان في مارس/ أذار 2023 حين أقيل ناغلسمان بشكل مفاجىء وتم تعيين توماس توخيل والاتفاق معه دون علم المدرب.
وتسبب هذا القرار فيما بعد، في الإطاحة بمدير الكرة وقتها حسن صالح حميديتش والرئيس التنفيذي أوليفر كان.
وينتظر أن يكون للقرار الجديد بشأن كومباني بحسب المعطيات الحالية نتائج سيئة في الموسم المقبل للعملاق البافاري.
aXA6IDE4LjIxOC4xOTAuMTE4IA== جزيرة ام اند امز