عودة خطاب العنف.. حملات تحريض إخوانية ضد اتحاد الشغل بتونس
خبراء تونسيون يؤكدون لـ"العين الإخبارية" أن المنحى العنيف في خطاب "الإخوان" الإرهابية يهدف إلى التغطية على عجزهم في تشكيل الحكومة
ما إن انتهت العملية الانتخابية في تونس وانكشفت نتائجها، حتى انطلقت القواعد الانتخابية لإحدى الأذرع الإخوانية في تونس ووجها الراديكالي حزب "ائتلاف الكرامة" في التحريض على الاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر منظمة نقابية) والدعوة إلى "سحل" قياداته ورموزه في الشوارع.
هذه التهديدات اعتبرتها المنظمة النقابية جزءا من الإرهاب السياسي الذي تمارسه جماعات الإسلام السياسي في تونس عبر إحدى أدواتها العنيفة والتي تسببت في تعطل مسار الانتقال الديمقراطي منذ عام 2011.
وقد اعتبر سامي الطاهري، المتحدث باسم للاتحاد العام التونسي للشغل، أن المنظمة النقابية (الحائزة على جائزة نوبل للسلام سنة 2015) تتعرض إلى محاولات من قبل المحيط الدائر لحركة النهضة وذلك من أجل إقصائها والتقليل من دورها في المشهد السياسي.
وأضاف أن الاتحاد سيواصل الدفاع عن التوجهات الاجتماعية للدولة والدفاع عن الطبقات الفقيرة ضد الأحزاب الليبرالية المتوحشة.
وأمام هذا الفصل الجديد للصراع بين العلمانيين والإسلاميين في تونس يرى العديد من الخبراء أن "ائتلاف الكرامة" الذي يضم 20 نائبا في البرلمان المقبل يمثل كيانا سياسيا خطيرا على الانتقال الديمقراطي من خلال خطابه الذي يتسم بالعنف وعبر الرسائل الإعلامية التي تتضمن تهديدا لخصومه بالقتل.
وقد نشأ هذا الائتلاف منذ سنة 2012 تحت مسمى "روابط حماية الثورة"، ويواجه اتهامات باغتيال القيادي في حزب "نداء تونس" لطفي نقض في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2012.
كما يترأس هذا الائتلاف محام معروف بمساندته الصريحة للإرهابيين والمرافعة لصالح عناصر الجماعات الإرهابية.
هل يصمد الاتحاد أمام المتطرفين؟
يؤكد مراقبون للمشهد التونسي أن اتحاد الشغل الذي تأسس سنة 1946 هو جزء رئيسي في تاريخ تونس الحديث، مر بالعديد من المحطات المهمة والمفصلية في تونس.
وقد قاد الاتحاد عملية "الحوار الوطني" سنة 2013 للتقريب بين مختلف الفرقاء السياسيين في تونس، وذلك بعد أن دخلت البلاد في أزمة سياسية حادة إثر اغتيال القيادي القومي محمد البراهمي.
ويكشف القيادي بالاتحاد عادل الحفصي عن أن العناصر التابعة للإسلام السياسي في تونس تقوم بتسخير صفحات على شبكات التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لنشر شائعات تحريضية ضد المنظمة وضد قياداتها، وخاصة منهم الأمين العام نور الدين الطبوبي.
وأوضح أن المنظمة النقابية ستخوض معركتها باتجاه الدولة المدنية التي تضمن الحريات للجميع ضد كل أشكال التطرف الديني والعنف السياسي.
الخبير في المجال الإعلامي سيف الحضيري يؤكد في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن حركة النهضة تملك قرابة 100 صفحة على شبكة التواصل الاجتماعي، مهمتها الأساسية تشويه سمعة الإعلاميين والسياسيين والنقابيين الذين يعارضون توجهاتها.
تغطية على عجز تشكيل الحكومة
كشف رياض جراد القيادي باتحاد طلبة تونس "منظمة طلابية يسارية" في تصريحات لـ"العين الإخبارية" عن تعرض المنظمة الطلابية إلى عمليات استهداف ممنهجة رصدت لها إمكانيات مادية ضخمة وتعرض قياداتها إلى حملات تحريضية وتهديدات خطيرة تمس سلامتهم الجسدية بسبب كشف الاتحاد عن فرع طلابي تابع للجهاز السري لحركة النهضة الإخوانية، وعن تورط الحركة في تسفير الشباب الطلابي إلى بؤر التوتر والقتال.
جراد اعتبر أن هناك مساعي للإخوان لإقصاء الطلبة أصحاب التوجه اليساري من الجامعة التونسية وتحويل المراكز الأكاديمية إلى "أفخاخ" لتوليد الإرهابيين.
وتؤكد في السياق ذاته المحامية والناشطة الحقوقية وفاء الشادلي أن المنحى العنيف في خطاب الإخوان هو ردة فعل على عجزها في تشكيل الحكومة وامتناع الأطراف السياسية الرئيسية الدخول معها في تحالف حكومي.
ويواصل حزب التيار الديمقراطي وحركة الشعب القومية رفضهما الدخول في ائتلاف حكومي تترأسه شخصية إخوانية أو قريبة من الدوائر الإخوانية.
وأوضحت الشادلي في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أنه أمام العزلة الإخوانية، تتجه قيادات حركة النهضة و"توابعها" السياسية على غرار ائتلاف الكرامة إلى التصعيد في الخطاب وتهديد الخصوم والتحريض على قتلهم.
وذكرت أن سياسات التحريض التي يتبعها الإخوان راح ضحيتها القيادي اليساري شكري بلعيد في 6 فبراير/شباط 2013، والتي بقيت حتى الآن "جرحا عميقا في المسار الديمقراطي التونسي" على حد تقديرها.
aXA6IDMuMTQ5LjI1MC4xOSA= جزيرة ام اند امز